اعتصامات في مديريات تربية لواء القويسمة وسحاب ووادي السير

المدينة نيوز -: في ظل ردود الأفعال على إجراءات وزارة التربية والتعليم انطلقت الاحد سلسلة اعتصامات في مديريات لواء القويسمة وسحاب ووادي السير، وقد استغربت نقابة المعلمين والكادر الإداري والتعليمي في المديريات، ومجالس المجتمع المحلي والجلسترات التربوية ومجلس الإعمار في شرق وجنوب عمان هذا النقل غير المبرر وغير المسؤول في الوزارة لصالح أجندات شخصيات نيابية في العاصمة عمان، ونتيجة لذلك فقد قامت كل من المديريات بالاعتصام أمام مديرياتها لمدة ساعة.
وقد بين رئيس فرع عمان لنقابة المعلمين موقف النقابة بالقول: أن النقابة على علم بتفاصيل المواقف بين النواب ومديري التربية والتعليم في الدائرة الرابعة، وأن هناك قيادة ظل تقود الموقف داخل الوزارة تدور في فلك قوى الشد العكسي، مؤكداً على أن الوزير وعده بصرف النظر عن إجراء النقل لمدير تربية لواء سحاب، د.سليمان المهيرات بعد إشكالات وقعت مع النواب في المنطقة، وقد أثبتت الأيام بأن المحذور قد وقع، يذكر أن د.المهيرات أوقف شكوى قضائية بحق النائب بسبب تهديدات.
وقد أشار الدكتور إلى ضرورة إنقاذ وزارة التربية والتعليم من تغول الفاسدين، وأن هناك استهداف للنفر المخلص من أبناء التربية والتعليم في مواقع صنع القرار.
وقد بين بالقول: أنَّ والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، تغليباً لمصلحة الوطن، والأردن وأبنائنا الطلبة، وأنها فوق كل المصالح، وغير ذلك فيعني أن المصالح الشخصية أصبحت هي المعتبرة وهي المقدرة، وقد أشار الدكتور إلى متلازمة منطقية اجتماعية في التعبير عن الانتماء والمواطنة حيث قال: إن حب الأردن يجري في عروقنا فمن حب الأردن حب استقراره، ومن حب استقراره النهوض به، والنهوض بالأردن لا يتم إلا بالعملية التربوية.
فيما علق المهندس خالد عويمر عضو مجلس إعمار شرق وجنوب عمان على ذلك بالقول: إنَّ هذا القرار يخدم شخصيات بعينها من النواب، ويعمد إلى سلخ الشخصية الاعتبارية لمدير التربية والتعليم عن المجتمع المحلي، وإذا كان من إسهام للبناء الوطني فإنَّ على النواب تلمس حاجات الدائرة باستصدار قرارات من الوزارة لبناء المدارس وإدراجها في موازنة الحكومة خدمة عامة للوطن والمجتمع، بدلاً من عودة مخصصات الوزارة إلى خزينة الدولة، أما الخدمات الجزئية بنقل الأفراد من مكان لآخر لحساب الأجندات الانتخابية والدورات القادمة فإن هذا العمل لا يكون في ميادين التربية والتعليم وإنما في مجالات أخرى.
وقد بين الأستاذ عبد الله الخليل مدير "مدرسة أم الحيران الثانوية" ذلك الموقف بهذا الخصوص بالقول: إنَّ هذا التوقيت غير مناسب وغير مدروس تربوياً ويأتي خدمة لأجندات خارج العملية التعليمية منها على سبيل المثال لا الحصر امتحان الثانوية العامة وخلو المسؤولية الإدارية، إضافة إلى أسس تقييم أداء مدراء المدارس وانعكاسه على تقاريرهم، سيما مع تغول أيدي ممثلي مجلس الأمة (النواب) في ذلك، الأمر الذي يؤدي إلى ترسيخ نهج الفساد والمحسوبية، فضلاً عن فتح باب الواسطة في مراقبة الثانوية العامة، وترتيب الناس حسب الولاء للشخصيات النيابية على حساب الجودة المهنية لخدمة الامتحان الوطني.
وقد أبدى د.ناجي العطيات عضو مجلس التطوير التربوي والجلسترات استيائه من انعكاسات هذه القرارات على مشروع التطوير التربوي الأمر الذي يقدم المصالح الخاصة على المصالح العامة بحيث يتوضح ذلك في اختيار معلمي الإضافي بناءً على أسس المحسوبية، وليس على أسس تربوية مهنية.
وفي ضوء ذلك فإن موقف نقابة المعلمين يأتي منسجماً مع الكوادر التربوية والتعليمية الهادفة إلى الحرص على الطالب والعملية التعليمية وبنائه من حيث المضمون وليس تكديسه الشكلي في المدارس، ولهذا يرى المراقبون أن هذه المعركة هي معركة في مفاصل الإصلاح وحيثياته التي يجب أن تكون الوزارة فيها رافعة بناء وليس معول للجسم التربوي والتطوير الإداري خدمة للوطن والصالح العام، وأن شخصية مدير التربية والتعليم ستصبح شكلية أمام تغول النواب وخدمة مقربيهم وإقصاء مؤيدي منافسيهم.
هذا وقد رفع المشاركون لافتات كتب عليها: "لا وألف لا لنقل من يعمل لمصلحة العملية التعليمية"، "إجراءات النقل التعسفي لمصلحة من؟!!!" "لأنه مش تبع (مناسف) نقلتوه؟؟؟؟!!!!" "50 يوماً أثبتت جدارته، 50 يوماً أثبتوا تخبط قراراتهم"، "الميدان.. المجتمع المحلي.. يريدون الروسان"، "لا للقرارات الغير مسؤولة في زمن الإصلاح، "لا لتدخل الفاسدين في شؤون التربية، محمد الروسان نحن معك. "ستعود هيبة المعلم رغم أنوف المخربين".