في أول تعليق شبه رسمي على تحولات الزعيم الدرزي ..دمشق:تصريحات جنبلاط تمحو أربعة أعوام سوداء
المدينة نيوز- ذكرت صحفية 'تشرين' السورية الحكومية في عددها الصادر أمس الثلاثاء أن تصريحات النائب وليد جنبلاط بخصوص زيارته لدمشق تعني أن جنبلاط يمحو صفحة سوداء استمرت أربعة أعوام أضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي أساءت إلى تاريخه وماضيه.
وقالت الجريدة في تعليق سياسي ان عواصف وأعاصير كثيرة هبت ونسجت مخططات خطيرة وبرزت للعلن مراهنات وصلت إلى حد التورط في مشروعات مشبوهة نتيجة الانبهار بالمارد الأمريكي القادر على صنع المعجزات وفرض إرادته على الجميع، وذلك في إشارة من الجريدة إلى مواقف جنبلاط السابقة التي هاجم فيها سورية وطالب بعمل عسكري ضدها.
ورأت الصحيفة السورية أن عبارة 'اشتقت إلى الشام' التي رددها جنبلاط يؤكد فيها أن طريق الشام هي هدف مَن يريد تبني العروبة ودعم قضية فلسطين والتزام خيار المقاومة، وأنه عندما يقول النائب وليد جنبلاط إن زيارته لدمشق تعني تطبيق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سورية، فإنه يمحو صفحة سوداء استمرت أربعة أعوام أضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي أساءت إلى تاريخه وماضيه.
وقالت الصحيفة ان دمشق التي كانت محاصرة أصبحت قبلة الأنظار بعد أن اكُتشف دورها المركزي في معالجة كل قضايا المنطقة. فهي التي دعمت المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان ومدت تحالفاتها الإستراتيجية من أنقرة إلى طهران وأكدت أنها الرقم الأصعب في المعادلة العربية والإقليمية والدولية.
وحسب الصحيفة فإن واشنطن اكتشفت أنها بحاجة إلى تعاون سورية، ولمس الأوروبيون أنها ضرورة لحماية مصالحة، ووصفت الصحيفة فريق 14 آذار بالفريق الذي يعمل لتكريس الانعزال وتعميم الانقسام وإحياء النزعة العنصرية وتجاهل العروبة.
واعتبرت الصحيفة أن جنبلاط أدرك متأخراً أن المطلوب منه أن يدفع من رصيده الشخصي لحماية مشروع، لا علاقة له به فكان أن انتفض على نفسه أولاً، بعد أن اكتشف أن ما كان يحميه في السابق هو تمسكه بالعروبة ودفاعه عن قضية فلسطين والتزامه بخيار المقاومة وارتباطه بالقضايا الاجتماعية لشعبه، وأنه بعد أن تخلى عنها، أصبح عاريا، فكان أن قلب الطاولة واستعاد هويته العربية وتمسك بثوابته الوطنية والقومية.
وتابعت الصحيفة ان جنبلاط يبدو مرتاحا جدا بعد أن تصالح مع نفسه، وانسجم مع المبادئ التي تربى عليها، منهيا مرحلة من التعب الجسدي والنفسي، سببها ضيق أفق حلفاء الضرورة الذين ما زالوا أسرى العداء لسورية والخصام مع المقاومة وسلاحها، وختمت 'تشرين' أنه وبهذه الخلفية نفهم حنين جنبلاط إلى الشام.