قائد الجيش اللبناني: وحدة البلاد باتت مهددة

المدينة نيوز - حذر قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، الجمعة، من أن لبنان مهدد في وحدته، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1989.
وقال قهوجي أمام وفد من بلاده زاره اليوم لإعلان تضامنه مع الجيش، "إننا نمر في أصعب مراحل تاريخ لبنان الحديث.. والوطن اليوم أمام تحدي اختبار حقيقي، يهدد للمرة الأولى وحدته ووحدة أبنائه منذ انتهاء الحرب باتفاق الطائف" عام 1989 الذي انهى الحرب الأهلية في لبنان.
واضاف أن "المحاولات تزداد يوما بعد يوم لإشعال الفتنة المذهبية ونقلها من منطقة إلى أخرى، لتحويل لبنان مجددا ساحة للصراعات الإقليمية والدولية".
وقال قهوجي، انه "في ظل هذه الهجمة غير المسبوقة، نحاول بإمكاناتنا البشرية والمادية الضئيلة أن نكون على قدر التحديات الجسام التي تواجهنا".
واضاف "إن الفتنة أكبر من الجميع ولم تعد محصورة بحوادث متنقلة هنا أو هناك، والتهجم على الجيش لن يفيد إلا أعداء لبنان، ونحن نؤمن بأن قدرة المرجعيات السياسية وقادة الأحزاب والقوى السياسية أيضا، كبيرة جدا من أجل العمل مع الجيش لوقف دورة العنف".
واعلن ان الجيش "ليس مسؤولا عن الفتنة المذهبية، أو عن الصراعات السياسية المحلية والإقليمية التي تريد إشعال فتيل الحرب، ولا عن التجييش الإعلامي والسياسي والمذهبي الذي يريد أن ينال من وحدة المؤسسة العسكرية".
وقال قهوجي، "لقد حاول الجيش أن يتعامل مع الأوضاع الأمنية بالحكمة والتروي أحيانا، والرد على النار بالنار أحيانا أخرى، وستتصاعد خطواته تدريجا من أجل الإمساك بزمام الأمور.. لكن مسؤولية حفظ الوطن لا تقع على عاتق الجيش وحده، بل على جميع المسؤولين السياسيين ورجال الدين والإعلاميين الذين في مقدورهم المساهمة الإيجابية في إطفاء نار الفتنة بدل إذكائها".
واضاف "إننا نواجه خطرا كبيرا ولن ننجو منه إلا بوعي هؤلاء جميعا، وبقدرة القوى السياسية على الإمساك بجمهورها ومناصريها، وبمساعدة وسائل الإعلام، من أجل منع انزلاق لبنان نحو الاقتتال ونحو المجهول".
وكانت قيادة الجيش اللبناني، دعت في وقت سابق اليوم، المواطنين في بلادها، الى التهدئة، وعدم الإنجرار خلف الشائعات والعصبيات الفئوية، وحذرت من انها "انها لن تتهاون في التصدي بقوة للخارجين على القانون والمعتدين على سلامة القوى العسكرية بكل الوسائل الممكنة".
وقال الجيش في بيان، انه على اثر الإشكالات الأمنية التي شهدتها مؤخرا منطقة اللبوة – عرسال (في منطقة البقاع شرق لبنان)، حصل توتر بعد ظهر امس وليلا في بعض مناطق البقاع والشمال وبيروت، تخلله اعتصامات وظهور مسلح وقطع طرقات بالعوائق والإطارات المشتعلة.
واضاف أن عدداً من مراكز الجيش ودورياته تعرضت، في مناطق المصنع، وسعدنايل، وتربل، وعرب الفاعور، وقب الياس، ومجدل عنجر، في البقاع، لإطلاق نار من قبل عناصر مسلحة، "حيث ردت وحدات الجيش على النار بالمثل واوقعت عددا من الإصابات في صفوفهم، فيما اصيب 4 عسكريين بينهم ضابط بجروح مختلفة، بالإضافة الى حصول اضرار مادية ببعض الآليات العسكرية".
وقال البيان ان وحدات الجيش تمكنت خلال الليل الفائت من إزالة المظاهر المسلحة وفتح معظم الطرقات وإعادة الأوضاع الى طبيعتها.
لكن البيان اشار الى انه صباح اليوم الجمعة، اقدم عدد من المسلحين على اطلاق النار باتجاه مراكز الجيش في مجدل عنجر، والمصنع، وعرب الفاعور(في البقاع)، "وقد ردت عناصر هذه المراكز على النار بالمثل، كما باشرت قوى الجيش حملة مداهمات واسعة لتوقيف مطلقي النار، حيث تمكنت من توقيف 22 عنصرا مشتبها بهم".
كما أوقفت دورية تابعة للجيش امس، في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، عددا من المسلحين، وضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة والذخائر العائدة لها بالإضافة الى كمية من الأعتدة العسكرية.
وكان مصدر رسمي لبناني، أعلن أن الجيش أعاد اليوم الجمعة، فتح جميع الطرقات التي كان متظاهرون اقفلوها الليلة الماضية في عدة مناطق لبنانية، بينما حذر قائده العماد جان قهوجي من ان الجيش "لن يتهاون في امن اللبنانيين".
وكانت مجموعات من الشبان اغلقت مساء أمس عدة طرق في مناطق لبنانية احتجاجا على ما اعتبروه "حصارا" لبلدة عرسال في البقاع الشمالي شرق لبنان.
وأدت محاولة فتح أحد الطرق بالبقاع الأوسط من قبل الجيش، الى مقتل مواطن واصابة 7 آخرين بجروح.
وأبلغ العماد قهوجي صحيفة السفير، ان "لا تهاون على الإطلاق في أمن اللبنانيين واستقرارهم، والجيش سيكون بالمرصاد لكل من يحاول المس به".
ووصف قهوجي المرحلة التي يمر بها لبنان بانها "شديدة الحساسية وبالغة الصعوبة وتتطلب من الجميع دون استثناء التنبه الى مخاطرها والى ما قد يترتب عنها".
واضاف "ان هذا يوجب بالحد الأدنى التعاون وبذل الجهود لتخفيف التوتر والإحتقان".
واعلن قهوجي، بان الجيش "سيقوم بما هو مطلوب منه وأكثر في كل ما من شأنه أن يؤدي الى العبور بالبلد الى بر الأمان". ( يو بي آي )