عباس النوري : التلفزيون أبشع تأثيراً في الثقافة من الاحتلال الامريكي للعراق
المدينة نيوز – محمد الشايب - عباس النوري .. يحمل لقب فنان بكل معانيه , فهو فنان بأعماله الناجحة التي استطاع ان يغزو من خلالها قلوب الناس, فنان في ثقافته, وعلمه, وتواضعة .
المدينة انتهزت مشاركته في الندوة التي عقدتها مجموعة البداد للأعلام والاتصالات السبت بعنوان .. القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية فكان معه الحوار التالي :
* قمت بتبني مبادرة "القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية" .. برأيك ما هو دور الفنان في طرح القضايا السياسية?
- كلمة فنان تعني الناتج الثقافي بكل تعابيره وقواميسه, وعليه ان يعبر عن انتمائه الثقافي ومسؤوليته تجاه المجنمع الانساني وهذا امر طبيعي , والعمل بشكل عام ليس بالضرورة أن يغطي الجانب السياسي في حياة الفنان, و أرى انه أذا الفنان فكر في ان يتجه سياسيا يكون قد رغب في التخلف لان الثقافة والفن أعلى من كل السياسات في العالم كله. والاهتمام بالشأن العام لايعبر فقط عن الاهتمام بالحدود القومية والوطنية لذا لابد ان يعبر الفنان, عن افكاره وهويته ومبادئه, اما فكرة القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية فأتمنى على كل المثقفين العرب » الاحرار « واضع تحت كلمة احرار ثلاثة خطوط, ان يحذوا هذا الحذو ويفكروا بهذا الاتجاه حتى نستطيع تحديد هويتنا في مواجهة هذا الطمس الحاصل, نحن نتحدث الآن في موضوع تهويد القدس و غدا لا نعرف هل يصل الامر الى مكة ?
* لماذا تؤشر على كلمة المثقفين العرب الاحرار .. لمن توجه هذا الكلام ?
- اوجهه الى كل شخص يفكر بطريقة مسبقة الصنع.
* لنعود إلى أعمالك الفنية .. البعض أكد مشاركتك في الجزء الرابع من باب الحارة فما صحة هذا الكلام?
- هذه مجرد اشاعات وانا اتساءل هل ابو عصام أصبح المسيح ? لقد مات ابو عصام فكيف سيعود ?
* بماذا ستطل علينا في رمضان المقبل?
- أشارك في مسلسل »الحصرم الشامي« و سوف يعرض على قناة اروبيت كما اشترك في مسلسل »قلبي معكم« على الفضائية السورية وقناة الجديدة اللبنانية والمسلسل جميل وجريء يتحدث عن قضايا ذات شكل عاطفي في شخصياتنا الاجتماعية نحن كعرب, لان عاطفتنا مهزومة ومسحوقة ومعتقلة ولنبدأ منذ طفولتنا حيث نبدأ بمفهوم العيب وننتهي بالحرام ودخول جهنم إذا غلطنا, وكأن الحب حرام.
* واين انت من الحب?
- انا دائما احب .. بحب الله, وبخاف من اغلاطي, وبحب زوجتي ... ويضحك واللي ما بخاف من » مرته « ما » بخاف من حدا « .
* هنالك منافسة بين الدراما السورية والمصرية فما تعليقك?
- لا يوجد منافسة ! هل هي حلبة ملاكمة ? هذا الكلام كلام صحف وهدفه استفزاز وضرب الفنانين ببعضهم البعض, لا يوجد شيء من هذا الكلام فمثلا .. خرج عمل من اليمن وكان جميلا.. هل نستطيع القول بأنه غير جميل?, ليس كل الاعمال المصرية والسورية ناجحة, وللأسف إلى متى سنبقى نلغي الاخر, نحن عرب وهل اصبح بالفن قبائل, هذه سياسة الغاء الأخر بشكل مباشر, الان لا يوجد قبائل وانا ارى أن الهم العربي واحد والكل يبحث عن لقمة تريحه في حياته.
* ما رأيك بالاعمال المشتركة?
- أنا أعلم أن الصحف دائما تسأل هذا السؤال من اجل العناوين, فتقول : »عمل وطني ومشترك يجمع كذا وكذا« . وأنا أرى أن الاعمال المشتركة شيء طبيعي, وانا شاركت باعمال في الاردن وفي الخليج وفي مصر والكثير من الفنانين ايضا مثلي شاركوا بأعمال مشتركة في عدة دول فهذا شيء طبيعي لأن ليس للفن هويات ...و يجب أن ننتهي من هذه الشعارات ونفكر في الأبعد من ذلك.
الفنان في وقتنا هذا لدية معركة مع هامش الحرية المتاح والتعبير المتاح, هذا الذي يجب أن نعمل عليه أكثر وأكثر, لكي نتخلص من المزاج العام السياسي الفارض نفسه بطريقة من الطرق.. يجب أن نقترب من كل المسائل في مجتمعنا, وللعلم لا يوجد أحد لديه احساس بالوطنية اكثر من الفنانين ولا في كل الحكومات, الفنان لديه احساسا بالمسؤولية أكثر من السياسي.
* اين انت من السينما?
- عرض علي الكثير لكن لم اجد نفسي فيه وان شاء الله اجد الافضل.
* واين انت من المسرح?
- المشكلة ان التلفزيون حوت ابتلع كل شيء, والذي فعله التلفزيون بالثقافة والفن ابشع مما فعله الاحتلال الامريكي في العراق, وهنا يجب إعادة تنمية وتغذية العمل المسرحي .