معلمون ومعلمات متميزون: بالمثابرة والعمل نستطيع تحقيق أهداف أعلى ونجاحات

المدينة نيوز - : في العد التنازلي للموعد النهائي لتقديم طلبات الترشيح لجائزة المعلم المتميز وجائزة المدير المتميز، نظمت جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، يوم البارحة الاحد 14 نيسان الجاري، أول معرض متنقل في الشمال لأعمال المعلمين والمعلمات المتميزين (وهو الثاني على مستوى المملكة) في مدينة إربد والذي جاء تحت رعاية الأمين العام لوزارة التربية والتعليم سطام عواد، وبحضور مدير تربية اربد د. علي المومني وممثلين عن مديرية قصبة اربد للتربية والتعليم.
ويهدف المعرض، الذي أقيم في نادي معلمي إربد، إلى تسليط الضوء على بعض التجارب الواقعية لمجموعة من المعلمين الفائزين بجائزة المعلم المتميز وعرض بعض أعمالهم التي تضمنت وسائل تعليمية واستراتيجيات تدريس تعكس الجانب التطبيقي للتميز التربوي في معيار فاعلية التعليم لتعميم خبراتهم وتقديمها كنماذج للتميز، ويهدف أيضا إلى إلى تعميم خبرات المتميزين والمتميزات وتقديمها كنماذج يحتذى بها، استكمالا لرسالة جمعية الجائزة في نشر ثقافة التميز في الميدان التربوي بكافة أقاليم الأردن.
وجاء المعرض مترافقا مع "لقاء دعم" ضمن الدورة الثامنة لجائزة المعلم المتميز والدورة الثالثة لجائزة المدير المتميز لعام 2013، والتي أقيمت مع المديرين والمديرات والمعلمين والمعلمات الراغبين بالمشاركة في جائزة هذا العام، حيث من المتوقع أن يقدموا طلبات ترشيحهم بموعد أقصاه 25 نيسان.
وضمن هذا النشاط تحدث معلم ومعلمة من "سفراء الجائزة" حول تجربتهما السابقة في المشاركة في جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي وانعكاسات هذه المشاركة على تجربتهما العملية والشخصية في مهنة التعليم، وفي تحفيز آليات واستراتيجيات شخصية لتطوير مهاراتهم الصفية والعملية بالشكل الذي ساعدهما بشكل أكبر على حمل أمانة التعليم وتوجيه طاقات الأجيال القادمة إلى ما فيه منفعته وسمو أهدافه، وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم في التقدم إلى مستويات أعلى من المهنية.
من جهتها سلطت المديرة التنفيذية لجمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، لبنى طوقان، الضوء على ابرز التعديلات والمستجدات على جائزة المعلم المتميز لعام 2013 والتي ستشكل حافزا أكبر للمشاركة والتقديم، بقولها: "هذا العام سيشهد زيادة اعداد المكرمين والمكرمات في الجائزة وتحديد مستويات للتميز يكرم بموجبها معلمين ومعلمات على مستوى مديريات التربية والتعليم في المحافظات من خلال منح شهادات تقدير لهم؛ بالإضافة إلى تقدير على مستوى المملكة للواصلين للزيارات الميدانية، هذا وسيستمر منح جوائز تميز على مستوى المملكة في فئات جائزة المعلم المختلفة".
وأضافت طوقان: "تتميز جائزة المعلم هذا العام أيضا بتوسعة مجال حصول المعلمين على تغذية راجعة فردية عن أدائهم بما يخدمهم في تحديد نقاط القوة وتعزيزها، ومعرفة النقاط التي تحتاج للتحسين وتطويرها، حيث سيكون بإمكان كافة المعلمين المتقدمين الحصول على تقرير تغذية راجعة كل حسب المرحلة التي يصلها." أما بالنسبة لأهمية توفير تقارير تغذية راجعة لجميع المراحل، فقالت طوقان بأن "الهدف الأول من الجائزة هو تقدير مهنة التعليم والتطوير والتحسين بحيث يتفوق المتقدمون والمتقدمات على ذواتهم ليظهروا بذلك تلك المواهب والقدرات الدفينة التي يتمتعون بها. التغذية الراجعة هي إحدى أدوات الجائزة في تحويل تجربة المشاركة إلى رحلة مستمرة من التطوير."
المعلم مهند مقدادي حقق الفوز بالمركز الثاني بـ "جائزة المعلم المتميز" عام 2012، بعد أن تقدم إليها لمدة 5 سنوات سابقا متمكنا من الوصول إلى مرحلة التقييم الكتابي أربع مرات من عام 2007 إلى 2010، ومنها إلى الفوز والتكريم.
ويقول بأن تجربته في التقدم للجائزة قد قامت بإثراء أسلوب تعامله مع طلبته في صفوف السادس والثامن، وكذلك الثانوي الاول والثانوي الثاني، خصوصا بأن هذه الفئة العمرية حرجة وتحتاج إلى توجيه وعناية. وخلال الجولة تحدث مقدادي حول تجربته الخاصة في تدريس البنين وإلى انعكاسات مشاركته في جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي على خبرته، قائلا: "التعامل مع الطلبة الذكور يتطلب في بعض الأحيان ادراكا واسعا للخصائص النمائية عندهم والتي تختلف جذريا عن تلك الموجودة لدى الإناث." وقد أثرت تجربته في الجائزة في قدراته حول "كيفية التعامل مع الطلبة اصحاب الطاقة العالية غير الموجهة."
وأكد مقدادي على انعكاس مفهوم التميز ومواجهة التحديات الذي تعززه الجائزة على عمله في الغرفة الصفية وعلى الطلبة وعلى سيرهم "ضمن هرم تميز معرفي ملحوظ داخل الغرفة الصفية." وأضاف: "الطالب الشقي وصاحب الطاقة غير الموجهة حقيقة هو طالب يحتاج إلى تقدير زائد وتوظيف داخل الغرفة الصفية لأنه إنما يتشاقى إما ليظهر وجوده أو لعدم امتزاجه مع الصف أو المادة أو الطلبة، لذلك أكثف جهدي في وضعهم في محكات يستطيع الطالب من خلالها أن يغير من هذه الشقاوة إلى عطاء وطاقة تخدم العملية التعليمية."
أما المعلمة رندة عبد العزيز فقد فازت بالمركز الثاني في دورة الجائزة عام 2011 بعد أن تقدمت أكثر من مرة، إلا أنها ثابرت واجتهدت وبفضل عزيمتها وإصرارها تمكنت من الفوز، وقد سلطت الضوء على تجربتها بقولها: "رغم تقدمي للجائزة أكثر من مرة إلا أن الاستعداد والمنافسة فيها ليست بالعمل الشاق ولا المرهق، بل يُعنى بالتنظيم والتوثيق." وأضافت: "هذه الخبرة تجعل من المعلم صاحب فكر منظم و لديه هدف واضح وصاحب رؤية ورسالة و ذو مكانة، كما تدربه على العمل ضمن خطط وبرامج محددة ومدروسة مما يسهل عمله." وتعليقا على أهمية تقارير التغذية الراجعة التي تتحلى بها الجائزة، أكدت المعلمة عبد العزيز، "إن لهذه التجربة الكثير من الفوائد سواء كان النجاح حليفا للمشارك أو المشاركة أم لا، فالنتائج ايجابية على جميع الاصعدة، وهذا ما يثبته تقدم عدد كبير من المعلمين مرات عديدة سنة تلو الاخرى ايمانا منهم بالفوائد المترتبة على هذه المشاركة."
وتجدر الإشارة إلى أن اختيار المتميزين يتم اعتماداً على معايير موضوعية وعلمية تتناسب واحتياجات البيئة التربوية الأردنية، وقد أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة خلال اجتماع ترأسته مع مجلس أمناء جمعية الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي الأسبوع الماضي على الموضوعية والشفافية في اختيار المتميزين والحفاظ على الالتزام بمعايير الاختيار.
ومن الجدير بالذكر أن جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي هي جمعية مستقلة مسجّلة في وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن، يقوم عليها هيئة أمناء برئاسة جلالة الملكة رانيا العبدالله. تعمل الجمعية لرؤية آفاق متجددة للتميز التربوي لبناء جيل المستقبل ورسالة تقدير التربويين وتحفيز المتميزين ونشر ثقافة التميز والإبداع والمساهمة في إنتاج المعرفة.