مركز أبحاث الأمن القومي : موسكو نجحت في إبقاء الأسد في منصبه

تم نشره السبت 13 تمّوز / يوليو 2013 02:16 مساءً
مركز أبحاث الأمن القومي : موسكو نجحت في إبقاء الأسد في منصبه
بشار الاسد

المدينة نيوز- رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، والمُرتبط بالمؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب، رأت أن انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، وفق الشروط التي وضعتها روسيا، خلال قمة الـG8 الأخيرة في شمال أيرلندا، يؤكد بشكل قاطع على التغييرات التدريجية في وضع موسكو السياسي وتحولها إلى لاعب مركزي في الساحة الدولية، كما قال مُعد الدراسة تسفي ماغين، المختص بالشؤون الروسية.

وتابع قائلاً كما ينقل عنه مراسل موقع جي بي سي في القدس المحتلة : إن النزاع على مستقبل سورية، يدور بالإضافة إلى القتال في ساحة المعركة، تحول إلى نزاع في الحلبة الدولية، حيث تقوم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بأداء الدور المركزي، بواسطة الضغوطات، التهديدات ومحاولات التوصل إلى تفاهم، لافتًا إلى أن القمة الأخيرة في أيرلندا ناقشت بشكل كبير الملف السوري، بما في ذلك اللقاءات الصدامية التي دارت خلال القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ونظيره الأمريكي، باراك أوباما، وتحديدًا في مسألة انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، والتي تم الاتفاق عليها خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى موسكو في بداية شهر أيار(مايو) الماضي، حيث تمحور الخلاف الرئيسي والحاد بين الطرفين حول بقاء الرئيس السوري، د.بشار الأسد، في منصبه، على حد قول الباحث الإسرائيلي.

علاوة على ذلك، أوضحت الدراسة أنه بالإضافة إلى أن المعركة حول سورية تحولت إلى معركة دولية، والتي ستُلقي بظلالها وتداعياتها على مصالح الدول العظمى، فقد تحول النزاع بين موسكو وواشنطن إلى نزاع دولي، وبدأ هذا الصراع بين الدولتين العظميين يتأجج منذ بداية ما يُطلق عليه اسم الربيع العربي، حول مصالحهما في جميع أرجاء العالم.

وفي إطار هذا النزاع، أضافت الدراسة، اختارت روسيا أنْ تكون الحرب الأهلية الدائرة في سورية، الحلبة المركزية في الصراع، وانتهجت سياسة التحديات، التي تشمل الدعم المكثف لنظام الرئيس الأسد، من الناحية العسكرية، وما زالت تعمل بجدية بالغة وبإصرار تامٍ على منع أي تدخل عسكري ضد سورية من قبل الغرب، وأقر الباحث أن السياسة الروسية نجحت حتى الآن أكثر من المتوقع، وتحديدًا في كل ما يتعلق ببقاء الرئيس الأسد في منصبه، مشيرًا إلى أن صناع القرار في موسكو يُريدون ترجمة الانتصار السياسي بواسطة عقد مؤتمر جنيف الثاني حول مستقبل سورية، وتثبيت موقعها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز نفوذها في العالم، وبالتالي، هنا يكمن عدم توق الولايات المتحدة وحليفاتها إلى عقد المؤتمر، وذلك لاعتقادهم بأن أيام الرئيس الأسد باتت معدودة، ولا تُريد المساهمة في إبقائه بمنصبه، وبالمقابل تُعرب أمريكا وحليفاتها عن موافقتهم على منح روسيا تعويضات عن خسارتها سورية في أماكن أخرى بالعالم، إن كان ذلك في الشرق الأوسط أوْ في أماكن أخرى توجد فيها لروسيا مصالح، على حد قوله.

وأردف الباحث قائلاً إن الخلافات بين الطرفين حول الحلول المستقبلية للمشكلة السوريةـ، تحولت إلى قضية مفصلية بين الطرفين، فمن ناحية أكدت موسكو على نيتها تزويد دمشق بمنظومة الصواريخ المتطورة من طراز إس300، وهو ما يستبعده مراقبون حتى الآن ،في حين هددت واشنطن بإنشاء منطقة حظر جوي في سورية، بالإضافة إلى الإعلان الأمريكي عن اجتياز النظام في سورية الخطوط الحمراء، كما أن أمريكا قامت بنصب صواريخ ضد الطائرات في الأردن والمقاتلات الحربية على أراضي المملكة، بالإضافة إلى التدريبات المشتركة التي تجري على الأرضي الأردنية. ورأى الباحث الإسرائيلي أنه في القمة الأخيرة في أيرلندا توصلت الأطراف إلى اتفاق حول العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بسورية، ولكن بقيت مسألتان مهمتان هما مركز الخلاف : استعمال الأسلحة الكيميائية وبقاء الرئيس الأسد في منصبه، لافتًا إلى أن القضية الأولى وجدت حلها في نص البيان الختامي بشكل حذر، أما الثانية، فقد بقيت مفتوحة، حيث جاء في البيان تشكيل حكومة انتقالية في سورية، بينما تم ترك قضية الأسد والمسائل الأخرى مفتوحة، على حد قول الدراسة.

وشدد الباحث على أن البند الإشكالي والذي يُواصل إثارة الخلافات بين روسيا وأمريكا هو في ما يتعلق بالحكومة الانتقالية، مشيرًا إلى أن النص الذي تم الاتفاق عليه (هيئة حكومية ذات صلاحيات) يترك الباب مفتوحًا على مصراعيه لإبقاء الأسد في منصبه، وهو النص الذي طلبه الروس وتمت الموافقة عليه من قبل أمريكا وحليفاتها، وعلى الرغم من ذلك، أضاف ماغين، فإن الأطراف المشاركة خرجت من القمة المذكورة بشعور من الإحباط الشديد وارتباك أشد، وعادوا إلى استعمال لغة التهديدات المتبادلة، موسكو تُهدد بتزويد الأسد بصواريخ إس300، وأمريكا تًهدد هي وحليفاتها بفرض الحظر الجوي على سورية، ومد المعارضة بالأسلحة، وزاد أن موعد التئام مؤتمر جنيف2 لم يُحدد حتى الآن، مرجحا أن يعقد في أب (أغسطس) القادم ، وحتى ذلك الحين ستستمر المعركة، بما في ذلك عقد سلسلة من الاجتماعات بين الرئيسين بوتن وأوباما في مؤتمر G8 المقرر في موسكو في أيلول (سبتمبر) المقبل، حيث سيقوم كل طرف بالعمل على تقوية موقفه من أجل الحصول على نتائج أفضل في الاتفاقيات المستقبلية حول سورية، على حد تعبيره.

" جي بي سي " 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات