تجميل الذقن.. جراحة لا تخلو من المخاطر

المدينة نيوز - كل منا يتمنى أن يكون له "ذقن" منسق وذو مقاسات جمالية، باعتبار أن تناسق ملامح الوجه مع بعضها البعض يعد أمرا مهما للتمتع بإطلالة جذابة، لذلك يرى الكثيرين أن الذقن المدببة أو الصغيرة أو الغليظة تسبب لهم إزعاجا كبيرا.
ويرى خبراء التجميل أن التدخل الجراحي لضبط وتنسيق شكل الذقن مع الوجه لا تخلو من المخاطر، حيث تقول كونستانسه نويهان لورينتس - إخصائية الجراحة التجميلية بمدينة ميونيخ الألمانية: "يوجد في أذهاننا جميعاً نموذج مثالي للجمال يحتوي على مقاييس معيّنة لملامح الوجه، لذا إذا كانت الذقن كبيرة أو صغيرة للغاية، فإن الإنسان يشعر حينئذٍ بأن وجهه غير متناسق"، وفق ما نشرت وسائل اعلام.
بينما يرى كلاوديوس أولمان - من الجمعية الألمانية للجراحات التجميلية بالعاصمة برلين - أنه نادراً ما يحتاج عدم تناسق شكل الذقن للخضوع للجراحة من الناحية الطبية، إلا إذا كان ناتجاً عن تشوه في وضعية الفك، مضيفاً أن عدم تناسق شكل الذقن يدفع بعض الأشخاص، حتى في حالة عدم معاناتهم مشكلة في الفك، إلى إجراء جراحة تجميلية بسبب وقوعهم تحت ضغط نفسي كبير.
ولضمان جراحة ناجحة لتجميل الذقن، تنصح لورينتس بإجراء العملية على يد طبيب متخصص في جراحات الوجه، موضحة أن أخصائي جراحة الوجه يكون مُلماً بتشريح الوجه وأبعاده بشكل دقيق، ويفهم الكثير عن جراحة العظام، مؤكدةً أن أخصائي تجميل الوجه هو الوحيد الذي يمكنه تحديد الإجراء المناسب لتجميل شكل الذقن من خلال فحصه وتحليله لملامح الوجه.
فيما حذر البروفيسور جيرد جيركه - من الجمعية الألمانية لجراحة الفم والفك والوجه بمدينة زولنجن - من عدم الالتزام بذلك، قائلاً: "إنه سرعان ما يُصبح الإنسان عُرضة لحدوث تشوهات بوجهه، إذا لم يخضع للجراحة لدى جراّح مختص؛ لأنه إذا أُصيبت أحد أعصاب الوجه مثلاً أثناء الجراحة، فسيؤدي ذلك حينئذٍ إلى الإصابة باضطرابات حسية بالوجه، وكذلك إذا تم قطع إحدى عضلات الوجه ولم يتم تثبيتها من جديد أثناء الجراحة، فسيؤدي ذلك إلى مواجهة صعوبة عند القيام بتعبيرات الوجه كالتبسم".
ومع ذلك، أكد جيركه أنه لا يُستبعد حدوث مثل هذه التشوهات عند الخضوع للجراحة لدى طبيب مختص، إلا أن معدلات حدوثها تكون أقل كثيراً مقارنة بالأطباء المختصين فقط في الجراحات التجميلية.
بالنسبة لصغر حجم الذقن، أوضح جيركه أنه يُمكن أيضاً التغلب عليها من خلال الخضوع لجراحة تجميلية، لافتاً إلى أنه عادةً ما يتم زرع تكملة للذقن مصنوعة من مادة السيليكون أو من مادة مأخوذة من جسم المريض نفسه. وأردف أنه يُمكن أيضاً إطالة الذقن من خلال إزاحتها لأسفل، إذ يتم شق عظام الذقن، ثم تثبيتها من جديد باستخدام لوح تيتانيوم طبي.
ومثلما يحدث عند الخضوع لأي جراحة، أوضح جيركه، أن جراحة تجميل الذقن تنطوي على مخاطر جسيمة، من بينها مثلاً الإصابة بنزيف بعد الجراحة أو الإصابة بالعدوى، لافتاً إلى أنها تتسبب - في بعض الحالات - في حدوث تلفيات بالأعصاب والشعور بتخدير في الوجه.
أما عن الندب الناتجة عن الجراحة، فأكدّ غيركه أنها عادةً ما تتلاشى؛ لأنه إذا تم تعديل شكل الذقن من خلال شفط الدهون الزائدة بها مثلاً، فإن ذلك يكون بطريقة غير مرئية من خلال عمل فتحات خلف الأذن وفي طيات الرقبة. بينما يتم إجراء بقية الجراحات عن طريق الفم.