المخدرات هلاك : شعار الاردن بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات

تم نشره الثلاثاء 25 حزيران / يونيو 2013 01:20 مساءً
المخدرات هلاك : شعار الاردن بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
تعبيرية - شاب يتعاطى المخدرات

المدينة نيوز-  " كان ابني مفعما بالنشاط والحيوية والاقبال على الحياة قبل أن يتغير ويتراجع في دروسه ومهملاً لصحته وحتى بمظهره الذي كان يتباهى فيه سابقا " ..

هكذا يروي احمد قصة ابنه الذي اقدم على تعاطي مادة الحشيش مع بعض اصحابه في الجامعة , وكان يحتفظ بما تبقى منها بين أغراضه الشخصية ، الى ان اكتشفت والدته صدفة ما كان يخفيه..

يقول احمد انه لجأ الى الجمعية الاردنية لمكافحة المخدرات لطلب المشورة والتعرف على طرق الوقاية والمعالجة من هذه الافة التي حولت ابنه الى شخص اخر في طباعه وسلوكياته وانطوائه على ذاته ..

مدير ادارة مكافحة المخدرات العقيد سامي الهميسات يقول لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) ان الادارة نظمت هذا العام حملة حول اثر المخدرات على الفرد والمجتمع شملت المدارس والجامعات والمؤسسات الاهلية والشبابية والتطوعية والرسمية وتضمنت محاضرات وندوات وورش عمل ومؤتمرات ومعارض حول اضرار المخدرات وانشطة ومسابقات ثقافية في مجال البحث العلمي والرسوم الكاريكاتورية والتصميم الجرافيكي .

ويضيف ان الاردن الذي يشارك دول العالم غدا الاربعاء الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات تحت شعار (المخدرات هلاك ) يعتبر دولة عبور للمخدرات ضمن معيار هيئة الرقابة الدولية التابعة للامم المتحدة مبينا ان التحقيقات لدينا اثبتت ان اكثر من 90 بالمئة من الشحنات التي يتم ضبطها داخل المملكة او على المعابر الحدودية كانت باتجاه دول اخرى ولم يكن مقصدها الاردن .

ويقول ان الارقام المتوفرة لدى الادارة عن شحنات المخدرات المضبوطة او عن اعداد الاردنيين وغير الاردنيين الذين تم ضبطهم غير مقلقة ولا تشكل ظاهرة على المستوى الوطني علما بان الفئة العمرية الاكثر تعاطيا تقع بين 25 - 32 عاما .

ويبين ان معيار هيئة الرقابة الدولية يقول انه اذا وصل عدد المسجلين بقضايا المخدرات الى واحد بالمئة من عدد سكان اي دولة تكون من الدول المستهلكة لهذه المادة مشيرا الى ان الاردن وبحمد الله لم يصل الى هذه النسبة .

ويقول انه تم امس الاثنين اتلاف كمية المخدرات التي تم ضبطها خلال النصف الاول من العام الحالي وفق الاجراءات المتبعة في الادارة والتي اشتملت على 21 مليون حبة مخدرة و623 كيلوغراما من مادة الحشيش و75 كيلوغراما من الهيروين و12 كيلوغراما من مادة الكوكايين و3200 كيلوغرام من مادة الماريجوانا و3300 كيلوغرام من مادة الميثامفتمين .

ويبين ان كميات المخدرات المتلفة تم ضبطها في 1476 قضية مختلفة بين الاتجار والحيازة والتهريب وتورط بها 2404 اشخاص من جنسيات عربية واجنبية .

ويؤكد ان ما يشاع عن مادتي (الحشيش والحبوب ) بانهما خفيفتان لا تسببان الادمان خطأ كبير حيث تعتبران مواد مهلوسة وقاتلة وتسببان الادمان النفسي الخطير جدا الذي يصعب علاجه في بعض الحالات .

ويقول العقيد الهميسات انه وحتى في حال وجود شخص واحد متعاط للمخدرات فإننا نكون في مشكلة ونسعى الى الحد من انتشارها والسعي الى وقف تزايدها اضافة الى الحد من تفاقم اخطارها المرتبطة بالجريمة والانحراف .

وينبه الشباب بعدم محاولة التجربة قائلا " لا تجربة ولا تجربة ولا تجربة لاي نوع من انواع المخدرات لانها جميعها تؤدي الى الادمان سواء الجسدي او النفسي وان كل انواع المخدرات تؤدي الى قتل خلايا في مختلف اجهزة الجسم خاصة الجهاز العصبي المركزي وبالتالي لا مجال لتجربتها او حتى التفكير بذلك ".

ويشير الى اهمية التعاون بين الجهات الرسمية والاهلية والتطوعية كافة لبذل المزيد من الجهود الكفيلة بالوصول الى مجتمع آمن وخال من آفة المخدرات مبينا اهمية الاعلام في ايصال المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب للشباب حول خطورة تجربة المخدرات بجميع انواعها , وقال ان كل انواع المخدرات تندرج تحت بند خطير وخطير جدا .

وتطرق الى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الاسرة في بناء المجتمع والحفاظ على سلوك افراده للحيلولة دون وقوع الشباب في براثن الادمان , مبينا انه وضمن الحملة هذا العام تم تدريب 600 ربة منزل حول انواع واضرار المخدرات واسباب التعاطي واثار التفكك الاسري ومفهوم الادمان وكيفية الحد منه والتعامل معه وطرق الوقاية الشاملة منها .

ويوضح ان الدورة تضمنت ثماني محاضرات بواقع 16 ساعة تدريبية حصلت من خلالها المتدربات على شهادة اعوان مكافحة المخدرات ليصبحن قادرات على ايصال المعلومات للاسر والمجتمع للوقاية من المخدرات مضيفا انه سيتم الاحتفال بتخريجهن بعد غد الخميس .

ويؤكد العقيد الهميسات ان للتفكك الاسري نتائج سلبية على المجتمع داعيا الى اتباع اساليب التنشئة الاجتماعية السليمة وفق الاسس الدينية والعادات والتقاليد لان تجاهلها يؤدي الى ارتكاب مختلف انواع الجرائم.

ويشير الى تعاون ادارة مكافحة المخدرات مع وزارات التربية والتعليم والاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والتنمية الاجتماعية والصحة والمجلس الاعلى للشباب ووسائل الاعلام المختلفة وغيرها من المؤسسات المعنية مبينا ان العمل جار على مدار العام للوصول الى مجتمع آمن بلا مخدرات ليبقى الاردن خاليا تماما من المخدرات ضمن برامج تتضمن القاء محاضرات بالمدارس والجامعات والمراكز والاندية الشبابية والرياضية والجمعيات وغيرها.

مدير الجمعية الاردنية لمكافحة المخدرات الدكتور موسى داوود يقول ان الجمعية تعمل مع الجهات المختصة لتوفير الخدمات والعلاجات والاجهزة والمعدات والمواد التي يقتضيها التعامل مع المتعاطي سواء في المجال الوقائي او العلاجي او التأهيلي وغيرها وذلك من مصادر محلية او خارجية .

وتسعى الى تقديم المساعدات للمحتاجين من المتعاطين وذويهم والقيام بالابحاث والدراسات العلمية وتشجيعها ودعمها وإصدار توصيات لسن القوانين التي من شأنها الحد من فرص التعاطي لأي مادة مخدرة وإقامة المخيمات التطوعية المحلية والدولية بهدف تبادل الثقافات ونشر الوعي والارشاد وفق العمل التطوعي وتوعية أفراد المجتمع بالآثار السيئة للمخدرات .

ويشير الى ان الجمعية ستطلق بعد غد الخميس بالتعاون مع ادارة مكافحة المخدرات والجهات ذات العلاقة فعاليات المؤتمر الوطني الاول (نحو بناء استراتيجية وطنية فعالة لمكافحة المخدرات ) , وستوزع الجوائز على الطلبة الفائزين بمسابقات الرسم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم اضافة الى اطلاق مبادرة ( قبل فوات الاوان ) الهادفة الى تعميم فحص تعاطي المخدرات لجميع افراد المجتمع بخصوصية وبالشراكة مع فريق انجاز من الجامعة الاردنية , اذ يتميز هذا الفحص باكتشاف التعاطي بعد 14 يوما.

ويؤكد ضرورة الابتعاد عن التجربة لانه لا تجربة مع المخدرات مشيرا الى ان كلفة العلاج تعتمد على نوع المخدر والجرعة والمدة وتتراوح بين 200 الى ثلاثة آلاف دينار وبحسب مراكز العلاج المختلفة .

ويبين داوود ان الجمعية قدمت خدماتها المشورية لاكثر من ستة آلاف اسرة , وشارك في الندوات والمحاضرات وورشات العمل التي نظمتها اكثر من 12 ألف مواطن .

استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعتي مؤتة , والبلقاء التطبيقية فرع العقبة الدكتور حسين محادين يقول ان مجتمعنا الاردني محافظ وهذا يؤدي الى حماية افراده من الانماط السلوكية السلبية مثل تعاطي المخدرات .

ويضيف ان مصاحبات العولمة وارتفاع مؤشرات الثقافة المادية وفرتا ملجأين متناقضين للفرد اولهما سهولة الحصول على هذه المواد المخدرة وتسويقها بشكل ظاهر او مستتر من قبل اصحاب النفوذ او المختصين عبر الجغرافيا وثانيها الضغوط التي يتعرض لها الانسان بالحياة المتسارعة نحو آلية السوق الذي بدوره بلا قلب .

ويبين ان المخدرات تصبح كما يراها البعض وسيلة للهروب من جهة مثلما هي (تذويت) أي يصبح الشخص اكثر اهتماما بجسده ومتعه مشيرا الى ان عملية تعاطي المخدرات تتوافق مع هذه المفاهيم المعولمة ,وعليه نجد الشباب اكثر استهدافا من قبل مروجي المخدرات كونهم يمتازون بروح المغامرة وهم المستهلكون لمدة اكبر لهذه المواد السامة .

ويوضح دور وسائل الاعلام البصرية بالتسويق الضمني لاوهام المخدرات عبر المسرح والافلام والتي توحي ضمنا بان تعاطي المخدرات مبعث للمتعة والتمتع والانفصال عن الواقع الحقيقي مضيفا ان المستهدفين والمستهلكين لهذا السم يتعرضون لاغراءات كثيرة بهدف جعلهم متعاطين بداية ومدمنين بالنهاية لان الهدف النهائي للمروجين الحصول على المال .

ويدعو الدكتور محادين الشباب الى الابتعاد عن رفاق السوء والتقليد الاجتماعي مشددا على اهمية دور الاسر في توفير جو مريح للشباب بعيدا عن التهجم والقسوة اللتين تؤديان الى الهروب من المنزل حيث يمضي الشاب اوقاتا قد تكون مع رفاق السوء الذين يجمّلون الشر.

وكانت الجمعية العمومية للامم المتحدة قررت الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها في السادس والعشرين من حزيران من كل عام كوسيلة للتعبير عن اصرارها على تقوية الاعمال والانشطة ووسائل التعاون على جميع الأصعدة من أجل إيجاد مجتمع دولي خالٍ من المخدرات.

واتخذ القرار في ذلك اليوم من العام 1986 كنتيجة للتوصيات التي خرج بها المؤتمر الدولي لمكافحة المخدرات وإساءة استعمال العقاقير والاتجار غير المشروع بها.

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات