لماذا هيئة دفاع اردنية عن خلية حزب الله في مصر ؟

اذا صحت المعلومات التي وردتني عن نية مجموعة من المحامين الأردنيين تشكيل لجنة دفاع عما يسمى بخلية حزب الله في مصر. فان هؤلاء المحامين ومن يقف ورائهم من تنظيمات سياسية اردنية يضعون انفسهم في مواجهة خاسرة وغير مفهومة مع الشارع، ذلك ان التصدي لمهمة كهذه لا يمكن ان تقارن باي حال من الاحوال بمهمة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل سنوات .
قضية خلية حزب الله في مصر وبعيدا عن صدقيتها ، قضية داخلية تمس بشكل أو آخر السيادة المصرية ، وبالتالي فان الخوض فيها يعد تدخلا في شأن امني مصري ، كما ان صورة حزب الله في الشارع العربي عموما لم تعد ناصعة البياض كما كانت سابقا.
قلت سابقا ان المزاج الشعبي العام في الاردن تجاه حزب الله وايران تغير منذ اللحظة التي احتفت فيها فضائية المنار علنا باعدام صدام حسين ، منذ ذلك الوقت وشعبية حسن نصر الله في تراجع بعد ان كانت صوره تملأ منازل كثير من الاردنيين ، وبالتالي فان محاولة استعادة شعبية مفقودة بتحركات من هذا القبيل لا طائل منها .
حاولت على مدار يومين التأكد من معلومات تقول ان هيئة دفاع لبنانية واخرى اخوانية مصرية وثالثة اردنية تستعد للدفاع عن معتقلي حزب الله في لبنان ، حتى اللحظة لم اوفق بالحصول على تأكيد او انفي على الاقل فيما يخص الجانب الاردني .
كثيرة هي القضايا المحلية التي تحتاج الى عمل تطوعي من قبل المحامين الاردنيين .
وقبل ان استبق الامور ، وحتى لا يتحول الامر الى ممارسة ترف سياسي ، اقول ان التفات المحامين الاردنيين الى الهم الاردني وتشكيل هيئات دفاع عن حقوق الاردنيين اولى من الالتفات الى قضايا الخارج. على سبيل المثال يحتاج عمال ميناء العقبة الذين دخلوا في مواجهة مشروعة وعادلة مع الحكومة الى ذراع قانوني يساندهم في قضيتهم، كما ان معتقلينا في السجون الاسرائيلية بأمس الحاجة لمن يساندهم ويقف معهم في محنتهم .