"عباس" يتوعد .. و"القدومي" يهدد بوثائق جديدة عن "اغتيال عرفات "

المدينة نيوز - في الوقت الذي يتجه فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لعزل رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فاروق القدومي بعد اتهامه له والنائب محمد دحلان بالضلوع في قتل عرفات، فان الاخير حزم حقائب السفر للعودة الى العاصمة السورية دمشق مهددا بتفجير وثائق جديدة في هذا الخصوص.
وقالت مصادر من مكتب القدومي في دمشق بان الرجل الثاني في منظمة التحرير سيصل دمشق خلال الساعات القليلة المقبلة بعد ان وصلته اشارات من الحكومة الاردنية مغادرة اراضيها لما سببته تصريحاته من ازمة بين عمان ورام الله.
وفي المقابل قالت مصادر فتحاوية للمدينة نيوز بان اجهزة استخبارات السلطة الفلسطينية توصلت الى معلومات مفادها بان الوثائق التي حطت بين يدي القدومي وصلته من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قبل عدة اشهر وان القدومي احتفظ بها لتفجيرها في الوقت المناسب من وجهة نظره والذي يسبق المؤتمر العام السادس لحركة فتح المقرر التئامه في مدينة بيت لحم.
ويعتقد مسؤولون في السلطة ان هذه الوثائق فبركت بعد انقلاب حماس على اجهزة الامن في غزة . فيما تؤكد مصادر معارضة لعباس وفريق السلطة انها كانت من ضمن "كنز الوثائق" الذي حطت حماس يدها عليها في ذلك الانقلاب.
وتقول مصادر فلسطينية مطلعة إن عباس يعتزم عقد اجتماع لمن تبقى من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الموجودين في رام الله مستخدما صلاحياته كرئيس للجنة التنفيذية لعزل القدومي من منصبه، بينما سينتظر عقد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم مطلع الشهر المقبل وفق الترتيبات التي أعدها بموافقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي طلب منها التصريح بدخول أعضاء المؤتمر المقيمين خارج الضفة الغربية من أجل إسقاط القدومي من عضوية اللجنة المركزية للحركة.
وتشير هذه المصادر إلى أن أي قرار يتخذه عباس ضد القدومي من شأنه أن يصب الزيت على نار الأزمة المتفاقمة فلسطينيا وليس فقط على صعيد حركة فتح إذ إن القدومي عضو في اللجنة التنفيذية منتخب من المجلس الوطني الفلسطيني على غرار عباس الذي يدين بمنصبه إلى اللجنة التنفيذية ذاتها.
ويقول القدومي إن اللجنة التنفيذية الحالية التي انتخبت في آخر مجلس وطني فلسطيني تفتقد للشرعية حيث إن أكثر من ثلث أعضائها قد غيبهم الموت وبالتالي فإن أي قرار يصدر عنها يعتبر في حكم الباطل.
وياتي الكشف عن هذه المعلومات بعد يوم من توعد عباس القدومي على كافة المستويات التنظيمية، ووصف تصريحاته ضده بأنها أكاذيب وزوبعات لتعطيل مؤتمر فتح القادم.
وقال عباس في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي من القاهرة "إن قضية القدومي ستتابع من كافة المستويات التنظيمية وغير التنظيمية وسنتابعها بالتفصيل ولن نسكت عنها".
وأضاف "ما حدث هو أن مجموعة من الأكاذيب فبركت لتخرج في هذا الوقت بالذات، مع العلم بأن القدومي يدعي أنها منذ خمس سنوات، فلماذا لم ينشر هذه القضايا قبل خمس سنوات إذا كانت هذه القضايا والمعلومات صحيحة ومؤكدة، وهو نفسه يفهم أنها غير صحيحة ولكن جاء الآن ليروي هذه الأكاذيب ليعطل المؤتمر السادس للحركة".
ورغم ذلك أبدى عباس ثقته في الوصول إلى المؤتمر العام لحركة فتح الذي قرر عقده في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية في الرابع من أغسطس/آب المقبل "رغم كل الأكاذيب والزوبعات التي أثارها القدومي".
وكان القدومي قال لاعلاميين في الأردن الأحد الماضي إن عرفات أودع لديه قبل وفاته محضرا لاجتماع سري جمع عباس ودحلان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأميركية، وتم التخطيط فيه لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأثار كشف تلك الوثيقة جدلا حادا في الساحة الفلسطينية، حيث أجمع قياديون في فتح على أن ما كشف عنه القدومي يهدد وحدة الحركة الأم في تاريخ الثورة الفلسطينية.