اللاجئون الفلسطينيون يتذكرون سنوات العمر الأولى في ربوع البلد رغم انقضاء 65 عاما على “النكبة والتهجير”

تم نشره الثلاثاء 14 أيّار / مايو 2013 05:36 مساءً
اللاجئون الفلسطينيون يتذكرون سنوات العمر الأولى في ربوع البلد رغم انقضاء 65 عاما على “النكبة والتهجير”
65 عاما على النكبة والتهجير

المدينة نيوز- رغم انقضاء 65 عاما على قيام العصابات الصهيونية بعمليات تهجير قسرية لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطق اللجوء والشتات، إلا أن من تبقى من هؤلاء لا زالوا متعلقين بذكريات الطفولة والشباب، التي قضوها في مدنهم وقراهم قبل التهجير، ويورث عددا منهم لأبناء أبنائه الحلم بالعودة.

في مخيم النصيرات أحد اكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، يقول المسن محمد صلاح، من قرية المغار، قضاء مدينة الرملة، أن شكل القرية وبيوتها ومزارعها لم تفارق مخيلته منذ أن رحل مع أسرته كباقي السكان تحت نيران العصابات الصهيونية التي هاجمت قريته.

يقول هذا المسن الذي يفوق عمره الـ 77 عاما، وقد خرج من القرية صغيرا، انه يأمل في يوم يرى فيه مكان سكنه الأول، وأرض والده وعائلته، ويشير بحسرة حين رجع بذكرياته إلى ما قبل الهجرة القسرية، إلى عمله وأسرته في زراعة الأرض وتربية قطيع من الماعز، وتحدث كثيرا عن موسم الرعي والحصاد.

كان الرجل يتحدث عن القرية وكأنها جلية أمام عينيه، وصف طرقها وحاراتها، وتحدثت كثيرا عن عائلاتها.

وهذا المسن حاله كحال مئات الآلاف الذين هجروا قسرا من المدن والقرى الفلسطينية إلى مناطق اللجوء في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسورية ولبنان.

ولهذا الرجل الآن من الأبناء والأحفاد ما يفوق الـ 50 فردا، وعلاوة عن أسر أخوته الستة الذين فرقهم اللجوء بين غزة ومخيمات الأردن، إذ يبلغ عددهم أكثر من مئة شخص، لكنه يؤكد أن أحفاده يعلمون أنهم من قرية تحتلها إسرائيل، وأن حلمهم بترك المخيم والعودة يجب أن ينتهي.

ويعرف عند اللاجئين مصطلح “حكايات البلاد”، وهي تلك القصص التي يحدثها الكبار عن حياتهم وأوضاعهم قبل الهجرة، لمن أنجبوا بعهدها.

مجمل الحكايات تروى قصص حياة شاقة، كانت تعتمد على الصناعات البدائية في الزراعة والأشغال، لكن من عايشها يرى أنها أفضل بكثير من الحياة الحالية التي سهلت أمورها التكنولوجيا، ومن أشهر “حكايات البلاد” قصص الهجرة، التي توري خروج الفلسطينيين مشيا على الأقدام مئات الكيلو مترات ولأيام متواصلة من قراهم إلى مخيمات اللجوء.

وتروي الحاجة فاطمة من بلدة “برير” وهي إحدى السيدات المسنات أن هناك من النساء ومن هول الموقف نسين أبنائهن الأطفال، وعدن لأخذهم بعد قطعهن شوطا في مسيرة الهجرة، وتشير أيضا إلى أن لديها من “حكايات البلاد”، ما يمكنها من الاستمرار في الكلام لساعات طوال، ولم تزل هذه العجوز التي تجاوزت الثمانين من العمر تتذكر فرن الطين، ومحراث والدها اليدوي، وبيت العائلة المشيد من الطين أيضا، وطاحونة القمح.

ويطلق الفلسطينيون على عملية إخراجهم من أراضيهم في العام 1948، “النكبة”، ويطلقون على احتلال إسرائيل لباقي الأراضي الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967 “النكسة”.

وأجبرت العصابات الإسرائيلية نحو 750 ألف فلسطيني على ترك أكثر من 500 مدينة وقرية فلسطينية، واللجوء إلى غزة والضفة والأردن وسورية ولبنان، لكن عدد هؤلاء اللاجئين تضاعف كثيرا، ووصل الآن لنحو من 5.5 مليون لاجئ في العالم، يقيمون غالبيتهم في 58 مخيما للاجئين.

وخلال احتلال الأراضي الفلسطينية ارتكبت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت لاستشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.

ويمثل اللاجئون الفلسطينيون النسبة الأكبر من السكان في قطاع غزة الساحلي، إذ يصل عددهم لنحو 1.2 مليون لاجئي، ويمثلون ما نسبته 70 بالمئة من السكان، وكان عددهم في العام 48 حوالي 200 ألف لاجئ, ويقيمون في ثمان مخيمات للاجئين.

ورغم التغييرات في المنطقة العربية على خلفية “ثورات الربيع″، إلا أن أمل اللاجئون الفلسطينيون لا زال معدوما من قدرة العرب على إعادة أراضيهم المحتلة من إسرائيل باستخدام القوة.

ويقول الدكتور نبيل الطهراوي وهو أكاديمي هاجرت عائلته من قرية “برقة”، انه لا يتوقع أن يحدث ذلك، مرجعا السبب إلى انشغال الدول العربية التي قل أنها “دخلت مرحلة مخاض عسيرة” في أمورها الداخلية.

وتتولى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي شكلت بعد النكبة مهام تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمة للاجئين في المناطق الخمس، وتشتكي هذه المنظمة الدولية في السنوات الأخيرة كثيرا من نقص عمليات تمويل مشاريعها وخدماتها.

وتروي مخيمات اللاجئين الشاهد الأساسي على “النكبة”، آلاف القصص المريرة التي تجسد حياة الفلسطينيين.

وملف اللاجئين من ضمن ملفات الحل النهائي المعقدة، التي ستبحث في حال أطلقت مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وينص القرار الدولي رقم 194على إعطاء حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين الذين طروا من ديارهم، لكن إسرائيل ترفض إعادتهم إلى تلك الأراضي التي تحتلها والتي تبلغ أكثر من 85 بالمئة من أرض فلسطين التاريخية.

ولا زال هناك العديد من اللاجئين الفلسطينيين يحتفظون بأوراق ملكيتهم لأراضيهم المحتلة، وآخرون يحتفظون بمفاتيح قديمة لبيوتهم التي هجروا منها ودمرتها العصابات الصهيونية.

ويحيي الفلسطينيون كل عام ذكرى “النكبة”، من خلال مسيرات كبيرة ومؤتمرات، تؤكد في مجملها على حق العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها.

" القدس العربي "



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات