رسالة من أسير يتحدث فيها عن استشهاد أبو حمدية

المدينة نيوز - وصلنا الرسالة التالية من أسير في سجون الاحتلال يتحدث فيها عن استشهاد المرحوم ميسرة أبو حمدية .
بسم الله الرحمن الرحيم
((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ))
العهد لميسرة أبو حمدية ولكل الشهداء أن نبقى على ذلك
نعزي أنفسنا ونعزي زوجه وأبناء وأهل و أنسباء ومحبي وعموم الشعب الفلسطيني وأحرار العالم بارتقاء الشهيد الغالي إلى العلا بعد مسيرة حافلة من العطاء لدينة وشعبة وقضيته فإن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار , وحسبنا الله ونعم الوكيل وأنا لله وأن إلية لراجعون , وفي هذه المناسبة نؤكد على ما يلي :
أولاً :
لقد تعرض الحبيب ميسرة لأبشع أنواع الاعدام التي يمكن أن يتخيلها بشر وهي تفوق مشاعر الاعدام بغرف الغاز أو شنقاً أو سماً حيث تعرض لفترة طويلة جداً لهجوم خلايا السرطان على كل عضو من جسده الطاهر نتيجة الإهمال الطبي , ليس هذا فحسب وإنما وبموازاة ذلك تم اعطاءه الكثير من الأدوية التي سببت له ضراراً وألماً وعذاباً اضافياً له وفاقمت من وضعة واسأل الله أن يبارك باستشهاد الغالي ميسرة وأن تنقذ روحه الطاهرة الأسير سامر العيساوي من موت محقق أو إعاقة كبيرة لا سمح الله إذا بقي الوضع على حالة , وأن تنقذ أيضاً الأسرى المرضى والذين حالتهم خطيرة ( كمنصور موقدة ومعتصم عباد ومحمد التاج وعامر بحر وغيرهم ) .
ثانياً :
إلى كل محبي الأسرى وعموم شعبنا وأحرار العالم نقول أن صمتكم وتجاهلكم يقتلنا فمزيداً من الدعم والتأييد والنصرة لإخوانكم الأسرى الذين يطلبون أول ما يطلبون هو العمل على تحريرهم بشتى الطرق وبموازاة ذلك نصرتهم ليعيشوا حياة كريمة حتى يكتب الله الفرج .
ثالثاً :
نحن في داخل قلاع الأسر كنا ومازلنا مشاريع شهادة وجاهزون دوماً للقاء ربنا ولا نخشى الموت ولكننا أيضاً لا نقبل بأي حال من الأحوال أن يستمر مسلسل الموت في السجون الاسرائيلية فبالأمس القريب رحل عنا الشهيد زهير لباني وبعدة الشهيد أشرف أبو ذريع وبعدة الشهيد عرفات جرادات وبعدة الشهيد ميسرة أبو حمدية وسامر العيساوي معرض للموت بكل لحظة فإلى متى هذا الصمت وضعف التأثير والضغط على هذا المحتل الغاضب قبل وفاة الشهيد ميسرة اطلقنا صرخة وحذرنا من ذلك وها نحن نطلقها صرخة أخرى لإنقاذ سامر العيساوي من الموت فهل من مجيب ونحذر من وفاة قريبة أخرى في السجون ونضع الجميع أمام مسؤولياتهم .
رابعاً :
وتستمر جرائم الاحتلال وفي وقت كتابة هذه السطور لم يدفن بعد جثمان شهيدان من عنبتا / طولكرم رحمهما الله وعزائنا لأهلهم ومحبيهم وعموم شعبنا .
خامساً :
أنا شخصياً لم اتشرف بلقاء الشهيد ميسرة بشكل مباشر لكنني أحببته جداً وشرفني الله بانتماءه لنا وعيشة عندنا بالسجن فحق لحماس أن تفخر بك يا ميسرة وحق لفتح أن تفخر بك وحق للشعب الفلسطيني الذي أنجب أمثالكم أن يفتخر بك وبتاريخك وبنضالك فقد دمعتك القلوب قبل العيون وهنيئاً لك ونحتسبك شهيداً مقبولاً في عليين فرحاً بما أتاك الله من فضلة الآن ويرزقك الله الجنه وتستبشر بنا خيراً الآن وفي كل حين , ونسأل الله أن تكون ردة الفعل على استشهادكم في السجون وخارجها لغاية الآن هي جزء بسيط من الواجب وأن يستمر العمل على ذلك وأن يدفع معدموك ثمناً غالياً يردعهم عن التمادي في غيهم وبطشهم بحق اخوانك الأسرى وفي هذا المجال نوجه رسالتنا إلى كل الشرفاء والغيورين للعمل على ذلك , فسحقاً لقاتليك .
وختاماً نعاهد الله ونعاهدكم على الوفاء لدمائكم وندعو شعبنا في الضفة وغزة وكل مكان لإعطائكم ما يليق من رد على هذه الجريمة النكراء .
عهداً على الأيام إلا نهزم فالنصر ينبض حيث يرويه الدمُ ..