ديك تشيني قد يمثل للمحاكمة لإخفائه معلومات هامة عن الكونجرس

المدينة نيوز- صرح نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي بأنهم يتوقعون أن يمثل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق للمحاكمة لإخفائه برامج تعذيب سرية عن الكونجرس.
وأوضح النواب أنه من ينتظر فتح تحقيق رسمي في برنامج سري تكتمت عليه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) لما يقرب من ثماني سنوات بناء على أوامر من تشيني، وهو ما قد يجره إلى المحكمة.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في موقعها على الإنترنت عن نواب ديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب قولهم إن التحقيق سيتناول كلًا من طبيعة البرنامج الذي لا يزال سريًا، والقرارات بإبقاء الأمور طي الكتمان.
وفي سياقٍ متصل، ذكر موقع "تايم" الإلكتروني أن المدعي العام إيريك هولدر يدرس ما إذا كان بالإمكان تعيين مدع جنائي للتحقيق في المسألة.
وفي مقابلة، مساء أمس، مع "واشنطن بوست"، قال مسؤول في المخابرات الأمريكية اشترط عدم ذكر اسمه إنه "من المعروف بوجه عام" منذ البداية أن تشيني طلب الإبقاء على هذا البرنامج بعيدًا عن علم الكونجرس.
وقالت رئيسة هيئة الرقابة الأمريكية، جان سكاكوسكي دي إيل، إن الأمر "لم يكن سهوًا وإنما كان هناك أمر ألا يُخبر الكونجرس".
ويلزم القانون الأمريكي الرئيس بالتأكد من أنه يتم إطلاع لجان الاستخبارات في الكونجرس بشكل كامل على أنشطة المخابرات، بما في ذلك أي نشاط استخباري مهم منتظر.
CIA أخفت مسائل مهمة عن الكونجرس..
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نقلت في موقعها على الإنترنت، في وقتٍ سابق، عن مصدرين لم تكشف النقاب عنهما أن مدير وكالة الاستخبارات ليون بانيتا الذي عينه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما في منصبه الحالي، في وقت سابق من العام الجاري، أنهى العمل بالبرنامج الذي كان لا يزال سريًا عندما علم به لأول مرة من مرؤوسيه يوم 23 يونيو الماضي.
وتعهد بانيتا بعدم السماح باستخدام أساليب الاستجواب القهري أو السجون السرية أو نقل المشتبه في أنهم "إرهابيون" إلى دول ربما تستخدم التعذيب، وهو تعهد اعتبر خروجًا على سياسات الوكالة في ظل بوش.
وعلم النواب الديمقراطيون عن البرنامج السري من مدير الاستخبارات الجديد في إفادة أمام لجنة الاستخبارات وراء أبواب موصدة في اليوم التالي لذلك، أي بعيد علمه مباشرة بالبرنامج.
وأفاد النواب حينها أن وكالة الاستخبارات أخفت مسائل مهمة عن الكونجرس منذ عام 2001 وحتى يونيو الماضي، دون أن يكشفوا عن مضمونها.
وأبلغ مسؤولون في المخابرات والكونجرس الصحيفة بأن الوكالة بدأت البرنامج –الذي لم يصبح جاهزًا للعمل قط- بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وكانت المخاوف من حجب وكالة الاستخبارات معلومات عن الكونجرس قد أثيرت في مايو الماضي عندما اتهمت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الوكالة بعدم الكشف عام 2002 أنها استخدمت أسلوب الإيهام بالغرق.
الجمهوريون يرفضون الدعوة لإجراء تحقيق..
وفي المقابل، رفض الجمهوريون الدعوة لإجراء تحقيق باعتبار أن البرنامج "لا يرقى إلى مستوى يتطلب إحاطة لجان الكونجرس"، واعتبروا أن الديمقراطيين يستخدمون المسألة لأغراض سياسية.
وذكرت "نيويورك تايمز" أنها أخفقت في الوصول إلى تشيني عبر بعض أقاربه وأصدقائه، في حين رفض الناطق باسم الوكالة بول جيميجليانو التعليق على القضية.
كما رفض التعليق على المسألة السبت بيل هارلو المتحدث السابق باسم جورج تينيت الذي كان مديرًا للوكالة عندما بدأ البرنامج.
وكان تشيني أحد المؤيدين الرئيسيين لاستخدام إدارة الرئيس السابق جورج بوش أساليب الاستجواب المثيرة للجدل مثل التعذيب والإيهام بالغرق، في حين برز كواحد من أهم المنتقدين الجمهوريين لسياسات أوباما بشأن الأمن القومي.
وكان أوباما قد تراجع عن تعهداته بنشر صور التعذيب التي تمت في عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، متذرعًا بأن نشرها سيعرض الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان لخطر الانتقام.