إيران رصدت مليار دولار لتأسيس "حزب الله العالمي" انطلاقًا من القاهرة

المدينة نيوز- كشفت مصادر صحافية مصرية النقاب عن رصد الحرس الثوري الإيراني لمبلغ مليار دولار لتأسيس "حزب الله العالمي" انطلاقًا من القاهرة.
وذكرت مجلة "آخر ساعة" الأسبوعية المصرية، في عددها الذي سينشر اليوم الأربعاء، أن الحرس الثوري الإيراني رصد قبل نهاية العام الماضي، مبلغ مليار دولار كدفعة أولي لبدء تنفيذ مخطط توسعي طموح يهدف إلى تأسيس فروع لـ"حزب الله" الشيعي اللبناني في كل بلد عربي، إضافة لعدد من المدن الإسلامية.
وأشارت المجلة إلى توقيف السلطات المصرية، في وقتٍ سابق، للتنظيم الذي يضم12 عضوًا، ويقوده حسن محمد شحاتة موسي، بتهمة الدعوة إلي المذهب الشيعي في مصر والارتباط بعدة دول منها إيران وسوريا، وتلقي أموال منها.
وأوضحت تقارير استخباراتية وأمنية غربية كُشف النقاب عنها، مؤخرًا، في لندن وتناقلتها عدد من وسائل الإعلام الألمانية والغربية، أن "مصر كانت الهدف الأول لمخطط الحرس الثوري، وأن المهمة الرئيسة لخلية "حزب الله" في مصر، التي سقطت في قبضة الأمن المصري منذ أكثر من شهرين، كانت إنشاء "حزب الله مصري"، وجذب أعضاء ومتعاطفين معه، سيان كانوا من السنة، أو من أولئك الشيعة القليلين في مصر، وأنه لم تكن هناك أية ممانعة في التعاون مع الإخوان المسلمين في هذا الشأن، إنطلاقًا من قاعدة "عدو عدوي.. صديقي"".
وحسب التقارير فأن "تأسيس فرع لـ"حزب الله" بالقاهرة كان النواة الحقيقية بالنسبة لطهران لتوسيع شبكة الخلايا والتنظيمات العاملة لحسابها، إذ كانت تخطط لأن تفاجئ العالم بتكوين ما يمكن أن نطلق عليه "تنظيم عالمي (أو دولي) لحزب الله".. ينتشر في دول مهمة وذات ثقل في قلب العالم، مثل مصر والمغرب والبحرين والكويت واليمن وسوريا وتونس وموريتانيا والأردن، وقريب من غالبية المصالح الأمريكية والغربية بالمنطقة".
وتابعت "ما يعني ببساطة أن خيار واشنطن، وبالطبع "تل أبيب"، استخدام السلاح ضد نظام الملالي في إيران سيكون أمرًا محفوفًا بالمخاطر، وفي الوقت نفسه تجد إيران نافذة أو واجهة لاختراق البلاد العربية سنية المذهب، وتأصيل المد الشيعي فيها، بحيث يشكل ذلك عنصرًا ضاغطًا علي النظم الإقليمية الموجودة، وزيادة في نفوذ طهران".
وكان الباحث المصري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، "مأمون فندي" قد حذر، في وقتٍ سابق، مما وصفه ب"خطر النظام الإيراني على المنطقة" مشيرًا إلى أنه لا يستطيع أن يستمر دون أن يصدر الثورة.
وقال "لابد أن يكون هناك خطر قادم من إيران؛ لأن نظرية الحكم الإيراني كنظرية راكب الدراجة الذي لابد له أن يبدل قدميه على دواستي الدراجة كي يتوازن ولا يقع، وكذلك حتى يستمر النظام في إيران لابد له أن يصدر الثورة بمفهومها الشيعي معتمدًا على دعم الحركات".
وأضاف "أساس السيطرة الإيرانية في المنطقة هي استراتيجية ثلاثية الأبعاد: البعد الأول: يتمثل في تحالف إيران مع دول عربية، والبعد الثاني: سيطرتها ودعمها لحركات تملك الشارع في بعض الدول العربية، أما البعد الثالث: فيتمثل في وجود لوبي إيراني قوي في الإعلام العربي من مالكي صحف وكتاب ومعلقين يتصدرون صفحات الرأي في أهم الصحف العربية، وكذلك مقدمي ومعدي البرامج في كثير من التلفزة والراديو العربي".
واعتبر فندي أن مصر اليوم تعد "معقل اللوبي الإيراني في المنطقة" مشيرًا إلى أن إيران "اشترت العشرات من الصحف والصحافيين في العالم العربي، وأن مصر هي مركز التشيع الصحافي اليوم".
غير أن المحلل السياسي الإيراني، والمدرّس في قسم الدراسات الإيرانية بجامعة كيفوركيان، حميد دبشي، أكد أن الانتخابات الإيرانية أظهرت أن طرح تحول إيران إلى "قوة عظمى إقليمية" بات من الماضي"، مرجحًا أن يكون الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد بمثابة "بطة عرجاء" طوال فترة ولايته التي قد تطول أو تقصر بحسب اتجاه الأمور.
وأكدت التقارير الاستخباراتية أن "العاصمة الإيرانية طهران قد شهدت في الشهور الأخيرة من العام الماضي سلسلة من الاجتماعات السرية بين مسئولين استخباراتيين إيرانيين وعدد من ممثلي المنظمات الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني ووسطاء قريبين من تنظيمات الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية، لأجل وضع خطة لتسريع عمل الخلايا النائمة التابعة لطهران في المنطقة".
جدير بالذكر أن محمد الدايني، عضو البرلمان العراقي عن جبهة الحوار الوطني قد صرح، في وقت سابق، بأن هناك "خلايا إيرانية نائمة" في كل الأقطار العربية، وأن طهران خصصت100 مليار دولار لتمويل هذه الخلايا.
وأشارت التقارير إلى أن "تلك الاجتماعات، التي حظيت بدعم مباشر من مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، قد وافقت علي قرار الجنرال قاسم سليماني قائد "قوات القدس"، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، تخصيص مليار دولار لبدء إنشاء فروع لـ"حزب الله" في عدد من البلاد العربية والإسلامية، بما يشكل طوقًا إيرانيًا شيعيًا محكمًا في المنطقة".
وأوضحت "أن إيران ستكون في خلفية هذه الفروع، ولن تظهر جهرًا، حتي لا يتم لفت الأنظار لخطتها المحكمة، كما أن تحرير فلسطين سيكون شعار هذه الأفرع وأعضائها لجذب أكبر قدر ممكن من المؤيدين والمتعاطفين في الشارع العربي".