رجال حماس يحاولون اعتقال فتاة تتنزه على البحر دون "محرم "

المدينة نيوز - أثارت حادثة مساءلة رجال أمن يعملون في حكومة حماس المقالة في غزة للصحافية أسماء الغول، لوجودها على شاطئ مدينة غزة بغرض التنزه مع مجموعة من زملائها من بينهم شبان، تساؤلات حول إن كانت هناك شرطة دينية تعمل في غزة تشبه تلك المعروفة في المملكة السعودية والمسماة 'هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'. فلا تزال أصداء الحادثة التي وقعت نهاية الشهر الماضي، تتردد في قطاع غزة الساحلي الخاضع لسيطرة حماس، خاصة بعد أن شاع الخبر وبدأ يتردد بين العامة، في أعقاب إدلاء الصحافية الغول بإفادة قانونية عن الخلاف مع رجال الأمن الذين اتهمتهم بمحاولة اعتقالها بتهمة "جلوسها مع غرباء على البحر".
وتقول الغول ان الحادثة التي وقعت في 28 من الشهر المنصرم، بدأت حين كانت في نزهة على البحر، مع مجموعة من زملائها بينهم شبان، وتعرضوا وقتها لمساءلة من قبل ثلاثة رجال أمن، قالت ان أحدهم كان يرتدي 'الجلبية'، عن صلتهم ببعضهم البعض.
وتضيف أنه قبل تدخل أحد المسؤولين في الحكومة المقالة، بناء على اتصال أجري معه من زميل لها، تطور الأمر لحد وصل إلى طلب اعتقالها للتحقيق معها، في وقت قالت ان رجل أمن حاول مصادرة حاسوبها المحمول. ولا ترتدي الصحافية الغول الزي الإسلامي الشرعي، ولا تضع أيضاً غطاء على رأسها، وخلال إفادتها قالت ان رجال الأمن اعتدوا على زملائها الشبان بالضرب، وقالت ان رجال الأمن ساقوا لها عدة تهم، بينها تواجد شباب وبنات غرباء يجلسون على البحر، ثم اتهام الفتيات بعدم ارتداء الزي الشرعي. وتعد هذه الحادثة هي الأولى التي يتهم فيها رجال أمن من حماس بمحاولة فرض تطبيقات الشريعة الإسلامية في قطاع غزة، الخاضع لسيطرتها منذ عامين. لكن شرطة غزة التي تديرها حماس، والتي أعلنت أنها نشرت مع بداية الإجازة الصيفية، رجال أمن بلباس مدني، أكدت أن مهمتهم تتمثل فقط في 'حفظ الأمن الاجتماعي'، بحسب ما قال إسلام شهوان الناطق باسم الشرطة لـ 'القدس العربي'، والذي نفى قيام أفراد الوحدة بالتعرض للصحافية الغول، وكذلك رفض ما وصفها بـ'الإشاعات'، التي تتحدث عن وجود 'وحدة شرطة دينية' في غزة، وقال ان هذا التشكيل لا وجود له بسبب 'محافظة السكان على العادات والتقاليد'. ورأى أن إثارة الأمر يهدف إلى 'حشر الحكومة في زاوية وكأنها حكومة ظلامية'، مشيراً إلى وجود فتيات في غزة لا يرتدين الزي الشرعي، ولا يتعرض لهن أحد من أفراد الشرطة، وقال ان السكان يعيشون حالة من الحرية 'لم يشهدوها من قبل'.
وقال ان هناك عددا من عائلات ثمنت دور أفراد الشرطة في حفظ الأمن على الشواطئ، من خلال منع معاكسة الفتيات من بعض الشبان.
يشار إلى أن حادثة الصحافية الغول حازت على تغطية إعلامية واسعة، ركز خلالها على ربطها بحالة الحريات العامة في غزة، وهو ما دفع الحكومة المقالة إلى مناقشة القضية في آخر اجتماعاتها، حيث وصفت ما نشر حول تضييقها الخناق على الحريات بأنه 'دعاية سوداء'، وأكدت أنها 'سوف تتابع حماية الحريات والتعامل مع بعض المخالفات القانونية من بعض منتسبيها تجاه التعرض للحريات العامة بشكل أو بآخر'.
يذكر أن البحر هو الملاذ الوحيد للغزيين الذين يخضعون لحصار إسرائيلي خانق، وتقام خلال أشهر الصيف الثلاثة كافيتريات على امتداد ساحل غزة البالغ 45 كيلو مترا، وتجهز من الخيام وأعواد النخيل، ويكثر الازدحام في هذه المناطق يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.