حزب الجبهة الأردنية الموحدة يصدر بيانا

تم نشره الثلاثاء 21st أيّار / مايو 2013 10:58 صباحاً
حزب الجبهة الأردنية الموحدة يصدر بيانا

المدينة نيوز - : أصدر  حزب الجبهة الأردنية الموحدة  بيانا  ، وصل المدينة نيوز نسخة منه وتاليا نصه  :

لم تعد حالة الارتباك والغموض التي تلف الإقليم و نحن جزء منه من الأمور التي ‏يمكن السكوت عليها فغيوم الحرب الإقليمية باتت أكثر كثافة و أكثر اقترابا و الكثير ‏من المعادلات التي كانت ثابتة صارت من المتغيرات اليومية ، فالحرب الباردة ‏الجديدة بين الولايات المتحدة و روسيا صارت معلما لا يحتاج إلى نقاش و أدلة ، و ما ‏تزال إسرائيل اللاعب الوحيد الذي يريد أن يستأثر بمكاسب كبيرة من الخراب الذي ‏تتعرض له سوريا و الأردن أيضا ولو بطريقة مختلفة .‏
نحن أهل المنطقة و نحن أدرى بشعابها و شعوبها أكثر من أي جهة أخرى و نحن ‏متأكدون أننا نقف على حافة الهاوية التي قد تقود الجميع إلى حرب سيكتوي بنيرانها ‏الإقليم كله من شرق البحر المتوسط و حتى أطراف الخليج الجنوبية و ربما بحر ‏العرب ، و كل عوامل الاشتعال موجودة ولا ينقصها إلا حالة استفزاز مدبرة أو ‏بالصدفة و بعدها ستغرق المنطقة في جحيم من العنف لن تقدر القوى العظمى على ‏وقفها حتى لو أرادت ، والفارق الوحيد هذه المرة أن إسرائيل ستكون من الدول ‏المتضررة بل والمعرضة لخطر تغيير الجغرافيا السياسية التي كانت تظن أنها غير ‏قابلة للتغيير و أنها خارج نطاقها .‏
و مع كل هذا السيناريو المأساوي ما تزال دول الغرب ذات التأثير المهم في الإقليم و ‏الأشقاء في الخليج يظنون أنهم قادرون على احتواء الضرر الناجم عن المغامرة غير ‏أن قراءتنا مختلفة تماما ، فالقضية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ سنين طويلة دون ‏أن يأبه أحد بمحاولة حلها هي العقدة الأكبر و الأكثر أهمية ، و هي التي تقدم واحدا ‏من أكثر الأسباب وجاهة لثورات الشعوب و نقمتها إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية ‏السيئة والمتفاقمة في الأردن و حالة الضنك التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة ‏والقطاع ، و لا نرى في أفق التفكير الإستراتيجي الأمريكي ما يوحي بأن الولايات ‏المتحدة و أوروبا تولي هذه الناحية أهمية جادة .‏
إن الأوضاع في سوريا لن تتبدل على الشكل الذي يريده الغرب أو بعض الدول ‏الأوروبية ، و مع كل الألم الذي نشعر به تجاه إخواننا السوريين و مأساتهم التي دخلت ‏عامها الثالث و مع كل الحب والشفقة التي في قلوبنا والتي دفعتنا إلى فتح حدودنا كلها ‏أمام المهاجرين والنازحين والهاربين ، و مع كل وقوفنا الصريح مع تطلعات الشعب ‏السوري في الحرية والديمقراطية إلا أننا نشعر أن الموضوع لم يعد يحتمل التأجيل ‏والتسويف و ليس في مقدور الأردن أن يتحمل المعاناة وحده ، ليس لأنه لا يريد بل ‏لأنه لا يستطيع ، و نحن نخشى من انفجار الأوضاع على جانبي الحدود ، كما نتخوف ‏و كثيرا من أن تقوم بعض الجهات والتنظيمات باستغلال حالة الهشاشة التي يعاني ‏منها الإقليم و أن تتمكن من فتح جبهات تحظى بتأييد شعبي عربي على امتداد الوطن ‏العربي كله خاصة إذا ما تدخلت إسرائيل في الملف السوري عسكريا ، و عندئذ فإن ‏إمكانات السيطرة على الوضع ستكون معدومة تماما.‏
الأردن لا يحتمل أن تتحشد قوى عسكرية على أراضيه ، ولا يملك من الإمكانات ‏المادية و اللوجستية ما يمكنه من التعايش مع أحداث تطيح بالأمن الوطني و القومي ‏داخل حدوده أو على حدوده ، كما أنه لا يملك من المبررات و المسوغات ما يكفي ‏لإقناع الشعب بضرورات فتح الأجواء والأراضي الأردنية أمام قوات أجنبية تحت أي ‏حجة أو ذريعة و قد يحصل المتظاهرون والمعتصمون و المحتجون على الدولة ‏والحكومة جراء إجراء كهذا على كل مايطلبون لتثوير الشارع و بالتالي فإن المشكل ‏القائم يحتاج إلى حلول عملية وواقعية و بعيدا عن أجواء المجاملات السياسية ‏والدبلوماسية .‏
الأردن بحاجة لأن يخرج و فورا من أزمته المالية الخانقة و أزمته الاقتصادية المزمنة ‏، و هذا لا يتأتى بالدعم الهزيل الذي تحصل عليه الأردن من الأصدقاء والأشقاء ‏والذي لا يكفي لسد حاجات البلد الضرورية بل لابد من مشروع اقتصادي لدعم ‏الأردن مقابل الخدمات الكبيرة والجليلة التي يقدمها للإقليم ، و من نافلة القول أن نذكر ‏و نطالب بضرورة دعم الأهل في فلسطين المحتلة و غزة حتى يحافظوا على ‏صمودهم ووقوفهم في وجه الإرهاب الصهيوني ، و بحاجة إلى أن تتوافق الدول ‏الكبرى ذات التأثير في الملف السوري على حل سياسي لسوريا ينهي حالة المعاناة ‏التي يعيشها الشعب السوري و نعيشها معه ، و يحقق الحد الأدنى من نزع ليس فتيل ‏بل فتائل الإنفجارات التي قد تغرق المنطقة في حالة من الفوضى العميقة التي ستكون ‏أشد وطأة من أفغانستان و العراق ، و أكثر تدميرا منهما .‏
لا ننبه من باب التشاؤم بل من باب قراءة دقيقة للوضع المحلي والإقليمي و لدينا ‏الكثير من الخبرات المتراكمة التي تلهمنا لإيجاد حلول حقيقية بعيدا عن المزاودة ‏السياسية ، إننا بحاجة إلى جهد عربي فوري لوقف العناد الإسرائيلي و غطرسة القوة ‏، و بحاجة إلى وضع إستراتيجية قصيرة المدى للخروج من هذه الأزمة قبل أن يصبح ‏الحل مستعصيا بل ربما مستحيلا.‏
حزب الجبهة الأردنية الموحدة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات