استراتيجية لدائرة العمليات الجوية في الملكية الاردنية لرفع سوية خدمات ركابها

المدينة نيوز- تواصل دائرة العمليات الجوية في الملكية الاردنية عمليات التطوير والتحديث في اجراءات الطيران ضمن استراتيجية جديدة تهدف الى رفع مستويات السلامة والامان والمحافظة على راحة الركاب التي عرفت بها الشركة منذ تأسيسها العام 1963.
وتعتمد الاستراتيجية التي تطبقها الدائرة وفقا لرئيسها الكابتن اسامة شقمان على الاستفادة من أحدث التقنيات في تكنولوجيا الطيران وأحدث استراتيجيات وأدوات علم الادارة الحديث بالإضافة الى دمج عدد من الفنيات المتطورة بعلم الطيران المتعلقة بطريقة أداء قائد الطائرة والمساعد وفريق الاعداد على الأرض من أجل الخروج بأفضل رحلة ممكنة على خطوط الملكية الاردنية.
ويضيف ان ملامح الاستراتيجية تركز على اهمية الاقلاع والهبوط بدون أي تأخير على موعد الرحلة مع توخي أعلى معايير السلامة العامة وأمن المسافرين والتقيد باقتصاديات التشغيل الأمثل من أجل توفير رحلة مميزة تبقى في ذاكرة المسافر وبالتالي ضمان تحقيق أرباح مناسبة لهذه المؤسسة الوطنية.
ونتيجة لاتباع هذه الاستراتيجية حققت دائرة العمليات الجوية وفرا على صافي نفقات التشغيل في الملكية الأردنية يفوق العشرة ملايين دولار خلال العام 2012 ، وهذا لم يكن ليتحقق لولا تكاتف جهود العاملين وتقبلهم لاجراءات التحديث والتطوير وقناعتهم بانها في مصلحة الجميع.
ويبين الكابتن شقمان ان قدرة شركة الطيران على توفير أفضل الرحلات يبدأ بشكل استراتيجي منذ اليوم الأول لتعيين الطيار المستجد الذي يجب ان يكون من خريجي اكاديمية طيران لمدة سنتين على الاقل ، ويخضع لفحص قبول مبدئي لاختبار ( دي ال ار) المتبع عالميا والذي يحدد المهارات الذهنية والحالة النفسية ومستوى الذكاء بالإضافة الى اجراء مقابلة شخصية مع لجنة تشكل لهذه الغاية تتكون من عدد من الطيارين.
واذا تجاوز الطيار المستجد الاختبارات المقررة فانه يخضع لدورة (اساسيات علم الطيران) مدتها ثلاثة اشهر , واخرى لمدة شهر على احدى الطائرات المستخدمة في اسطول الملكية ، وتأتي بعد ذلك مرحلة الجهاز التشبيهي التي تمتد الى ثلاثة اشهر وفيها يمر الطيار المستجد بكل مراحل الطيران والصعوبات التي من الممكن ان تطرأ على الواقع اثناء الرحلة الجوية.
ويقول الكابتن شقمان ان كل ما سبق يتم وفق متطلبات هيئة الطيران المدني , وفي حال اجتاز الطيار المستجد ذلك يحصل رخصة الطيران التي تؤهله لأن يقوم ب (10 – 20 ) رحلة جوية برفقة كابتن الطائرة , ولكن بدون اي سلطة مباشرة على الطائرة ، يتبع ذلك قيام الطيار المستجد بـ 60 رحلة جوية مع احد المدربين (كابتن طائرة ) مؤهل للتدريب مهمته متابعة وتقييم اداء الطيار المستجد اثناء الرحلة الجوية وثقافته وهندامه وطريقة تعامله مع الاخرين، وتعتبر هذه المرحلة وفقا لمدير دائرة العمليات الجوية بمثابة اختبار دائم للطيار وللمدرب ايضا.
وحول عملية التدريب يبين ان الملكية الاردنية من اكثر الشركات في المملكة انفاقا على التدريب، اذ بلغت ميزانية التدريب في العام 2012-2013 اربعة ملايين و800 الف دينار مشيرا الى ان الغاية من التدريب المستمر رفع نسبة الامان على طائرات الملكية والمحافظة عليها ضمن مستوى عالً.
