مبادرة مدرستي تحسن البيئة المدرسية وتوسع آفاق المعرفة للطلبة

تم نشره الأربعاء 03rd نيسان / أبريل 2013 11:53 صباحاً
مبادرة مدرستي تحسن البيئة المدرسية وتوسع آفاق المعرفة للطلبة
شعار مدرستي

المدينة نيوز- "وفرت لهن بيئة تعليمية مريحة تتوافر فيها كل الشروط الصحية والنفسية" مما جعلهن يقبلن بهمة ونشاط على التعلم ، بعد ان كن ّ يرددن : "لا مدرسة ولا هم .... اقعد بالدار احسن": انها مبادرة مدرستي التي اطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في ايار العام الماضي، وغيرت توجهات طالبات مدرسة الخنساء في بلدة عقربا بلواء بني كنانة في محافظة اربد نحو التعلم كغيرهن من الطلبة: هذا ما قالته معلمة الرياضيات في المدرسة ايمان عبيدات لتعكس التغيير الذي طرأ على نفسية الطالبات و الطلبة في مدارس محافظة اربد التي شملتها المرحلة الخامسة من المبادرة .

تغيير كبير احدثته هذه المبادرة في المدارس بجهود القائمين على تنفيذها من القطاع الخاص والمتطوعين والمجتمع المحلي وبمشاركة من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، فالمدرسة التي تكون بيئتها آمنة وقادرة على تحفيز طلابها ومعلميها تكون الاقدر على ضمان تحصيل اكاديمي افضل لطلابها.

امس زارت مندوبة بترا مع عدد من وسائل الاعلام مدرسة مخربا الثانوية المختلطة حيث كانت مديرة المبادرة دانا الدجاني تتطلع على نتائج المبادرة على المدرسة التي تنفذ مجموعة من الانشطة والبرامج اللامنهجية التي احدثت تغييرا واضحا شاملا في المدرسة .

واستمعت الى احاديث معلمات ومعلمين وطالبات وطلاب من مدارس شملتها المبادرة، التي حسّنت البيئة المدرسية بتنفيذ اصلاحات بالبنية التحتية والصفوف والساحات والنوافذ والكهرباء والمرافق الصحية.

واشاد مدير تربية اربد الثالثة الدكتور فواز التميمي بالتعاون الكبير بين المبادرة والوزارة، مشيرا الى الدور التكاملي الذي تقوم به المبادرة في المدارس من حيث الاهتمام بالبنية التحتية والبرامج النوعية اللامنهجية التي تسهم في اثراء نوعية التعليم.

وقال عدد من الطالبات: "تغيرت مدرستنا الى الافضل من جميع الجوانب بدءا من اعمال الصيانة وانتهاء بالأنشطة اللامنهجية، وبتغيير اساليب التعليم في الصفوف، وقلن : "اصبحنا نحب الحضور كل يوم الى المدرسة، واصبحنا نشعر ان مدرستنا جزء من حياتنا اليومية وانعكس هذا الامر على تعليمنا وتحصيلنا الاكاديمي، فالمبادرة غيرت كل حياتنا فمن خلالها لم تعد المدرسة مجرد بناء فقط بل هي برامج وانشطة ترفيهية وتعليمة ساعدتنا على اكتشاف ابداعاتنا وقدراتنا".

وقالت احدى المعلمات:"لا استطيع ان اعبر عن مقدار التغيير الذي احدثته المبادرة في نفسي نحو المدرسة فقد جعلتها اجمل وبعثت الراحة في نفوس الطلاب والطالبات وغيرت في طبيعة التعليم ليس من ناحية المنهاج فقط، بل من ناحية الاساليب المتبعة اضافة الى اهمية الانشطة اللامنهجية." الطلاب كانت كلماتهم كبيرة بحجم امالهم وبحجم انجازات "مدرستي" فالطالب علي العزام من مدرسة قم الاساسية تحدث بفخر واعتزاز قائلا: "غيرت المبادرة اشياء كثيرة في مدارسنا وفي نفوسنا فاحلامنا كانت صغيرة ومع المبادرة اصبحت احلامنا كبيرة ." علي ورفاقه في المدرسة رفعوا شعار مبادرة جديدة عنوانها: (لا ترمي الا بالسلة)... عبارة بسيطة ولكنها تحمل في طيلتها معاني كثيرة أهمها التغير الايجابي حيث تبدلت السلوكات فمن طلبة يخربون المقاعد و"يخربشون" على اسوار المدرسة الى طلبة يحبون مدرستهم ويحافظون عليها.

