النساء معرضات كالرجال للإصابة بالتهاب المفاصل الفقارية

المدينة نيوز-: تشير دراسة أجرتها وكالة الأدوية الأوروبية إلى أن النساء معرضات كالرجال تماماً للإصابة بالتهاب المفاصل الفقارية لا سيما التهاب المفاصل المحورية غير القابلة للكشف بالفحوصات الطبية. وهذا يناقض المفاهيم التي كانت معروفة سابقاً بأن هذا المرض يصيب الرجال غالباً حيث كانت نسبة الرجال إلى النساء تبلغ 1:3. وفي معظم الحالات، يعاني المرضى ذوي الأعمار التي تتراوح بين 30 و45 سنة من آلام الظهر المستمرة لأكثر من 3 أشهر قبل التفكير في التداوي. وفي بعض الحالات، يبقى المرض غير مُكتشف لمدة 7-9 سنوات قبل تلقي المريض للمعالجة المناسبة. ويعتبر التداوي الذاتي والتشخيص الخاطئ من الأسباب التي تمنع المعالجة المناسبة. وهذا يؤدي –على المدى القصير- إلى المعاناة من آلام الظهر المزمنة ويمكن أن يؤدي –على المدى الطويل- إلى حدوث تشوه أو عجز.
وتعليقاً على ذلك قال الدكتور جمال الصالح، رئيس مجلس إدارة شعبة الإمارات لأمراض المفاصل ورئيس مؤتمر 2014 للجمعية العربية لأمراض المفاصل: "لاحظنا في دبي أنه من أصل نسبة 32% من الحالات التي سُجلت معاناتها من آلام الظهر، هناك نسبة 2% منها تعاني من التهاب المفاصل الفقارية المحورية، حيث يأتينا المرضى بشكاوى لم يتم حلّها تتعلق بآلام الظهر الالتهابية المزمنة التي يعانون منها منذ فترة طويلة". ويُذكر أن نسبة المصابين بالتهاب المفاصل الفقارية في دولة الإمارات تبلغ 1% من أصل مجموع سكانها البالغ 8.2 مليون، أي حوالي 82000 مصاب بهذا المرض.
يصيب التهاب المفاصل الفقارية المحورية النخاع الشوكي (وهي حزمة الأعصاب الواصلة بين المخ والأعضاء عبر العمود الفقري) في جسم الإنسان والمفصل الذي يربط بين العمود الفقري والحوض، ومن أبرز أعراضه التي تم اكتشافها لدى المرضى آلام الظهر الحادة المزمنة. وفي بعض الحالات، يمكن لهذا المرض أن يتطور إلى دمج فقرات العمود الفقري مؤدياً إلى الالتهاب الفقاري اللاصق (Ankylosing Spondylitis). وإلى جانب آلام الظهر، يمكن أي يؤدي هذا المرض إلى تصلّب المفاصل وحالات تشوه تؤثر على كل من الحياة العملية والشخصية للمرضى.
من جانبه قال الدكتور محمد حمودة، استشاري الطب الباطني وأمراض المفاصل في مؤسسة حمد الطبية في قطر: "رغم أن خيارات علاجه محدودة إلا أنها متوفرة، ومن أبرز هذه الخيارات المقترحة العقاقير غير السترويدية المضادة للالتهاب (NSAID) ولكنها ربما لا تصلح لكافة المرضى، وفي مثل هذه الحالات، يُنصح بخيار آخر من العلاج وهو مضاد عامل نخر الورم (Anti-TNF)".
والتهابات المفاصل الفقارية هي مجموعة من الأمراض الالتهابية التي تشمل التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis) والتهاب المفاصل التفاعلي (Reactive Arthritis) والالتهاب الفقاري اللاصق والتهاب المفاصل المتعلق بمرض التهاب الأمعاء والتهاب المفاصل الفقارية غير المتمايزة (undifferentiated spondyloarthritis). وقد قسّم التصنيف الجديد كل هذه الأمراض إلى التهاب المفاصل الفقارية المحورية والمحيطية. كما تم تصنيف التهاب المفاصل المحورية إلى التهاب المفاصل الفقارية غير الشعاعي والالتهاب الفقاري اللاصق. وأثناء فحص التهاب المفاصل الفقارية الشعاعي بالأشعة السينية (X-Ray) نجد أن التهاب المفاصل غير الشعاعي لا يظهر، فهو لا يمكن اكتشافه إلا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). ولا يظهر على المصابين بهذا المرض أي دليل على تضرر هيكل المفاصل العجزية الحرقفية كما يظهر لدى المرضى الطبيعيين ولكنه ربما يتطور تدريجياً ليصل إلى الالتهاب القاري اللاصق.