الرئيس الأوروغواني يسخر من رئيسة الأرجنتين

جى بي سي - ضحك الأرجنتينيون والأوروغوانيون طويلاً على زعيمي بلديهما، بعدما أدلى الرئيس الأوروغواياني خوسيه موخيكا بتعليقات مسيئة الى نظيرته الأرجنتينية كريستينا فرنانديز كيرشنر، مع أنه من المفترض أن يكونا صديقين مقربين وحليفين.

ويبدو أن موخيكا لم يكن مدركاً أن الميكروفون كان مفتوحاً حين وصف كيرشنر بأنها "امرأة سليطة" و"أسوأ من الأعور" في إشارة إلى زوجها الراحل، الرئيس السابق نستور كيرشنر، إذ قال: "إن الأعور كان لديه منطق سياسي أكبر. هذه عنيدة مثل بغل"، وتهكم على الحَوَل في عيني كيرشنر.

وإذ حاول مسؤولون في البلدين احتواء الأزمة، تعامل المواطنون معها بمرح، فانتشرت النكات في البرامج الإذاعية وأنشئت مواقع الكترونية ووضعت رسوم كاريكاتورية وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات.

وموخيكا (77 سنة) مقاتل يساري سابق ومزارع زهور معروف بشخصيته المشاكسة والعدوانية، وباستخدامه تعابير لا يلجأ إليها السياسيون المنمقون عادة. أما كيرشنر (60 سنة) فهي محامية تحولت مستثمرة سرية في قطاع العقارات، وترتدي ملابس من ماركات عالمية، وتتعامل مع السياسيين الآخرين على أنهم إما أصدقاء أو أعداء.

ويعكس الزعيمان جوانب الانقسام الثقافي الذي يطبع بلديهما اللذين يفصل بينهما نهر ريو دو لا بلاتا، والمستمر منذ استقلال المستعمرتين الإسبانيتين السابقتين ابتداء من 1820. فقد اعتاد الأرجنتينيون العنف في ممارسة السياسة بينما يميل الأوروغوانيون إلى طلب التوافق. وبينما عزلت مشاكل الديون والعملة الأرجنتينة عن التجارة العالمية، فإن الأوروغواي، الواقعة بين البرازيل والأرجنتين، اضطرت على الدوام إلى التكيف مع حاجات محيطها.

وتطرق موخيكا كذلك إلى هذا الواقع في ملاحظاته، إذ قال إنه "للحصول على شيء من الأرجنتين، يجب أن تنام قليلاً مع البرازيل. الأمر مثل قانون الرقاص القديم".

واحتج وزير خارجية الأرجنتين هكتور تيميرمان لدى السفير الأوروغواياني، واصفاً الملاحظات بأنها غير مقبولة، خصوصاً من شخص "اعتبرته الدكتورة كيرشنر صديقاً".

وفي المقابل، اعتبر موخيكا أن لا شيء لديه يعتذر عنه، "لأنني لم أتحدث علناً يوماً عن الأرجنتين"، مؤكداً أن البلدين يبقيان حليفين مهما حصل. و"على رغم أن التاريخ فصلنا، فإن لا أحد يستطيع فصلنا. نولد من المشيمة نفسها باعتبارنا الشعب الأرجنتيني". ( أ ب )