بعد أن تشافى من مرضه .. طلعت زكريا يحضر لفليم سعيد حركات
تم نشره الثلاثاء 14 تمّوز / يوليو 2009 01:18 مساءً
المدينة نيوز – القاهرة - بعد أن اجتاز الفنان المصري طلعت زكريا محنته الأخيرة التي كادت أن تودي بحياته، طمأننا في بداية حوارنا عن حالته الصحية وقال: الحمد لله أنا في تحسن كبير ولم أعد أشكو من أي مشكلة صحية.. رجعت إلى حد كبير لحالتي الطبيعية، لكن لا أزال مستمراً في العلاج الطبيعي.
وقال خلال فترة المرض التي استمرت أكثر من 3 أشهر تراخت عضلات الجسم لذلك أقوم حاليا بالعلاج الطبيعي يوميا وبعد انتهاء هذه الفترة سأعود إلى حالتي الطبيعية ولن أحتاج لأي علاج من أي نوع ... طلعت زكريا فتح قلبه وتحدث عن أصعب ما واجهه .. الموت ثلاث مرات:
بعد ان اطمأتنا على صحتك هل ستكون عودتك للعمل ؟
لا إطلاقا.. الانتكاسة كانت بسبب خضوعي لعملية توسيع القصبة الهوائية، تم إجراء هذه العملية بشكل خاطئ مما أدى لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون عن نسبة الأكسجين في الدم، وأدت لحدوث غيبوية وإلتهاب رئوي وتم وضعي على جهاز تنفس صناعي، فهذه العملية لم يكن توقيتها جيداً.. كان يجب أن يجريها بروفيسور متخصص من الخارج لأن تخصص القصبة الهوائية نادر في مصر.
هل حقيقي أن علاجك كان على نفقة الدولة؟
جزء منه كان على نفقة الدولة وجزء آخر على نفقة النقابة والباقي على نفقتي، كما عرض عدد كبير من رؤساء وملوك عرب في تحمل نفقات علاجي لكن الحمد لله لم نحتاج لذلك، رغم أن تكاليف علاجي وصلت إلى أكثر من 6 ملايين جنيه.
كيف واجهت التدهور السريع والخطر؟
عندما مرضت المرة الثانية كنت قبلها أشعر أنني لم أعد مثلما كنت، وأن التنفس لا يسير بشكل جيد، لكنني كنت مدركاً أن هذا ابتلاء من الله وتكفير ذنوب، والله لا يزال يريد لي البقاء حياً رغم أنني مت بالفعل 3 مرات وهذا ما أكده لي الطبيب المعالج د.كريم مشهور الذي أخبرني أنني كنت بتسحب لفوق وهم يسحبوني لتحت والحمد لله الذي أراد لي الحياة مرة أخري.
وهل أعدت حساباتك بعد شفائك؟
بالتأكيد، وتحديدا في علاقتي مع الله ، لأن الدنيا كانت "وخداني" ومشغول بالتمثيل والفن والسهر والمال والسيارة والفيلا، وهذه الأمور لا تضيف شيئا للإنسان ففي لحظة كل هذا يضيع ويقع الإنسان ويصبح لا شيء أمام قدرة الله.
ما أهم شيء كنت حريصاً على غرسه في أولادك بعد أن أمد الله في عمرك وعدت لهم بالسلامة؟
أنا لم أعلمهم شيئاً جديداً لكن الظروف هي التي علمتهم، فأميمة ابنتي أخذت عهداً على نفسها عندما مرضت أول مرة أنها لن تترك الصلاة لو شفيت، وكان هذا منذ عام وإلى الآن هي لا تتوقف عن الصلاة نهائيا، أما عمر ابني الأصغر فأصبح الآن أكثر تحملا للمسؤولية ويعتمد عليه بشكل كبير.
دعنا نترك المرض جانبا ونتحدث عن أعمالك السينمائية آخرها الفيلم الناجح "طباخ الريس" وهو من أفلام الكوميديا السياسية، هل ستقدم هذه النوعية من الكوميديا مرة أخرى أو تأخذها كإتجاه لك؟
فيلم "طباخ الريس" كان فيلماً سياسياً جاداً والكوميديا فيه جاءت من خلال المواقف الجادة التي يحتويها الفيلم، وأذكر أنني عندما قدمت هذا الفيلم مرضت بعدها ولم يوافق المنتج كامل أبوعلي على عرضه إلا عندما أشفى وأكون قادراً على حضور العرض الخاص له، وهو ما أسعدني جدا فاستقبال الناس لي بحفاوة في العرض الخاص كان له دور كبير في شفائي ورفع حالتي المعنوية.
أتمنى أن أجد فيلماً به هذا النوع من الكوميديا مرة أخرى فالناس حاليا يشكون من عدم وجود فيلم كوميدي في السينما، فكل نجوم الكوميديا غائبون عن الموسم هذا الصيف بإستثناء أحمد حلمي، لذلك نفكر حاليا في تقديم جزء ثاني من "طباخ الريس" حول أحد العاملين مع الرئيس مثل الحارس الشخصي له مثلا والذي يرافقه في كل مكان وينقذ حياته أكثر من مرة وما شجعني على هذه الفكرة استحسان الجهات الأمنية والقيادات لفيلم "طباخ الريس" وقد اتصل بي الرئيس شخصيا وهنأني عليه ووعدني بمقابلة شخصية معه بمجرد أن تسمح حالتي الصحية بذلك، وكان في شدة المرح والسعادة وهو يكلمني وقال لي الجملة التي كان يقولها خالد زكي لي في الفيلم وهي "هتوكلني إيه النهارده".. وعلى فكرة أنا الممثل الوحيد في مصر المصرح له بتقديم فيلم عن الرئيس، لأن الرقابة أغلقت هذا الباب نهائيا وأصبح غير مسموح لأي ممثل أن يقدم فيلماً عن الرئيس أو رئيس الوزراء أو الشرطة، لكننا لن ننفذ هذه الفكرة أو نقدم هذا الفيلم سوى بعد انتهاء تصوير فيلمي الجديد "سعيد حركات".
اخيرا فيلم "سعيد حركات" كتبته بنفسك.. ألا ترى أنها مغامرة أن تقوم بالتأليف في ثاني بطولة لك؟
إطلاقا لأنني الوحيد الذي عاشر سعيد حركات وعاش معه ويعرف كل شيء عنه، فهو شخصية حقيقية كانت تعيش في الإسكندرية ويعمل فكهانياً، لكنه من النوع الذي لا يسلم أحد من لسانه ولديه فضول غريب ليعرف كل شيء عن "اللي رايح واللي جاي" وهو ما يجعل جهات أمنية ترشحه ليقوم بعملية للمخابرات خارج مصر، وينجح فيها ويصبح بطلاً قومياً ويتم تكريمه، وقد عرضت الفكرة على يوسف معاطي حتى يكتبها لكنه انشغل مع عادل إمام فاضطررت لكتابتها بنفسي، وسيخرج الفيلم محمد مصطفى وهو من إنتاج شركة أوسكار ويشاركني في بطولته مي كساب وحسن حسني، ومن المفترض أن أبدأ تصويره بعد رمضان مباشرة ليكون جاهزاً للعرض في عيد الأضحي القادم.