"طربيزة" المفاوضات

تُبذل حالياً جهود كبيرة بهدف جمع المفاوضين الفلسطينيين مع نظرائهم الإسرائيليين حول طاولة المفاوضات.
في العقدين الأخيرين شاهدنا العديد من طاولات التفاوض: فقد شاهدنا طاولة كبيرة في مدريد عند انطلاق التفاوض، ثم تلتها طاولات عديدة في واشنطن وباريس ولندن قبل الطاولة الشهيرة في أوسلو، التي تلتها أيضاً طاولات لا تقل شأنا في القاهرة وعمان وشرم الشيخ فضلاً عن طاولات فرعية عديدة مؤقتة في القدس ورام الله وتل أبيب.
وفي أكثر من مرة كانت الدعوات تجري الى "مائدة" مفاوضات، دون ان يعني ذلك أن الطاولات كانت تخلو من الموائد، لكن تغيير الكلمات مفضل من باب التجديد وتلافي الملل الناتج عن التكرار. ومن الملاحظ أن المتفاوضين يحبون تغيير الطاولات والموائد، ويندر أن يعودوا الى الطاولة نفسها التي اجتمعوا حولها سابقاً.
حصل ذلك مع أن أكثر مشاهد التفاوض ألفة ومودة هي تلك التي كانت تجري حول "طربيزات" صغيرة لا حول طاولات أو موائد، وقد شهدنا بعض الطربيزات الشهيرة في منازل باراك وشارون واولمرت وموفاز وليفني وغيرهم. ولكن بالطبع تبقى الطربيزة الأشهر هي تلك التي جمعت المرحوم عرفات مع بارك في كامب ديفيد، وهي "طربيزة" استمر اللقاء حولها حوالي أسبوعين.
تشير سيرة التفاوض، الى أن المهم هو مَن يجلب مَن الى الطاولة، ثم مَن يستطيع قلب الطاولة على مَن، وهذا كله يعتمد في العادة على طبيعة المفاوضات التي تجري "تحت الطاولة". ( العرب اليوم )