قرار اليونسكو لحماية القدس يؤكد عمق التنسيق بين الاردن وفلسطين

المدينة نيوز- جاء قرار حماية مدينة القدس القديمة وطريق باب المغاربة الذي تبنته لجنة التراث العالمي في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) ليؤكد عمق التنسيق القائم بين الاردن وفلسطين .
رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عبد الله عبد الله يقول ان هذا القرار جاء مناسبا في ظل الموقف الاسرائيلي الرافض لتنفيذ قرار اليونسكو الشهر الماضي حول ارسال بعثة تقصي حقائق من مركز التراث العالمي للوقوف على حقيقة الاجراءات التي تتعرض لها المدينة المقدسة .
ويضيف ان القرار جاء بالدعم الواسع الذي لقيه بالتصويت ليؤكد على صلابة الموقف الاردني الفلسطيني بمتابعة صيانة حقوق الفلسطينيين بالقدس ومواقعها الاثرية المحمية منذ العام 1981 .
ويوضح ان الخطوة المقبلة يجب ان تكون المطالبة بتعليق عضوية اسرائيل باعتبارها قوة احتلال في اليونسكو بسبب رفضها التعاون مع المنظمة الدولية وتحديها لقراراتها ورفضها الانصياع لها .
ويؤكد الدكتور عبدالله ان القرار اشار الى عمق التنسيق القائم بين الوفدين الاردني والفلسطيني في ضوء الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين .
نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة المهندس رائف نجم يقول ان هذا القرار الذي يصدر لاول مرة بفضل المجموعة العربية والاسلامية للجنة التراث اتى بشكل وبمفعول ايجابي عكس القرارات السابقة للجنة والتي كانت عائمة ويحيط بها الغموض .
ويضيف ان القرار صريح ويوضح ادانة اسرائيل امام العالم بانها معتدية ومتنصلة من قرارات الامم المتحدة وتخالف ميثاق الامم المتحدة واليونسكو مشيرا الى ان اسرائيل منعت الوفد المشكل من الاردن وفلسطين بالتنسيق مع المجموعة العربية ودول اسلامية واعضاء لجنة التراث من الدخول للقدس القديمة قبل حوالي شهر ما ادى الى تبني هذا القرار .
ويشير المهندس نجم الى الجهود الحثيثة التي يقوم بها الاردن منذ العام 2004 والى الان في تقديم مشروعاته لاحياء تراث القدس والمحافظة على الاماكن المقدسة فيها .
ويقول مدير متابعة شؤون القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية المهندس عبدالله العبادي ان هذا القرار جاء نتيجة لتعنت اسرائيل ومنذ فترة طويلة ورفضها ادخال البعثة الخاصة بلجنة التراث والتي كان من المقرر زيارتها بين العشرين والخامس والعشرين من أيار الماضي .
ويضيف ان مناقشة القرار الاردني للقدس وباب المغاربة امس حظي بدعم اصوات معظم اعضاء لجنة التراث العالمي في ضوء تعنت ورفض اسرائيل التوصل الى اي صيغة توافقية حول القدس .
ويشير الى ما تضمنه القرار بالاعراب عن الاسف حول العوائق التي وضعتها اسرائيل بوجه الوفد لزيارة مدينة القدس اضافة الى مطالبة سلطات الاحتلال الاسرائيلي بادخال الخبراء وحظر جميع الحفريات التي تقوم بها اسرائيل .
وفيما يخص باب المغاربة يقول ان اللجنة اعربت ولاول مرة عن قلقها جراء استمرار الحفريات التي بدأت منذ أيار الماضي ومستمرة الى الان وهذا الامر يدل على عدم احترام اسرائيل لقرارات اللجنة والامم المتحدة اضافة الى اقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الاقصى من خلال باب المغاربة , ودعت اللجنة الى احترام حرمة واصالة المسجد الاقصى كونه مكان عبادة للمسلمين .
ويؤكد العبادي اهمية اتفاقية الوصاية التي وقعها جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الفلسطيني حول حماية القدس والمقدسات والتي كان لها الاثر الكبير في توحيد وتوافق الاراء والوقوف في وجه الاعتداء الاسرائيلي الغاشم على المقدسات .
واعتبر أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان قرار لجنة التراث العالمي في اليونسكو شاملاً وكاملاً , اذ انه لم يترك صغيرة ولا كبيرة حول رفض إسرائيل تنفيذ قرارات اللجنة وقرارات المجلس التنفيذي لليونسكو وانتهاكاتها واعتداءاتها المستمرة والمتواصلة منذ احتلالها للقدس عام 1967.
ويقول انه كان هناك تحايل ومراوغات وتهرب من قبل إسرائيل بخصوص تنفيذ القرارات التي اتخذت في الجلسة السابقة للمجلس التنفيذي لليونسكو مشيرا الى انه ونتيجة للجهود الأردنية والفلسطينية مع المجموعة العربية في لجنة التراث في اليونسكو اتخذ قرار الإدانة لإسرائيل إلى جانب تجديد الطلب منها التوقف كلياً عما تقوم به من حفريات واعتداءات مستمرة سواء في باب المغاربة أو حائط البراق وفي القدس كلها.
ويوضح أن القرار نجح بتوسيع نطاق آلية الرصد المعزز لليونسكو لتشمل مدينة القدس بأسوارها كاملة بعد أن كانت الآلية فقط على المدينة داخل الأسوار.
ويقول كنعان إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تأمل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي متابعة هذا القرار على أعلى المستويات بغية إلزام إسرائيل بتنفيذ جميع بنوده والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن لاتخاذ القرارات اللازمة لإجبارها على تنفيذ هذا القرار الشامل والكامل.
ويضيف انه آن الأوان لوضع حد لصلف إسرائيل وعنجهيتها وضربها عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، ويقول ان الأردن بقيادته الهاشمية سيبقى دائماً وأبداً مع القدس ومع فلسطين ولن يألو جهداً في سبيل الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ودعم الأشقاء في فلسطين لإقامة دولتهم المستقلة على تراب وطنهم وعاصمتها القدس.
(بترا)