مشكلات الدماغ علاجها في الامعاء

المدينة نيوز- كشفت دراسة كندية أن البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي يمكن أن تؤثر على كيمياء الدماغ، كما يمكن للسلوك والأدوية مثل المضادات الحيوية أن تؤثر على عمل الأمعاء.
ووجد الباحثان ستيفن كولينز وبرميسل بريك من جامعة "ماكماستر" في اونتاريو أن تعطيل عمل البكتيريا الطبيعية الموجودة في الجهاز الهضمي للفئران عن طريق المضادات الحيوية يحدث تغييرات في السلوك، ويجعل الفئران أكثر قلقاً. وذكر الباحثان أن هذا التغيير صحبه ازدياد في العامل العصبي لنمو الدماغ المرتبط بالاكتئاب والقلق.
لكن لدى وقف المضادات الحيوية، عادت البكتيريا في الجهاز الهضمي إلى طبيعتها، وقد صحب ذلك "عودة للسلوك الطبيعي والكيمياء الدماغية الطبيعية".
وتعد هذه النتائج مهمة لأن أنواع رائجة من أمراض الجهاز الهضمي، مرتبطة في كثر من الحالات بالقلق أو الاكتئاب. وقال كولينز إن بعض الأمراض النفسية مثل التوحّد قد تكون مرتبطة أيضاً بخلل في هذه البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي.
وقد اكتشف العلماء مؤخراً جهازاً عصبياً خاصاً بالجهاز الهضمي أطلقوا عليه اسم "الدماغ الثاني"، و يتألف من حوالي 100 مليون خلية عصبية على شكل شبكة تتحكم في أغلب الوظائف الهضمية.
و يقوم هذا الجهاز "العصبي المعوي" بممارسة أنشطته بصورة مستقلة عن الجهاز العصبي المركزي، الذي فتح مجالات متعددة للأبحاث العلمية، فقد تم الكشف مؤخرا أن الدماغ الثاني هو المسؤول الرئيسي عن حدوث متلازمة القولون العصبي، وهي حالة مرضية تصيب أكثر من 20 بالمئة من سكان البلدان الصناعية.
كما اكتشف باحثون من جامعة كاليفورنيا أول دليل على أن البكتيريا التي يتم ابتلاعها عن طريق الطعام يمكنها التأثير على وظيفة الدماغ البشري، وتنشيطها. ومن خلال دراسة سابقة على النساء، تم اكتشاف أن اللواتي يستهلكن بانتظام البكتيريا المفيدة المعروفة باسم "بروبايوتكس" عن طريق الزبادي، أظهرن نشاطاً في الوظيفة الدماغية، في حال الراحة وأيضاً أثناء الاستجابة لإحدى مهام الإدراك الشعوري، وقد تمهد هذه الدراسة الحديثة الطريق نحو التدخلات الغذائية أو الدوائية لتحسين وظيفة الدماغ.
على صعيد آخر أكد الطبيب النفسي بول بيرسال في كتابه الذي يحمل عنوان "شيفرة القلب" أن لقلب الإنسان نفسه دماغا آخر، فمن خلال دراسته لظاهرة تغيير الحالة النفسية لعينة كبيرة من المرضى تم نقل وزراعة قلوب لهم اكتشف أن دماغ القلب به ذاكرة خاصة تخزن العواطف والانفعــــالات والأحــداث التي يمر بها الإنسان في حياتــه الاعتيادية، الأمر الذي يفسر شعور المرضى الذين أجريت لهم زراعة قلوب بشرية بوجود مشاعر غريبة تنتابهم من حين لآخر، تبين أنها تعود لحياة المتبرع كالميل لأطعمة وهوايات لم يعتادوا عليها ولم يمارسوها من قبل.
" وكالات "