معلمة صعوبة التعلم انوار النمرات قارنت بين الصف قبل المبادرة، وبعدها، مشيرة الى ان المبادرة لم تكتف باجراء الصيانة للمدارس وتوفير بيئة آمنة بل تعدت ذلك الى الارشاد والتعليم في جوانب كان الطلبة والمعلمين والمعلمات لا يعرفونها.

وقالت: ان اطلاق الابداعات والتحفيز على التفكير واغتنام الفرص بالتعليم ونوعيته جعلنا نؤمن بان الحياة لنا وامامنا، مضيفة :"انا فخورة بطلاب كانوا بالامس لا يقدرون على القراءة وبفضل التغيير على الصف اصبح التعليم اكثر سلاسة موجهة الشكر لجلالة الملكة رانيا العبدالله على مبادرتها الشمولية والمهمة.

مديرة المبادرة دانا الدجاني بينت ان جلالة الملكة رانيا العبدالله اطلقت المرحلة الخامسة من المبادرة في محافظة اربد لتشمل مائة مدرسة حكومية يدرس فيها 40 الف طالب وطالبة.

وقالت انه تم اختيار المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، اذ تم اختيار المدارس الأكثر حاجة للصيانة أو التي تمت صيانتها خلال السنوات السابقة بشكل جزئي وبسيط، أو التي تفتقر لمعايير الصحة والسلامة في مبانيها ومرافقها.

وذكرت ان الراحة النفسية كان لها بالغ الاثر على نفسية الطالب بعد تحسين البنية التحتية التي ساعدت في رفع معدلات التحصيل لديهم، فالطالب او الطالبة عندما يدخلان الى صف نظيف سيختلف تأثيره عليهما عما كان في السابق، اضافة الى عوامل تعليمية اخرى منها تدريب المعلمين والمعلمات ومتطوعين من جامعات رسمية وخاصة شجعت طلابها على التطوع مع المبادرة لخدمة المجتمع بتنفيذ برامج ونشاطات مختلفة مع الطلاب لتغطية احتياجاتهم.

وتعد المبادرة التي بدأت اولى مراحلها عام 2008 وحققت نجاحا خلال السنوات الاربع الماضية الطالب محورا اساسيا لها من خلال التعاون والشراكة مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص واعتبار المدرسة ملكا للجميع واتباع الشفافية والمصداقية في التعامل وتنمية روح العمل التطوعي والجماعي.

وبينت الدجاني ان المبادرة في مراحلها الاربع الاولى عملت على صيانة 400 مدرسة في 40 لواء تقع في 11 محافظة و98 بلدية، واستفاد منها 135 ألف طالب وطالبة بمجالات العمل على بناء وصيانة وحدات صحية، ودهان، تركيب وصيانة ابواب ونوافذ وألواح، وتركيب وحدات انارة ومراوح، وبناء مشارب صحية وأسوار مدرسية وملاعب رياضية، إضافة الى تنفيذ برامج تعليمية منهجية ولامنهجية.

وأضافت ان الإنجازات جاءت نتيجة إيمان كل فرد من أفراد مجتمعنا على اختلاف أعمارهم وفئاتهم، بواجبه في الاستثمار في طلاب مدارسنا، لأنهم الأقدر على إحداث التغيير الإيجابي إذا منحوا الفرصة فحدود عطائهم لا متناهية، تماما كما هي عملية الاستثمار في التعليم يجب أن تكون لامتناهية، ابتداء بالطلاب والمعلمين والأهالي، وانتهاء بالقطاع العام والخاص والمتطوعين .

