اوباما يدعو الى كسر "الجمود" في عملية السلام ومبارك يرفض قيام بلاده بأي تحرك مالم يتخذ الاسرائيليون خطوات عملية

المدينة نيوز- اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان عملية السلام في الشرق الاوسط في حالة "جمود"، داعيا الى القيام بخطوات لتحريكها لدى استقباله الثلاثاء الرئيس المصري حسني مبارك في البيت الابيض.
وحرص اوباما الذي ابدى منذ بداية ولايته الرئاسية التزاما تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط بعدما تعثر عندها اسلافه، على التعبير عن تفاؤله رغم عدم احراز اي تقدم كبير في جهود السلام.
وقال "اذا ابدى جميع الاطراف استعدادا للخروج من الجمود الذي نحن فيه اليوم، عندها اعتقد ان هناك فرصة استثنائية لاحراز تقدم حقيقي، لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد".
واضاف اوباما ان الحكومة الاسرائيلية تنظر بجدية الى المحادثات مع واشنطن، في وقت يقوم توتر نادرا ما تشهده العلاقات بين الحليفين المقربين حول مسألة مواصلة الاستيطان الاسرائيلي.
وتطالب ادارة اوباما اسرائيل بدون جدوى بتجميد تام للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بما في ذلك "التوسع الطبيعي" الذي تتمسك به حكومة نتانياهو متذرعة بتزايد عدد السكان في المستوطنات.
واعلنت اسرائيل الثلاثاء استعدادها لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية موقتا عبر وقف طلبات استدراج العروض لبناء وحدات سكنية حتى بداية 2010 بدون ان يطاول التجميد مشاريع البناء الخاصة.
واثنى اوباما على القرار الاسرائيلي معتبرا ان "هناك خطوة في الاتجاه الصحيح" من قبل اسرائيل.
واضاف "آمل ان نرى خطوات، ليس من الاسرائيليين فقط وانما ايضا من الفلسطينيين حول مسائل الامن ومن الدول العربية في اتجاه ابداء استعدادها للتفاوض مع اسرائيل".
من جهته، قال مبارك ان بلاده غير مستعدة للقيام باي تحرك ما لم "يتخذ (الاسرائيليون) خطوات عملية"، بحسب ما افاد المتحدث باسمه سليمان عواد.
وقال عواد ان الرئيس المصري اوضح لاوباما ان العرب يعتبرون ان نتانياهو عمد الى ابطاء الحوار بين الطرفين بعد وصوله الى رئاسة الحكومة.
وقال "ان الوضع اشبه بالبيضة والدجاجة" مضيفا ان مبارك قال لاوباما "ان الامر لن ينفع وذكره بان الوضع يذكر بظروف سابقة".
وقد اعتبرت السلطة الفلسطينية الخطوة الاسرائيلية مناورة تهدف الى تمويه متابعة الاستيطان من قبل اطراف خاصة وبلديات (بتمويل من الدولة).
من جهة اخرى قال المتحدث باسم الرئيس المصري ان اوباما ابلغ مبارك خلال محادثاتهما ان الولايات المتحدة تأمل في تقديم خطة سلام شاملة بحلول موعد انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل، بعد جولة مقررة للموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الى المنطقة.
واوضح "ان اوباما قال اليوم (الثلاثاء) انه يأمل (...) بان تكون مسودة خطة السلام جاهزة خلال الشهر المقبل في ايلول/سبتمبر بحلول موعد افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة (للامم المتحدة)".
غير ان المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس نفى ان يكون على علم بمثل هذه الخطة، موضحا ان اوباما شدد على اهمية الجمعية العامة للامم المتحدة التي تجمع قادة الدول كل سنة في نيويورك.
وقال غيبس "ستكون فرصة مهمة للاستمرار في احراز تقدم".
واضاف "نامل ان نواصل التقدم لكنني لست على علم باي خطة محددة ستقدمها الولايات المتحدة".
ويسعى اوباما لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط غير ان محاولاته اصطدمت بجمود من جانب اسرائيل والدول العربية.
وذكر عواد ان اوباما ابلغ مبارك خلال زيارة للقاهرة في حزيران/يونيو انه سيتم وضع خطة سلام في الشرق الاوسط في غضون اسابيع لكن ميتشل قال في وقت لاحق ان الامر سيستغرق المزيد من الوقت.
واوضح المتحدث ان اوباما ابدى امله الثلاثاء بان تكون مسودة الخطة جاهزة بعد عودة ميتشل من المنطقة ولقائه الاسبوع المقبل مع نتانياهو.