ويوضح ان هيكلة التدريب المطبقة تعتمد على الاستفادة من الكوادر المحلية والتي تتمثل في الطيارين الذين يتدرجون من مساعدي طيار الى كابتن طيار ومن ثم الى طيار مدرب الذي يحتاج الى خمس سنوات ليصبح بعدها طيارا فاحصا ضمن اعلى المستويات .
ويقول ان تم الاستغناء عن خدمات 10 طيارين أجانب كانت كلفتهم باهظة على الشركة , وفي المقابل تم ترفيع (14 كابتن) أردنيا , وكذلك تشغيل 14 من الطيارين الاردنيين المستجدين ما أسهم في افساح المجال أمام تشغيل الشباب في قطاع الطيران، بحيث أصبح جميع الطيارين العاملين في الشركة من الأردنيين وهذا يحصل لأول مرة في الملكية منذ تأسيسها.
على صعيد التحديث التقني , تم إدخال تكنولوجيا الاجهزة اللوحية الى قمرة القيادة وتحميل الخرائط والكتب اللازمة للطيارين على شكل تطبيقات والتخلص من كل ما هو ورقي يستخدم في قمرة الطائرة، والاهتمام بالنواحي التدريبية لكوادر دائرة العمليات الجوية والمتابعة المستمرة والدورية للطيارين تجنبا للضغوط التي تزداد على قائد الطائرة اثناء الرحلة الجوية والتي تصل مداها عند البدء بعملية الاقلاع ومن ثم عملية الهبوط .
ويتم حاليا في الدائرة اعداد جميع الكوادر لاستقبال طائرة (بوينج) 787 التي من المتوقع أن تلتحق باسطول الملكية الأردنية في منتصف العام 2014.
وفيما يخص ادارة الموارد البشرية لأطقم الطائرات يشير الكابتن شقمان الى انه تم ترفيع عدد من مساعدي طيار الى كابتن طيار ضمن شروط معينة ورفع سن التقاعد الى 65 عاما للاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى بعض العاملين اضافة الى توحيد الاجازات السنوية لجميع الطيارين وزيادتها لتصل الى 36 يوما ، كما اصبحت العطلة الشهرية ثمانية ايام.
ويقول ان العام 2012 شهد تنفيذ قرابة 120 الف ساعة طيران وحوالي 82 الف عملية اقلاع وهبوط على طائرات الملكية الاردنية نقلت خلالها ثلاثة ملايين و400 الف راكب بزيادة مقدراها 8ر5 بالمئة عن العام 2011، مشيدا بجهود العاملين في دائرة العمليات الجوية البالغ عددهم 380 طيارا و65 موظفا.
ويوضح ان اجراءات التطوير تهدف الى المحافظة على مركز متقدم في قطاع يشهد تنافسية عالية من قبل شركات عالمية كبرى تعتمد على معدل ساعات عمل متعارف عليه عالميا للطيار يبلغ 241 يوما في السنة ، فيما تبلغ ساعات طيرانه 825 ساعة سنويا بحيث لا تتجاوز 900 ساعة .
ويبين ان متطلبات هيئة الطيران المدني تؤكد ضرورة اجراء اختبارات للطيارين كل سنة، وحرصا من الملكية على اجراءات السلامة والامان فانها تطبق هذه الاختبارات على طياريها كل ستة اشهر من اجل الحفاظ على جاهزيتهم ومتابعتهم متابعة حثيثة.
ويشير الكابتن شقمان الى ان التحديات التي يشهدها قطاع الطيران في المملكة كبيرة، وحجم المنافسة شديد خاصة في ظل وجود عدد من الشركات العاملة في المنطقة ممن تتميز بحصولها على بعض الامتيازات مثل الحصول على الوقود بأسعار تفضيلية , ناهيك عن سياسة الأجواء المفتوحة وارتفاع أجور الأيدي العاملة مبينا ان كل ذلك يزيد من حجم المسؤوليات على كاهل الطيارين ويرفع مستوى التحدي لدى دائرة العمليات الجوية.
(بترا)