مفاجآت في محكمة الثورة الإيرانية.. متهمون تلقوا تدريبات في أمريكا ودبلوماسية فرنسية تعترف بالتحريض ضد نجاد

المدينة نيوز- اعترف متهمون خلال محاكمتهم أمام محكمة الثورة الإيرانية السبت 8-8-2009 بتلقي تدريبات في أمريكا، كما اعترفت فرنسية موظفة بالسفارة الفرنسية بالمشاركة في التحريض على المظاهرات التي اجتاحت إيران عقب الانتخابات الرئاسية.
 
ومثل اكثر من 10 معتقلين أمام محكمة الثورة الإيرانية في الجولة الثانية من المحاكمات بينهم بعض الشخصيات الاصلاحية، المعارضين للانتخابات ومواطنة فرنسية موظفة بالسفارة الفرنسية فيما يتعلق بالاضطرابات التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها التي أجريت في 12 يونيو/حزيران.

وقالت وكالة فارس للأنباء إن "من بين الذين سيحاكمون امرأة فرنسية متهمة بجمع معلومات وتحريض مثيري الشغب وموظفة محلية بالسفارة الفرنسية".

والقي القبض على الفرنسية كلوتيلد ريس، المحتجزة في سجن ايفين في مطار طهران في أول يوليو/تموز، بتهمة التجسس، بعد ان امضت خمسة اشهر مساعدة لتدريس اللغة الفرنسية في مدينة اصفهان بوسط البلاد.

ورفضت فرنسا الاتهام ووصفته بأنه "لا أساس له من الصحة" ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إطلاق سراحها فورا.

 وتأتي المحاكمة وسط اعتراضات شديدة من زعماء الاصلاح، ومن مراجع بارزين في قم يشككون في أصل المحاكمات، ويطالبون بوقفها.

وكان من المقرر ان تجري الجلسة يوم الخميس الماضي، غير انه تم ارجاؤها الى السبت بعدما طلب محامو بعض المتهمين مهلة اضافية لدرس ملفات موكليهم.

وذكرت وكالة الانباء الطلابية الايرانية ان بين الذين يمثلون امام المحكمة الثورية سياسيين وصحافيين اصلاحيين.

وبدأت المحكمة الثورية في إيران في الاول من اب/اغسطس محاكمة اكثر من 100شخص، بينهم شخصيات اصلاحية، لمشاركتهم في حركة مناهضة اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا في 12 يونيو/حزيران.

ويلاحق المتهمون بتهم عدة ابرزها الاخلال بالنظام العام والمس بالامن الوطني، وهي جرائم تصل عقوبتها الى خمس سنوات. واذا ثبتت بحقهم تهمة "مخرب" اي (عدو الله) فقد يصدر بحقهم حكم الاعدام.

ولم يكن من الممكن التثبت في الوقت الحاضر من عدد الاشخاص الذين يمثلون اليوم امام المحكمة، علماً ان عدد المتهمين تراجعوا، خلال جلسة المحاكمة الأولى، عن مواقفهم السابقة ليعلنوا ان الانتخابات لم تتضمن تزويرا وانهم اخطأوا بمشاركتهم في حركة الاحتجاج، ما سدد ضربة قاسية للمعارضة.

وفي الثاني من اب/اغسطس مثل عشرة اشخاص اخرين في جلسة مغلقة امام المحكمة الثورية في طهران.
 
واتصالاًً بالمحاكمات، اجتمعت قيادات بارزة في التيار الاصلاحي في منزل الوزير المخضرم السابق ونائب رئيس برلمان الإصلاحات بهزاد نبوي، وأعلنوا أن السلطة تحتجز أقطاب الاصلاح رهائن لتساوم بهم إيران حول نتيجة الانتخابات، والاعتراف بحكومة نجاد المقبلة.

حضر الاجتماع ممثلون عن حركة تحرير ايران المحظورة، في ضوء اعتقال العديد من قادتها منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات.

الزعيمان الاصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي شددا على أنهما لن يعترفا بالحكومة المقبلة، كما أنهما لن يعملا على إسقاطها، غير أنهما سيواصلان الاحتجاج للتأكيد على عدم شرعيتها. كما نددا، مع باقي أقطاب الاصلاح، عبر مواقع قريبة منهم بالاشادات الأمريكية بما سمته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "صمود الاصلاحيين"، واعتبروه إساءة لحركة الشعب، ودعما لادعاءات السلطة التي تحاكم اصلاحيين بذريعة أنهم تلقوا الدعم من الخارج لتنفيذ ثورة مخملية.

وبينما يواصل المتشددون من تيار المحافظين شن هجوم على المنتقدين للمحاكمات، دون استثناء مراجع كبار من المقربين للامام الخميني الراحل، طالب آية الله جوادي آملي إمام جمعة قم، بتقديم الطرفين تنازلات لايجاد حل يحفظ النظام من الانهيار.

في هذه الأثناء، وللمرة الثانية يتلقى الرئيس الايراني تحذيرا ممن ناصروه بأنه سيلقى مصير أبو الحسن بني صدر، أول رئيس ايراني تم عزله. وقال حبيب الله عسكر أولادي زعيم أكبر كتلة للمحافظين في البرلمان إن على محمود أحمدي نجاد، ألا يتدخل في شؤون السلطتين التشريعية والقضائية.