موسكو تشدد لهجتها مجددا بشأن الدرع الصاروخية الاميركية
المدينة نيوز- شدد الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف لهجته الجمعة ازاء احتمال نشر عناصر من منظومة الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الشرقية مهددا من جديد بنشر صواريخ اسكندر في كالينينغراد ردا على ذلك.
وقال مدفيدف في مؤتمر صحافي اثر قمة مجموعة الثماني في لاكويلا بايطاليا "اذا لم نتوصل الى اتفاق بشأن هذه المسالة فانتم تعرفون انعكاسات ذلك (..) ان ما جاء في خطابي الى الامة لا يزال قائما".
وتعتبر روسيا نشر الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا تهديدا لامنها وتسعى الى الغائها او الى المشاركة بشكل وثيق في المشروع.
وكان مدفيدف اكد في تشرين الثاني 2008 في خطابه الى الامة انه "عند الاقتضاء ولتعطيل فاعلية نظام الدفاع المضاد للصواريخ، سننشر في منطقة كالينينغراد مجموعة صواريخ اسكندر".
وقد ادلى بتلك التصريحات غداة انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما مما اعطى الانطباع بانه اراد الضغط عليه مع المجازفة بالحصول على نتيجة عكسية بحسب بعض الخبراء.
ثم خفف الرئيس الروسي بعد ذلك من لهجة خطابه فيما ابدت الادارة الاميركية الجديدة في الوقت نفسه رغبتها في العودة الى علاقات بناءة اكثر مع موسكو.
غير ان اوباما ومدفيدف لم ينجحا في تسجيل تقدم بشأن مسالة الدرع الصاروخية خلال زيارة الرئيس الاميركي الى موسكو مطلع الاسبوع بالرغم من اتفاق مسبق لخفض ترسانتيهما للاسلحة الاستراتيجية.
والتقيا مجددا في قمة مجموعة الثماني.
وقال مدفيدف ان الدرع الصاروخية الاميركية "مضرة ولا تحمي الدول من تهديدات محتملة"، مضيفا انها بمثابة "تحد لروسيا لانها في النهاية تسيطر على الفضاء الروسي اكثر من فضاء الدول التي يتحدث عنها شريكنا".
وهذه الدرع موجهة بحسب واشنطن الى دول مثل ايران تعتبر ان اسلحتها تشكل تهديدا.
وكانت حكومة الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلنت انها قد تعيد النظر في بعض جوانب نشر هذه الدرع في الجمهورية التشيكية وبولندا، علما بان المشروع تقرر في عهد الرئيس السابق جورج بوش.
لكن مدفيدف اضاف في لاكويلا "ما يجعلني واثقا الى حد ما هو ان الاميركيين لا يدفعون حاليا بهذه المبادرة لكنهم اخذوا الوقت لدراستها بشكل اكبر.. كيف سينتهي ذلك ؟ لا ادري".
واكد "اننا مستعدون للمشاركة في درع شاملة من خلال تقديم وسائلنا التقنية من رادارات وغيرها".
والصاروخ البالستي الروسي اسكندر هو صاروخ قصير المدى بنسخته الحالية لكن تجري دراسة نسخة اكثر تطويرا قد يصل مداها الى اكثر من خمسمئة كيلومتر.
ويتراوح مدى الصاروخ في نسخته الاساسية المعروفة باسم "تندر/اسكندر-ام" بين 100 و400 كلم. لكن قدراته تتوقف على الشحنة التي يزود بها والتي تتراوح بين 480 و700 كلغ.. والمدى محدود بـ 300 كلم ان كانت الشحنة بزنتها القصوى بحسب مجلة جينز المتخصصة.
لذلك فانه لا ينتهك المعاهدة المتعلقة بالقوات النووية الوسيطة، الاتفاق السوفياتي الاميركي الذي دخل حيز التنفيذ في ايار 1988 وينص على ازالة الصواريخ البالستية بمدى 500 الى 5500 كلم وحظرها الدائم.
