استطلاع: أوباما كسب ثقة شعوب العالم الا..المسلمين

المدينة نيوز- كشف استطلاع أمريكي للرأي أن الرئيس باراك أوباما نجح في اكتساب ثقة العديد من شعوب العالم في أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا، وفي تعزيز مكانة وسمعة الولايات المتحدة لديها، لكن هذه الثقة لم تصل بعد للشعوب الإسلامية حيث ما زالت الغالبية ترى أنه لم يفعل ما يستحق عليه أن يكون موضع ثقتهم.
وعلى موقعه الإلكتروني، نشر مركز "بو" الأمريكي للأبحاث السبت ملخصا لنتيجة الاستطلاع الذي أجراه في الأشهر القليلة الماضية وشمل عينات مختارة من 24 دولة على مستوى العالم، بجانب الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث أظهر الاستطلاع أن الوقت ما يزال طويلا أمام الرئيس أوباما للحصول على قدر من ثقة المواطنين في العالمين العربي والإسلامي.
وعلى شبكة "سي بي إس نيوز" علق ريتشارد وايك -المدير المساعد في إعداد الاستطلاع– في مقال له قائلا: "العالم الإسلامي ما يزال حصينًا على أوباما رغم محاولاته الجادة منذ جولاته الانتخابية وخطابه الشهير للعالم الإسلامي للتقرب وإذابة ثلوج الجليد بين الطرفين".
وأضاف أن أوباما نجح في إزالة بعض ما علق بصورة الولايات المتحدة على مدار فترتي ولاية سابقه جورج دبليو بوش في بعض المناطق التي كانت توصف بأنها ستكون صعبة بالنسبة لأي رئيس أمريكي قادم مثل بعض دول أمريكا اللاتينة وآسيا وإفريقيا، كما حسن من علاقات بلاده مع عدد من دول أوروبا، وفي مقدمتها فرنسا، مستطردًا "لكن يبدو أن العالم الإسلامي سيحتاج لفترة أطول وجهد أبلغ من أوباما وإدارته".
وكشفت نتيجة الاستطلاع أن الولايات المتحدة تتمتع بصورة إيجابية في باكستان ومصر والأردن وتركيا وفلسطين لا تتجاوز 30%. ففي مصر والأردن يُلاحظ أن ثقة المواطنين في سياسات الولايات المتحدة في عهد أوباما تزداد ببطء، أما في تركيا وباكستان وفلسطين فصورة الولايات المتحدة سلبية ولا يكاد يكون هناك تقدم يُذكر في تحسن الصورة.
وجاءت النسبة الأعلى التي أعلنت عن عدم ثقتها بالإدارة الأمريكية الحالية عند الفلسطينيين بنسبة 77% والباكستانيين بنسبة 64%. كما عبرت الأغلبية في ست دول إسلامية من أصل سبعة عن عميق خوفهم من تهديد الولايات المتحدة لأمن بلادهم، بحسب ملخص الاستطلاع الذي سينشره مركز "بو" بالتفصيل في وقت لاحق.
وعن السبب وراء ذلك، أشار وايك إلى أن "سياسات الولايات المتحدة الخارجية تجاه بعض الدول الإسلامية، كما أن حربي أفغانستان والعراق كان لهما تأثيرهما القوي.. رغم أن فريق العمل بالبيت الأبيض قد تغير تقريبا بكامله إلا أن حالة ضعف الثقة ما تزال قائمة في انتظار تغير السياسات الأمريكية على أرض الواقع".
وأعربت غالبية المستطلع آراؤهم من الدول الإسلامية عن قناعتهم بأن أوباما لم يفعل شيئًا عمليا يصب في صالح الفلسطينيين ضد الإسرائيليين، في الوقت الذي رأت الغالبية من الدول غير الإسلامية أن أوباما قد يتخذ خطوات عادلة ترضي الطرفين.
وفي مصر وفلسطين والأردن ولبنان قال حوالي سبعة من عشرة –ردا على أحد أسئلة الاستطلاع- إن لديهم شكًّا في إمكانية تبني أوباما سياسات عادلة تجاه قضايا الشرق الأوسط والحقوق الفلسطينية.
وفي المقابل، أظهرت النتائج "قفزة" –بحسب وصف نتيجة الاستطلاع– في حالة الثقة بالولايات المتحدة في ظل أوباما في أوساط مسلمي بعض دول إفريقيا وآسيا، فجاءت النسبة الأعلى في نيجيريا بـ 61% مقارنة 39% في العام الماضي، وإندونيسيا 63% مقارنة بـ 37%.
وما اعتبره الاستطلاع "أمرًا مدهشًا" هو نسبة ثقة المسلمين اللبنانيين السنة في أوباما مقارنة بالشيعة، فجاءت نسبة السنة 90% مقارنة بالشيعة 2% فقط، لكن سرعان ما استطرد الاستطلاع مشيرًا أن السبب "حتمًا هو تأييد الشيعة لإيران" التي دخلت في مواجهة مع واشنطن على خلفية ملفها النووي.
وخارج العالم الإسلامي وتحديدا في دول أوروبية كألمانيا وفرنسا وصلت نسبة الثقة في أوباما إلى تسعة أفراد من عشرة، حيث اعتبر الغالبية العظمى من المستطلعة أراؤهم أن سياسة أوباما أفضل وأكثر تعقلاً من سياسة سلفه جورج بوش.
واختتم الاستطلاع بالقول: "ربما أن أوباما لم يكن قد وصل للعالم الإسلامي كما كان يرغب، لكن يمكن القول أنه وضع الأساس الذي يستطيع البناء فوقه وتحقيق أهدافه".