ندوة في المجلس الأردني للأبنية الخضراء حول محددات الالتزام بالكودة الاجبارية

المدينة نيوز - : عقد المجلس الأردني للأبنية الخضراء أمس الأربعاء ندوة لعرض ومناقشة عوامل التأثير على مدى الالتزام بالكودة الاجبارية للمباني الموفرة للطاقة لدى قطاعات متنوعة تشمل شركات الاسكان والشركات الهندسية ومكاتب التصميم والمقبلين على شراء أو بناْء منزل. وعرضت الندوة نتائج استبيان كان قام به المجلس نهاية العام الماضي على القطاعات المذكورة بهدف التعرف على هذه العوامل تمهيداً لوضع واطلاق حملة توعوية للتأثير في السلوكيات الحالية وتغييرها نحو تبني ممارسات تضمن التوفير في فاتورة الطاقة والمياه في وقت يعاني فيه الأردن من ارتفاع مستمر في هذه الفاتورة.

وشمل برنامج الندوة تعريفاً بالجهة الممولة لهذا الجهد ممثلة بمشروع التحفيز في مجالات المياه والطاقة والبيئة الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشرح لآلية إعداد وتنفيذ الاستبيان قدمته شركة المرشدون العرب بالاضافة لعرض نتائج الاستبيان ومناقشتها مع الحضور.

وأظهر الاستبيان الذي طبق في عمان مجموعة من النتائج أهمها أن أكثر من 90% من فئة المقبلين على شراء أو بناء منزل أفادت بأن لديها المعرفة الأولية بالوسائل والتطبيقات المستخدمة للحفاظ على الطاقة والمياه وأن حوالي 70% منهم تقبل ببعض الوسائل المقترحة من قبل الشركات الهندسية للحفاظ على الطاقة والمياه وأخيراً أن حوالي 40% مستعدون لدفع تكاليف إضافية لعزل منازلهم حرارياً على أن لا تتجاوز هذه التكاليف الألفي دينار.

أما على صعيد شركات الإسكان فقد أظهر الاستبيان أن 84% من العينة المستهدفة تفيد بأنها تطبق العزل الحراري في مبانيها وأن 88% تستخدم الخرسانة الرغوية والبلاط للأسطح المكشوفة وأن 90% ليس لديها الرغبة باستبدال أي من عناصر الديكور في الشقق مقابل تحسين كفاءة العزل الحراري وأن أقل من 28% من المشترين يقومون بسؤال شركات الاسكان عن العزل الحراري قبل الشراء.

قال طارق فرحان تعليقاً على هذه النتائج أنه وبالرغم من النسبة المرتفعة للاجابات التي تفيد بتطبيق العزل الحراري مثلاً إلا أن الزيارات الميدانية التي قام بها فريق المشروع للعديد من المباني الاسكانية تحت الانشاء تظهر ان تطبيق العزل الحراري في تلك المنشآت لا يتم بالطريقة الصحيحة حيث تبقى ما نسبته أكثر من 40% من الجدران الخارجية غير معزولة. كما أنه لوحظ ان العديد من تلك المشاريع تستخدم عوازل حرارية بمواصفات وسماكات لا تتطابق مع كودة العزل الحراري الأردنية.إضافة إلى ذلك، تظهر برامج محاكاة الطاقة ان تطبيق الخرسانة الرغوية والبلاط للأسطح المكشوفة لا تكفي للتماشي مع متطلبات الكودة الأردنية لعزل الأسطح.
على صعيد آخر فإن ضعف إدراك المشترين بأهمية العزل الحراري عند المفاضلة بين الشقق المعروضة يؤثر بشكل واضح على عدم رغبة شركات الاسكان بتحسين كفاءة العزل الحراري. باختصار شديد يبدو أن السوق لا يدرك مدى ضعف المعلومات لديه وعدم تطابق ممارساته مع الكودات الأردنية ولهذا فإن التوعية بهذا الشأن ضروري للغاية.

يذكر أن المجلس الأردني للأبنية الخضراء جمعية مهنية غير ربحية تهدف إلى التوعية والدفع باتجاه تبني الممارسات الخضراء في كافة مراحل تصميم وتنفيذ وصيانة البناء وأن مشروع التحفيز في مجالات المياه والطاقة والبيئة هو مشروع تعليمي أطلقته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عام 2009 مدته خمس سنوات ويهدف إلى تحقيق المزيد من الكفاءة في إستخدامات مصادر المياه والطاقة، إضافة إلى التقليل من النفايات الصلبة وذلك عن طريق إدخال تغيرات سلوكية واضحة ومحددة في اتجاهات الأردنيين وصناع القرار فيما يتعلق بسلوكياتهم تجاه المياه والنفايات الصلبة والطاقة.