وبينت الدجاني دور شركاء المبادرة في نجاحها، وهم مؤسسة نهر الاردن حيث صمم برنامج المدارس الآمنة للتعاون مع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور لتعزيز الممارسات الإيجابية في تربية الطفل. وتتضمن أهداف البرنامج تحديد الأنواع المختلفة للإساءة ومواجهتها والقضاء عليها.

وتتعاون المبادرة مع متحف الاطفال الاردن لتطوير التفكير الابداعي لدى الاطفال عن طريق اللعب، حيث ينظم المتحف زيارات اليه لتوفر فرص التعلم بالاكتشاف للطلبة.

وتزود مبادرة التعليم الأردنية بالشراكة مع " مبادرة مدرستي" المعلمين والطلاب بالمهارات اللازمة لتطوير المحتوى الإلكتروني وغيرها من المهارات، كما تقدم لهم التدريب الذي يحتاجونه للمنافسة والنجاح في مجتمع الاقتصاد المعرفي، ويتم تدريب المعلمين على الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير حلول تعلم مبتكرة.

وتعمل المبادرة ايضا بالتعاون مع اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وهي جمعية غير ربحية ملتزمة برؤية جلالة الملكة رانيا العبدالله على تمكين المعلمين بالمهارات وتقديم الدعم اللازم لهم للتفوق في الغرفة الصفية.

وترتبط مبادرة مدرستي مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية/من خلال مشروع المدارس الصحية الذي تنفذه الجمعية بالشراكة مع وزارتي الصحة والتربية والتعليم،لدعم منجزات المدارس ورفاهها بالاستجابة للمتطلبات والتوجيهات التي تفرضها المعايير الوطنية للمدارس الصحية التي تم تطويرها حديثاً.

كما تنفذ مبادرة "مدرستي" وجامعة العلوم والتكنولوجيا برنامج مراكز التقوية بمدارس بالوية الرمثا و بني كنانة والكورة في محافظة إربد في مباحث الفيزياء– الكيمياء- الرياضيات- اللغة الإنجليزية لطلبة الصفوف العاشر والأول ثانوي والتوجيهي. وأتاحت هذه الدروس الفرصة للعديد من الطالبات والطلبة لاستيعاب المفاهيم الخاصة بتلك المباحث وارتفعت نسب النجاح فيها ايضا لتصل الى مستويات عالية.

ومن خلال "مدرستي" تم بناء شراكة مع مبادرة (اعزف) وبدأت اول جلساتها في مدرسة مخربا لتعليم الطلبة على العزف من خلال تطبيق بعض الانشطة الاسبوعية وتوفير الادوات الموسيقية.

وها هي مدرسة مخربا الثانوية للبنات اليوم في لواء الطيبة تعد انموذجا لقصة نجاح جديدة لمدارس عديدة شملتها مبادرة مدرستي فحولتها الى مكان مفعم بالحيوية والنشاطات اللامنهجية.

فالمدرسة التي تأسست عام 1970، كانت بالامس في حال لا يسرّ، واليوم هي باحسن حال، فالمدرسة التي تدرس بها 220 طالبة وبكادر تدريس 30 معلمة، باتت محط اهتمام العديد من أولياء الأمور ومركزا مجتمعيا للعديد من الأنشطة الامنهجبة التي تسهم في صقل شخصية الطالبة.

مبادرة مدرستي هي أكثر بكثير من مجرد مبادرة لاعادة اعمار البنية التحتية في المدارس، فشركاء مبادرة مدرستي يعملون على اثراء المناهج التعليمية ببعض البرامج اللامنهجية التي تساعد في تعليم الطلاب المهارات والعادات المهمة مثل: مبادئ السلامة العامة والغذاء الصحي والتفكير الابداعي ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فيما يقوم الشركاء أيضا بدعم المعلمين بعقد دورات تدريبية تساعدهم في تعلم أحدث مهارات التدريس وتقدم لهم الفرصة لتبادل الخبرات للحصول على نماذج تعليمية أفضل.

(بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات