تم نشره الثلاثاء 21st تمّوز / يوليو 2009 09:53 صباحاً
المدينة نيوز – حاوره محمد الشايب - يعيد الفنان المصري هاني سلامة شبح السفاح المصري الذي كان يعرف بسفاح المهندسين وذلك من خلال فيلمه الجديد السفاح الذي يخوض الماراثون السينمائي الصيفي.
وبالرغم من كل علامات التعجب والاستفهام التي تحيط بمدي ملاءمة الملامح والمواصفات الشكلية له لتأدية دور السفاح على الشاشة إلا أنه دافع عن شخصيته السينمائية الجديدة وتحدث عن تجربة ذات علامة خاصة في مشواره الفني.
ويرى هاني سلامة أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بأداء دور مغاير ومختلف عما اعتاد الجمهور عليه من حيث طبيعة الأدوار ذات اللمحة الرومانسية أو تيمة الفتي الوسيم فقد سبق أن قدم ذلك في فيلم خيانة مشروعة الذي جسد من خلاله شخصية شريرة ونموذجاً إجرامياً إلى حد كبير.
ويعترف سلامة بانه لم يتردد لحظة واحدة في إبداء الموافقة على دور السفاح أحمد حلمي المسيري بعد أن استفزه طبيعة الشخصية داخلياً كممثل يسعى دوماً إلى تطوير أدائه التمثيلي من فيلم إلى آخر وعدم الثبات على نوعية أو شكل واحد من الأدوار والشخصيات.
وعن شعوره حيال تكرار نفسه يقول سلامة: اعترف بأن حالة القلق والخوف من تكرار نفس تيمة ونوعية الأدوار كانت وراء تأجيل تصوير فيلم السفاح لأكثر من ثلاثة أعوام إذ انتابتني مشاعر الحيرة والتردد بعد عرض فيلم خيانة مشروعة بعدما وجدت أن طبيعة الشخصية في كلا الفيلمين متشابهة ومتقاربة إلى حد كبير لكنني حسمت أمري على إعطاء نفسي فرصة للظهور بأنماط مختلفة من الشخصيات قبل الشروع في تنفيذ فيلم السفاح كي لا يصاب الجمهور بالملل.
ويضيف سلامة: السفاح بالأساس هو بني آدم عادي جداً مثل بقية الناس لكن بالطبع هناك دوافع وأسباب تؤدي به إلى أن يتحول إلى قاتل, يعني مفيش حد اتولد قاتل أو سفاح , وهو ما يتفق تماماً مع أحداث وتفاصيل الفيلم التي تستعرض تلك الأسباب والدوافع إنسانياً ونفسياً وأسرياً واجتماعياً, وللعلم فإن السفاح بطل الحدوتة هو شخصية واقعية من عائلة ثرية ومرموقة في المجتمع, كان يعيش حياة طبيعية ويقطن منطقة راقية ويتمتع بقدر عال من الجاذبية والوسامة وليس مثلما يتصور البعض أنه من الضروري أن تكون ملامح السفاح حادة وبها شر واضح بدليل أنه لم يتم التعرف عليه لفترة طويلة إلى أن تم القبض عليه بالصدفة البحتة.
وحول خوف هاني من كره الجمهور بسبب هذه الأدوار يقول: لا أخشى على الإطلاق كراهية الجمهور لي جراء تجسيد دور السفاح القاتل لأن الجمهور بات على قدر كبير من الوعي والإدراك ويعلم جيداً أن ما نقدمه على الشاشة تمثيل لكنه لنماذج من البشر موجودة بيننا في الواقع, وهذا لا يجعلني أشعر بالقلق إطلاقاً, وعموماً إذا شعر الممثل بالقلق والخوف فلن يقدم شيئاً جديداً ومختلفاً.
وعن استعدادات سلامة لتقديم السفاح قال: استغرقت عدة شهور في مذاكرة الشخصية والاستعداد لها عبر قراءة بعض كتب التحليل النفسي حول دوافع وأسباب السلوك العدواني منذ سنوات الطفولة وعقد جلسات مع بعض الأطباء النفسيين لنفس السبب فضلاً عن الرجوع إلى الأرشيف الصحفي الذي يتناول وقائع وتفاصيل القضية للوقوف والإلمام بجميع الملامح والتفاصيل والأبعاد النفسية والشكلية المتعلقة بالشخصية أما أكثر ما أفادني في هذا الموضوع فهو مذكرات السفاح الشخصية التي كتبها بخط يده قبل إعدامه والتي تمكنت من الحصول عليها فضلاً عن الخطابات التي كان يرسل بها إلى عمته التي تولت تربيته بعد تخلي والديه عنه.
وعن تجربته للمرة الأولى مع نيكول سابا يقول: أعترف بأنني كنت متخوفاً في البداية من الوقوف أمام الفنانة نيكول سابا نظراً لأنني لم أتقابل معها في أعمال سابقة وكنت أخشى ألا تحدث توأمة فنية بيننا مما قد يؤثر على التواصل في الأداء, وأحب أن أؤكد أن تواصل الإحساس بين الفنانين يساعد علي توحدهم واندماجهم مع الشخصيات التي يقدمونها ويوفر المناخ الجيد لحدوث الصدق في الأداء, وأكثر ما كان يقلقني في السفاح أن العمل شديد الصعوبة ويحتاج إلى قدر كبير من الأداء ولكن خلال البروفات التمهيدية التي سبقت التصوير بدأت أشعر بوجود تناغم وانسجام فني بيني وبينها, ولا أنكر أنها أبهرتني بحجم ومدي القدرات التمثيلية التي تتمتع بها وصدق أدائها في هذا الدور الصعب والمركب.