الشاب الخمايسة الذي انقذ 23 مواطنا في باص صويلح : الكنترول في نظر المجتمع "ازعر"
المدينة نيوز- ثوان قليلة كانت الفيصل بين الحياة والموت لـ 23 راكبا في حافلة قفز سائقها منها للنجاة بحياته تاركا إياهم وكنترولا شجاعا يكابدون الهلع والخوف.
فالكنترول أشرف الخمايسة لم يفكر طويلا في تسلم دفة القيادة وبذل كل ما بوسعه لإنقاذ حياة ركاب الحافلة التي تلتهم الارض بسرعة 90 كيلومترا في الساعة من دون كوابح وسط منطقة مزدحمة في عمان.
والركاب الهلعون قادتهم اقدارهم وانانية سائق غير مسؤول إلى مكابدة مغامرة لم يخططوا لها ولم تكن ضمن حساباتهم عندما استيقظوا صباح ذلك اليوم.
وشاءت الاقدار بحسب رواية الخمايسة لبرنامج صباح المدينة الذي يبث على اذاعة صوت المدينة وتقدمه ضياء العوايشة ولصحيفة الغد أن يكون المصاب الوحيد في هذه الحادثة سائق الحافلة، بينما تدارك الخمايسة ذو "24 عاما" الذي يمارس مهنة "كنترول" باص منذ عشر سنوات حادثا محتما.
ويروي الخمايسة الذي يعمل على خط الزرقاء -المدينة الطبية الحادثة ويقول "كانت الحافلة قادمة من المدينة الطبية وتقل "23" راكبا من بينهم اطفال رضع وشيوخ واثناء نزول الباص أسفل "نفق الصحافة" لاحظ السائق تعطل كوابح الحافلة وفقد السيطرة عليها وهي تسير بسرعة 90 كيلومترا في الساعة، ولم يلاحظ الركاب شيئا مما يجري، الى أن فقد السائق السيطرة على الحافلة وبعد سماعهم صوت عطل في الباص وصراخ السائق أنه لا يستطيع إيقافها، تملك الخوف والهلع الركاب وحاول الخمايسة توجيه السائق بعمل عدة محاولات أولها تجنب المرور أسفل دوار المدينة والعمل على المرور من فوق الدوار لتجنب التوقف على الدوار وبعدها قام بتوجيهه للعمل على احتكاك عجلات الحافلة بالبنكيت لتخفيف السرعة وعمل الغيارات العكسية والقيام بتغيير المسار، الا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، وعند وصول الباص الى ما بعد دوار المدينة الرياضية قفز السائق من الحافلة تاركا من فيها يصارعون مصيرا مجهولا.
وما كان من الكنترول الخمايسة الا أن تولى دفة القيادة وقبل أن ينحرف مسار الحافلة، محاولا تجنب جميع السيارات أمامه مستخدما كل ما تعلمه من والده الذي كان يعمل سائق شاحنة للنجاة من حادث محقق.
وفي ذات الوقت الذي كان يحاول فيه الخمايسة الذي لا يملك سوى رخصه قيادة فئة "خصوصي" السيطرة على الحافلة كان يعمل على تهدئة الركاب والتخفيف من روعهم بأن الحافلة ستتوقف، وبعد صراع مع أجهزة الحافلة تمكن الخمايسة من السيطرة عليها وألجمها مكانها.
وتنفس هو وجميع من في الحافلة الصعداء بعد الدقائق القليلة القاسية والعصيبة التي مرت كأنها أيام على جميع من في الحافلة وحفرت في ذاكرتهم الى الأبد، وكال الركاب المديح والثناء والتقدير للخمايسة لانقاذهم وتجنب حادث مؤكد لولا لطف الرحمن وسرعة بديهته.
وردا على سؤال ..لماذا لم تقفز من الحافلة كما فعل السائق؟ قال الخمايسة الملتزم دينيا والمواظب على تأدية صلواته في المسجد "كل انسان في هذه الدنيا له يومه ولا أحد يموت ناقص عمر، وإذا توفيت اتوفى وانا مطمئن"
ويدعو أشرف الخمايسة المجتمع الى تغيير نظرتهم "للكنترول" من أنه يتصف بصفات الزعرنة والاخلاق السيئة وقال يمكن "للكنترول" أن يتحلى بصفات نبيلة وشريفة.
ويطمح الخمايسة أن يتمكن يوما من العمل سائقا كوالده وأن يحصل على رخصة فئة "جميع السيارات" كما كان أبوه وأجداده من قبله وقال "أحب القيادة كهواية".
وتقديرا لجهود أشرف الخمايسة قام مدير الأمن العام اللواء مازن القاضي أمس بتكريمه لشجاعته.
وأشاد القاضي بسرعة البديهة والشجاعة التي يتحلى بها الخمايسة وتعريض نفسه للخطر في سبيل إنقاذ ركاب الحافلة.
وأشار القاضي الى أن روح المسؤولية التي يتحلى بها الخمايسة أنقذت عددا كبيرا من الأرواح، مبينا أن الخمايسة يعتبر قدوة لغيره.
ودعا القاضي الى ضرورة تقيد سائقي الحافلات العمومية بالأنظمة والقوانين وإجراء الصيانة اللازمة لمركباتهم لتجنب تعريض حياة المواطنين للخطر.
وفي السياق ذاته كرم القاضي أربعة من رقباء السير تقديرا لجهودهم المميزة في أداء واجباتهم وحسهم الأمني العالي وتحليهم بأعلى درجات الضبط والربط العسكري، ما يشكل قدوة لزملائهم تعكس الصورة المشرفة عن منتسبي جهاز الأمن العام في تقديم الخدمة الأمنية الفضلى للمواطنين كافة أينما كان موقعهم.
وأشار القاضي الى أن الحفاظ على أرواح المواطنين وأمنهم هدف رئيس للعاملين في الجهاز وعلى اختلاف مواقع عملهم.
