قادة "فتح" في غزة يقدمون استقالاتهم من الحركة احتجاجًا على تزوير الانتخابات والقدومي يطالب بمحاكمة من فازوا بـ"المركزية"

المدينة نيوز- قدمت اللجنة القيادية لحركة "فتح" في قطاع غزة استقالتها اليوم، احتجاجا على نتائج انتخابات اللجنة المركزية للحركة .
وقالت مصادر صحفية، إن اللجنة القيادية قررت بإجماع 11 عضوا تقديم استقالتها وتكليف الدكتور زكريا الأغا بكتابة كتاب الاستقالة إلى فتح احتجاجا على تزوير الانتخابات والتلاعب بتصويت أعضاء مؤتمر فتح بغزة.
من جهته شكك الدكتور عبد الرحمن حمد عضو اللجنة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة في نتائج انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح .
وأكد حمد أنه لا يعترف بنتائج هذه العملية الانتخابية التي حرمت 89 عضوا من قطاع غزة من عملية لتصويت.
وأضاف: "كان هناك تسريبات من داخل قاعة الانتخابات حول طبيعة تصويت أبناء قطاع غزة ويتم إخبار المرشحين من الضفة الغربية في الخارج حيث يقومون بالإيعاز إلى مصوتيهم وأنصارهم بالحجب عن مرشحي قطاع غزة".
تلاعب في عملية التصويت..
وأشار إلى أن لديه شكوكًا كبرى في أنه "أثناء التصويت لأبناء غزة كان يتم تغيير عملية التصويت بتسجيل أسماء غير ما ينطق بها أبناء غزة".
وقال عضو الهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في قطاع غزة أحمد نصر: "بكل بساطة الأرقام التي كانت موجودة، الكل شاهدها ولكن الأشخاص الذين أعلن فوزهم ليس هم من فازوا بالفعل".
واضاف نصر، وهو عضو في المجلس الثوري: إن نتائج انتخابات اللجنة المركزية للحركة "لا تعبر عن رأي المؤتمر ولا عن النتائج الحقيقية للمؤتمر ولا عن إرادة الناخبين، إنما تعبر عن إرادة شخصية لبعض ذوي النفوذ السياسي والمالي"، مشدداً على أن تلك النتائج جرى تزويرها.
على صعيدٍ متصل، انتقد القيادي بفتح حسام خضر ما أفرزته انتخابات اللجنة المركزية للحركة. وقال إن "هناك بعض الأشخاص كان يجب ألا يكونوا في اللجنة المركزية في هذه التشكيلة".
وأضاف خضر أن اللجنة المركزية بهذه التشكيلة لن تجد القبول المطلوب ولن تستطيع أن تغير صورة فتح لدى الشعب الفلسطيني.
وتابع أنه كان يتمنى وصول عناصر وشخصيات وطنية "طيبة السمعة ونظيفة اليد، وجاءت من معاناة ذات تاريخ في فتح والحركة الوطنية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنه "إذا كان الأعضاء الجدد سيكتفون بالحصول على سيارات ومكاتب جديدة فإن ذلك لن يقوي فتح".
وأكد أنه "بدون أن تقدم فتح رؤية إستراتيجية وتعيد علاقتها بالمواطن فإنها ستخسر وسيتركها العديد من أبنائها ويرحلون عنها".
وكانت نتائج نهائية غير رسمية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح، أظهرت فوز الجيل الجديد على الحرس القديم، وأكدت النتائج شبه الرسمية التي نشرها الموقع الرسمي للمؤتمر، بقاء أربعة من اللجنة المركزية في مواقعهم في حين احتل 14 من الوجوه الجديدة مواقع في أعلى هيئة قيادية لحركة فتح.
وكان الرئيس الفلسطيني القائد العام لحركة فتح قد صرح بأن النتائج النهائية لانتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري ستصدر رسميًا في بيان عن لجنة الإشراف على الانتخابات في وقتٍ لاحق.
القدومي: من أعلن فوزهم بـ"المركزية" يستحقون المحاكمة
من جانبه، قال مسؤول الدائرة السياسية في "منظمة التحرير الفلسطينية" فاروق القدومي "أنا لا أزال أمين سر اللجنة المركزية لـ"فتح"، ولا حاجة لمن يزكيني؛ فليس لأحدٍ أن يمنح غيره أكثر مما لنفسه من حقوق".
وعبر عن أسفه لنجاح أشخاصٍ معينين في انتخابات الحركة الأخيرة، ووصفهم بأنهم تسببوا بكوارث وطنية، قائلا: "بدلا من أن يحاكموا على ما اقترفوه من جرائم مكنوا - مع الأسف - من المال والرجال، وأصبحوا أعضاء في اللجنة المركزية".
وشكك القدومي في طريقة انتخاب عباس قائدا لـ"فتح"، وقال "إن اللوائح والأنظمة الداخلية الفتحاوية توجب أن تتم عملية الانتخاب بشكل سري داخل غرفٍ مخصصة لذلك، أما الانتخاب العلني بالشكل الذي تم به انتخاب أبو مازن فإنه يشكل إكراها غير مباشر، ويؤثر في إرادة الناخب، ويفتح المجال لصاحب السلطة والنفوذ للانتقام من معارضيه".
وأضاف "بصرف النظر عما إذا كان أبو مازن أو غيره في هذا المنصب؛ فإننا نرى أن تمركز جميع السلطات في يد شخص واحد، ووضعَه فوق كل أشكال المساءلة والمحاسبة؛ أمر خطير بكل المقاييس، ويتناقض مع منطلقات الحركة الأساسية وتاريخها النضالي".