حوادث المرور في الدول العربية تخلف 26 الف قتيل سنوياً

المدينة نيوز - : بمناسبة الاحتفال بأسبوع المرور العربي الذي يوافق من4 إلى10 مايو من كل عام أكد الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في رسالته على أن حوادث المرور والآثار الوخيمة الناجمة عنها تتفاقم في البلدان العربية وتستفحل يوما بعد يوم، مشكِّلةً بذلك مصدرا حقيقيا للخطر، يستوجب وقفة جادة وصارمة لإيجاد الحلول الجذرية والناجعة لإيقاف هذه المعضلة الحقيقية والحد منها.
وأشار إلى أن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن الحوادث المرورية تخلف أكثر من مليون و200 ألف قتيل سنويا، أي قتيل كل ثلاثين ثانية في العالم، ومن بين هؤلاء القتلى حوالي ستة وعشرين ألفاً يسقطون على طرقات الدول العربية، التي تتكبد بالمناسبة ما يقارب من خمسة وعشرين مليار دولار خسائر سنوية نتيجة هذا النزيف الطرقي.
وأشار إلى إنتاج المركبات خلال السنوات الأخيرة شهد تطورا كبيرا من حيث العدد، ففي عام 2009م، وصل عدد المركبات في العالم إلى 980 مليون وحدة، ثم 1015 مليون وحدة في العام 2010م أي بزيادة بلغت 35 مليون وحدة سنويا و95500 وحدة يوميا، ويلاحظ هذا الارتفاع خصوصا في الدول السائرة في طريق النمو في ظل المتغيرات والمستجدات التي تشهدها هذه الدول والتي طالت كل القطاعات والمجالات.
وأوضح الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أنه برغم فوائد استعمال المركبات وإسهامه في حركة السفر والتجارة في أقطارنا العربية، إلا أنه قد نجم عن ذلك الاستعمال العديد من السلبيات نتيجة الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل، فقد قابل ازدياد أعداد المركبات والسيارات والاعتماد شبه الكلي عليها، ارتفاعٌ ملحوظٌ في وتيرة حوادث السير، التي تتسبب في إزهاق الأرواح وإتلاف وتدمير الممتلكات والثروات.
وقد ساعدت التحولات البنيوية التي شهدتها الدول العربية في السنوات الأخيرة وعلى مختلف الأصعدة، على تفاقم المشكلة المرورية بوتيرة سريعة تقتضي مراجعة الاستراتيجيات والبرامج والخطط الموضوعة لمواجهتها والحد من تأثيراتها.
وهذا ما أدركه مجلس وزراء الداخلية العرب إذ عمل دائما في مقاربته للمشكلة المرورية في الوطن العربي على إيلاء أهمية بالغة لتطوير البرامج والخطط بحيث تتماشى مع مستجدات المشكلة المرورية، ويكفي الإشارة في هذا الصدد إلى القرار الصادر عن الدورة الأخيرة للمجلس بشأن تعديل القانون العربي النموذجي الموحد للمرور في ضوء التطورات التي طرأت في هذا المجال، وإلى حرص المجلس على تنفيذ الاستراتيجية العربية للسلامة المرورية التي أقرها عام 2002م من خلال خطط مرحلية مدة كل منها ثلاث سنوات، بحيث تكون البرامج التنفيذية التي تتضمنها كل خطة ـ والتي يقوم بتنفيذها كل من الأمانة العامة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ـ مناسبة للتحديات التي تطرحها حوادث المرور في الدول العربية، ويتجلى الحرص ذاته في عقد مؤتمر دوري لرؤساء أجهزة المرور في الدول العربية يشكل مجالا لتدارس كل المستجدات في مجال المرور، وفي إصدار عدد كبير من الإحصائيات والدراسات والتقارير المتعلقة بكل أبعاد حوادث الطرق، كما يتجلى في تنظيم أسبوع مرور عربي يكون مناسبة لتعزيز برامج التوعية المرورية وإبراز خطورة حوادث المرور وما تتسبب فيه من فواجع ومآس.
وأضاف الدكتور كومان، أن الاحتفال هذا العام بأسبوع المرور العربي يأتي تحت شعار " سلامتي....مسؤوليتي " ، للتأكيد على أن السلامة المرورية هي بالأساس مسؤولية مستخدم الطريق، سواء كان سائقا لمركبة أو دراجة أو راجلا أو حتى راكبا، فكل فرد مسؤول عن تحقيق هذه السلامة، من خلال استخدام المركبة أو الطريق استخداماً أمثل ومن خلال احترام قوانين المرور وأنظمته.
وأشار الدكتور محمد كومان إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن ما لا يقل عن 86% من حوادث الطرق يتسبب فيها العنصر البشري، في حين يتسبب خلل المركبات بنحو 6% وعيوب الطرق بنحو 5%، وتبقى النسبة الباقية لعوامل الطقس وأسباب أخرى، مما يبين أن العنصر البشري هو السبب الرئيسي في وقوع حوادث السير، وبالتالي فإن الاهتمام يجب أن ينصب عليه للتخفيف منها إلى أكبر حد ممكن، خاصة مع وجود عدة عوامل مؤثرة في العنصر البشري منها على سبيل المثال الأنماط السلوكية، وخصائص الشخصية، واستعمال الأدوية والعقاقير، والتعب والإرهاق...
ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن للعمر دوراً كبيرا في حوادث المرور، نظرا لما يصاحب فترة المراهقة والشباب عادة من تهور واستخفاف بالأخطار، ففي حين تحتل حوادث السير ـ حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ـ المرتبة الثامنة بين أسباب الوفاة في العالم، فإنها تحتل المرتبة الأولى في تلك الأسباب بالنسبة للفئة العمرية من خمس عشرة سنة إلى تسع وعشرين سنة.
وفي نهاية رسالته أكد على أن المشكلة المرورية هي في حد ذاتها مشكلة سلوكية، وأن نشر مبادئ ومفاهيم الثقافة المرورية وتكثيف حملات التوعية الهادفة إلى تعميق التربية السلوكية، سيؤدي لا محالة إلى تنمية الحس الوطني لدى مستخدمي المرفق المروري وإشعارهم بأهمية تحملهم المسؤولية.
وأشار إلى أن الحملات والأنشطة التي تنظم للتوعية من حوادث المرور يجب ألا تظل رهينة بفترة الاحتفالات بأسبوع المرور العربي، بل يجب أن تتواصل طوال أيام السنة وبنفس الرغبة والحماس والإرادة والمسؤولية لدى جميع الأطراف والهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بتدبير المجال المروري في وطننا العربي.