اتهامات عراقية للسعودية ومصر والأردن بدعم تمرد سني ضد المالكي

المدينة نيوز - اتهم نواب عراقيون عدة دول عربية من بينها السعودية، بالتحريض على تمرد سُني وتمويله، لزعزعة استقرار العراق الذي يحكمه الشيعة الآن.
وتأتي الاتهامات التي شددت السعودية على رفضها لها، قبل الانتخابات العامة في العراق، والمقرر إجراؤها في بداية العام القادم.
وكانت العلاقات توترت بين العراق وجيرانه السنة، منذ الغزو الأمريكي في عام 2003، الذي أطاح بالرئيس السُني الراحل صدام حسين، وسلم السلطة للأغلبية الشيعية، ويعتقد محللون أن المزيد من التوتر في العراق، قد يؤدي إلى زعزعة الأمن الاقليمي.
وقال النائب حيدر العبادي، عضو حزب الدعوة، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء نوري المالكي، "هناك قوى اقليمية تدفع ملايين الدولارات لتهميش العملية السياسية في العراق، وتحاول إفشال التجربة الديمقراطية".
وفي رده على سؤال حول تصاعد وتيرة التفجيرات، التي يمكن أن تضر بالثقة في الحكومة الشيعية، قبل انتخابات يناير المقبل، قال العبادري "التقارير التي لدينا، والتي تم نشر بعضها، تشير إلى أن هناك مشروعا تصرف له مليارات الدولارات، وخصوصا السعودية وبلدان أُخرى متضررة من التجربة العراقية، لارباك الوضع العراقي".
ويخشى كثير من العرب السنة، أن تعزز هيمنة الشيعة في العراق، نفوذ إيران في المنطقة، وقال النائب البارز سامي العسكري، إن تقارير المخابرات تشير إلى أن السعودية تحاول تقويض الأمن، عن طريق تحريض المتمردين ودعمهم، واتهم الرياض أيضا بالسعي لممارسة نفوذ سياسي من خلال تمويل ساسة شيعة وسُنة وأكراد وزعماء عشائر.
وقال العسكري وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، "المعلومات تشير إلى أن هناك مشروعا ترعاه السعودية، يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، من خلال دعم وتحريض المتمردين من جهة، وتغيير نتائج الانتخابات المقبلة، من خلال تقديم الدعم المالي لسياسيين شيعة وسُنة وأكراد وشيوخ عشائر".
وأضاف العسكري أن "السعودية غير سعيدة بإدارة الشيعة لهذا البلد، وهو أمر طرحوه علنا وفي أكثر من مناسبة"، وقال إن مصر والأردن أيضا يتدخلان في شؤون العراق.
وقال النائب الكردي عادل برواري عضو لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان العراقي، إنه تلقى نفس المعلومات.
ورفضت وزارة الخارجية السعودية الاتهامات، ويقول قادة عسكريون أمريكيون ودبلوماسيون عراقيون، إنه ليس هناك دليل على أن الحكومة السعودية تدعم التمرد الاٍسلامي السني في العراق، ويؤكدون أن الدعم الذي يأتي من أفراد سعوديين وزعماء دينيين وجماعات هو أمر آخر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي، إن تلك الادعاءات غير جادة، ولا أساس لها، وإن السعودية تنأى بنفسها تماما عن التدخل في الشأن الداخلي العراقي.
ولم يقدم العبادي والعسكري دليلا واحدا لإثبات وجود تدخلات من السعودية، التي تحارب بنفسها متشددي القاعدة على أراضيها.
وصرح المالكي يوم السبت الماضي، "بأن من ينفقون المال لإضعاف العراق، سيفشلون، واتهم مرارا دولا مجاورة لم يذكر اسماءها، بتمويل المتمردين في العراق.
واستقبلت معظم الدول العربية الحكومة العراقية الجديدة، بعد الغزو الأمريكي عام 2003، استقبالا فاترا، لكن معظمها أقامت الآن سفارات في بغداد، أو أرسلت إليها وفودا رفيعة المستوى، ولكن هناك غيابا واضحا للسعودية.
وقال دبلوماسي في السعودية، رفض نشر اسمه، "ليس هناك ما يشير إلى أن السعودية ستفتح سفارة في بغداد في وقت قريب، فالسعوديون يعتقدون أن المالكي قريب أكثر مما ينبغي لإيران".