ندوة: الجلوة العشائرية اصبحت عبئا على المجتمع واقرباء الجاني

المدينة نيوز– أكد المشاركون في ندوة حوارية عن " الجلوة العشائرية " أنها تشكل عبئا على المجتمع لما ينجم عنها من مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية تطال جميع أقرباء الجاني.
وطالبوا بضرورة تفعيل قانون منع الجرائم الذي يعطي للحاكم الإداري الصلاحيات الكافية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال القضايا الجرمية لاسيما قضايا القتل العمد وهتك العرض وغيرها.
وتوافق شيوخ ووجهاء عشائر من محافظة الطفيلة في الندوة التي عقدها مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني اليوم الاثنين في قاعة مؤسسة أعمار الطفيلة ، على أن من شان هذه الصلاحيات أن تعالج العديد من الثغرات والتبعات التي تصل حد الظلم الناجم عن الجلوة التي لا تميز بين معتد ومنضبط .
وأكدوا في الندوة التي جاءت تحت عنوان "الحد من تطبيق الجلوة العشائرية الخاصة بوجهاء العشائر والناشطين في القضايا العشائرية"على أن الجلوة يجب أن لا تتعدى المسجلين في دفتر العائلة من أشقاء ووالد القاتل، مطالبين بتعديل قانون العقوبات بحيث يتم الإسراع في البت بجرائم القتل تمهيدا لإنهاء الخلافات بأسرع وقت.
ودعوا إلى ضرورة توسيع صلاحية الحاكم الإداري واتخاذ اللازم في حال وقوع أي جريمة ، لافتين إلى أن "الجلوة "عبارة عن إجبار ذوي القاتل وأقاربه على مغادرة مناطق سكناهم (قصرا) إلى منطقة بعيدة غالبا ما تكون محافظة أخرى متفق عليها في العرف العشائري غير المكتوب.
ورأى المشاركون أن هناك إيجابيات للجلوة منها حقن الدماء وعدم توسع الجريمة، مؤكدين أن الجلوة كثيرا ما حالت دون توسع الجريمة .
وأشاروا إلى أن من دواعي التغيير في الجلوة تغير نمط الحياة والاستقرار الذي طرأ، فقد تبدلت المساكن من بيوت الشعر إلى بيوت الحجر مع ما رافق ذلك من تطورات سواء في الوظائف أو المدارس أو الجامعات بالنسبة للأولاد والبنات، مؤكدين أن الجلوة تشريد لأناس ليس لهم ذنب سوى صلة القربى بالجاني .
ولفتوا إلى أن الجلوة العشائرية كانت في السابق جزءا مهما من القضاء العشائري وكانت عاملا مهما في حقن الدماء، ولكنها اليوم أصبحت تشكل عبئا ثقيلا غير محتمل على العشائر، وبحاجة إلى تعديلات جذرية لاختلاف الظروف الحياتية كليا، فقد كانت سابقا غير مكلفة لا معنويا ولا ماديا لمن تقع عليهم ، مطالبين بفردية العقوبة للقاتل ولأفراد أسرته المقربين داخل دفتر العائلة، والتخلص من العقوبة الجماعية لأناس ليس لهم ذنب.
وكان فريق من مركز الحياة يضم المحامية إسراء المحادين و عمرو النوايسة و ابراهيم الكريمين قدموا أوراق عمل تعريفية حول الآثار المترتبة على الجلوة العشائرية والانتهاكات الناتجة من تطبيقها،مشيرين إلى حزمة الندوات والبرامج التوعوية التي تقدم للمجتمعات المحلية بمشاركة الوجهاء والشيوخ في المحافظات حول هذا العرف العشائري.
(بترا)