اتفاقية الوصاية الملكية تجسيد للتعاون الاردني الفلسطيني في حماية المقدسات

المدينة نيوز- جاء توقيت الاتفاقية التاريخية التي وقعها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد مدروسا ومهما لجهة وضع حد للاستفزازات الاسرائيلية المتعمدة ومحاولات تهويد مدينة القدس والاعتداءات المتكررة على المسجد الاقصى المبارك وبالذات الحرم القدسي الشريف .
وجددت الاتفاقية التأكيد على أن جلالة الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية والشرعية الدينية في المحافظة على الأماكن المقدسة في القدس الشريف خصوصا المسجد الأقصى والممتلكات الوقفية التابعة له .
يقول وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد نوح القضاة لقد كثرت اعتداءات دولة الاحتلال على الحرم القدسي الشريف وكان من جملتها حفر انفاق تحت الحرم الشريف ما يهدد بانهياره .
ويضيف ان من جملة الاعتداءات ايضا بناء 62 ( كنيس ) في البلدة القديمة منها ما هو ملاصق لجدران المسجد الاقصى , وانتاج فيلم مصور من قبل وزارة الخارجية في دولة الاحتلال يظهر فيه نائب وزير الخارجية داني ايالون وخلفه تهدم قبة الصخرة المشرفة ويقام مكانها الهيكل المزعوم .
ويزيد الوزير القضاة : تزامن كل ذلك مع قيام سلطات الاحتلال بتعطيل مشروعات الترميم والصيانة والتي من بينها مشروع اطفاء الحرائق في المسجد الاقصى , وتهديد وتوقيف واعتقال موظفي الاوقاف ومنع مدير المسجد الاقصى من دخول المسجد منذ شهر ايلول 2012 الى الآن وكذلك استخدام عقارات الاوقاف دون عقود ايجار او دفع اجرة.
ويقول : كل هذه التهديدات وغيرها تستدعي بالتأكيد وجود دفاع عن الحرم الشريف وعندما كانت تتدخل دولة فلسطين يتم الاعتذار من قبل سلطات الاحتلال على التعامل معها ، وعندما تتدخل الحكومة الاردنية يتم الاعتذار بحجة ان دولة فلسطين هي المسؤولة عن هذه المقدسات وبالتالي كان هناك تلاعب من قبل سلطات الاحتلال اعتمادا على قاعدة فرق تسد .
ويضيف : واستدعى ذلك التعاون بين الاردن وفلسطين للدفاع عن الحرم الشريف وحيث ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الفاتح الاول ومن بعده تمت مبايعة الشريف الحسين بن علي ملكا للعرب ، واعتمادا على هاتين الحقيقتين فان الاتفاق قد وقع على ان يكون ملك المملكة الاردنية الهاشمية بصفته الشخصية صاحب الوصاية وخادم الاماكن المقدسة في القدس بصفته سليلا للنبي عليه الصلاة والسلام وسليلا لملك العرب بحسب الاتفاقيات التاريخية الموقعة قديما .
ويقول القضاة : وبذلك تصبح مهمة الدفاع عن المسجد الاقصى موكولة الى شخص جلالة الملك لينفذها من خلال حكومته وبالاخص وزارة الاوقاف مع التأكيد على ان السيادة على الاماكن المقدسة تبقى لدولة فلسطين وتكون الوصاية والخدمة لملك المملكة الاردنية الهاشمية وهذا يوحد الجهود في سبيل تحديد جهة المسؤولية التي كانت دولة الاحتلال تعتمد على عدم تعيينها .
ويبين ان توقيع هذه الاتفاقية ياتي ضمن الهدف الاسمى لدولة فلسطين والمملكة وهو الدفاع عن المسجد الاقصى المبارك .
مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق المهندس خليل التفكجي يتحدث من مدينة القدس الشريف لبترا فيقول: ان هذه الاتفاقية تعتبر استمرارا للاتفاقيات التي تم توقيعها في عام 1924 واستمرار الوضع الخاص للهاشميين في حماية المقدسات الاسلامية .
ويضيف ان للاردن وضعا خاصا فيما يتعلق بالاماكن المقدسة في القدس باعتبار انها دولة ذات سيادة وعضو في الامم المتحدة والمحاكم الدولية ، بينما السلطة الفلسطينية لم تصل الى هذا المستوى بالاضافة الى ان ادارة المناطق بين حدود 1948 و1967 كانت ضمن الادارة الاردنية .
ويقول ان " السلطة الفلسطينية حسب اتفاق اوسلو ليس لها علاقة بالقدس وتم تأجيل هذا الموضوع الى المرحلة النهائية , فاستغل الجانب الاسرائيلي هذا الوضع لفرض الامر الواقع وخاصة ضمن ورقة الضمانات الاميركية 2004 " .
وما لاحظناه خلال الفترة السابقة كما يتابع التفكجي ان هناك محاولة لتقسيم ساحات المسجد الاقصى مكانيا وزمانيا وبالتالي لم تستطع السلطة ان تفعل شيئا في هذا الاطار وعلى هذا الاساس جاءت هذه الاتفاقية لتجديد تحمل المسؤولية الدينية في ادارة المقدسات الاسلامية باعتبار ان الاردن له نفوذ اكثر من السلطة في العالم .
ويقول امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان : لقد سجل التاريخ صفحات مجيدة ومشرقة لدور الهاشميين وتضحياتهم في سبيل وحدة العرب وجمع كلمتهم خاصة من اجل فلسطين والقدس بالذات .
فمنذ عهد الشريف الحسين بن علي مرورا بالملك الشهيد عبدالله الاول والملك طلال والملك الحسين طيب الله ثراهم الى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني سجل مشرف من اجل القدس كما يضيف كنعان ، ولم يترك جلالة الملك عبد الله الثاني فرصة في جميع المحافل الاقليمية والدولية الا وكانت القدس والقضية الفلسطينية الموضوع الرئيس في خطابه او في مباحثاته .
ويقول ان المتابع لجهود جلالته في خدمة القدس والقضية الفلسطينية يشعر باهمية هذه القضية بالنسبة للاردنيين جميعا بقيادتهم الهاشمية .
ويضيف : كما ان الاردن يؤكد مرارا وتكرارا ولا يزال بان اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية هو الاساس لحل مشكلات المنطقة اولا ولارساء الامن والسلم الدوليين ثانيا ولن يحيد الاردن عن هذا المبدأ اطلاقا وقد جاءت الاتفاقية لتؤكد واقعا قائما بالذات وهو رعاية الهاشميين للقدس والمقدسات .
ولتؤكد وفقا لكنعان تقدير وثقة الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته لدور الاردن بقيادته الهاشمية في رعاية المقدسات والاوقاف في القدس وايضا وحدة الشعبين الاردني والفلسطيني نحو الدفاع عن القدس والمقدسات واستعدادهما معا لبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ عليها من التهويد ومن محاولات اسرائيل فرض امر واقع ، كما ان هذه الاتفاقية رسالة موجهة الى العالم العربي والاسلامي والدولي على دور الاردن بقيادته الهاشمية في القدس ورعاية المقدسات والاوقاف ووحدة الشعبين لتحقيق هذا الهدف , وهي رسالة بان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية .
( بترا )