"الخنازير" ينتقل الى "الحبش".. وأول الاصابات في تشيلي !

المدينة نيوز- اعلنت السلطات الصحية في شيلي اكتشاف فيروس انفلونزا إيه “اتش 1 ان 1” في ديوك حبش بمزرعتين لتصبح اول مرة يكتشف فيها هذا الفيروس خارج الانسان او الخنازير .
وقالت وكالة الزراعة والماشية ان هناك سيطرة على انتشار الانفلونزا في المزرعتين الواقعتين على بعد 170 كيلومترا غربي العاصمة سانتياجو . وقال بيان الوكالة “ندعو الناس الى تناول منتجات ديوك الحبش بثقة .” وأضافت ان النتائج المعملية استبعدت وجود فيروس “اتش5 ان 1” او فيروس انفلونزا الطيور .
وفي الاثناء، دعت منظمة الصحة العالمية امس الجمعة الاسرة الدولية الى الاستعداد لموجة ثانية محتملة من انفلونزا الخنازير وأكدت ان الحكومات ستواجه تحدي تأمين لقاحات، وحذرت من ان اتساع العدوى سيهدد المزيد من الارواح مع تسارع وتيرة انتشار فيروس ايه “اتش1ان1” خلال الاشهر القليلة المقبلة، وحضت الحكومات على مضاعفة استعداداتها من اجل رد فعل سريع، في وقت اعلنت سلطنة عمان تسجيل اول حالتي وفاة جراء الاصابة بالفيروس، وأكد مسؤولون مصريون ان بلادهم تدرس بجدية ارجاء سفر مواطنيها لاداء الحج، وارتفع عدد الوفيات في “اسرائيل” الى 12 حالة، وفي ماليزيا الى ،68 وأعلنت شيلي عن ظهور حالات اصابة بفيروس انفلونزا الخنازير وسط طيور ديك الحبش والذي يعرف ايضا باسم ديك الروم .
وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت شان في رسالة فيديو مسجلة تم بثها في افتتاح ندوة مدتها ثلاثة ايام في بكين حول الانفلونزا في آسيا -المحيط الهادئ “لا يمكننا ان نعرف ما اذا كان الاسوأ قد مر او آت” . اضافت “علينا ان نستعد لكل مفاجأة يأتينا بها هذا الفيروس الجديد”، مشيرة الى ان “التحول الدائم وغير المرئي يشكل آلية بقاء عالم الميكروبات” . وتابعت “علينا الاستعداد ايضا لموجة ثانية وحتى ثالثة كما رأينا من الاوبئة الماضية” .
وقالت مديرة فرع المنظمة لمنطقة غرب المحيط الهادئ شن يونغ سو انه ستكون هناك فترة قادمة ينتشر فيها الفيروس بشكل اكبر، وأشارت الى ان معظم الدول ستواجه بتضاعف حالات الاصابة كل ثلاثة او أربعة ايام طوال اشهر عدة الى ان تبلغ العدوى الذروة .وقالت “عند نقطة معينة سيبدو هناك انفجار في عدد الحالات” اضافت لدى مخاطبتها المؤتمر الذي يضم مسؤولي وخبراء الصحة في بكين عبر الفيديو-كونفرنس”سيكون هناك بالتأكيد المزيد من حالات الاصابة والمزيد من الوفيات” .
وذكرت ان المرض في انتشاره المتسارع سيتسبب في خلق ضغط شديد على الانظمة الصحية في الدول النامية . وشددت على ان من واجب الحكومات ان تعمل بسرعة على تعليم الجمهور وتوعيته ورفع جاهزية الانظمة الصحية من اجل العناية بحالات الاصابة الشديدة وتوفير الحماية للفئات الاكثر عرضة للاصابة وحمايتهم من وفيات غير ضرورية . ونصحت الدول بتعبئة انظمتها الصحية لتكون على استعداد كامل قبل حدوث أي ضربات وبائية قاسية، وأن تقدم افضل ما لديها من اجل تقليل خطر انتشار الفيروس، واحتواء الحالات الحادة بالعلاج المبكر .في اشارة الى الحوامل والمصابين بأمراض السكري والشرايين والقلب والازمة واضطرابات المناعة الذاتية .
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدرت سابقا ان ملياري نسمة يمكن ان يتعرضوا للاصابة خلال العامين المقبلين ويمثل الرقم ثلث سكان المعمورة . في وقت ينظر مسؤولو الصحة وصناع الادوية في سبل تسريع انتاج اللقاحات قبل ان يدخل نصف الكرة الشمالي في موسم الانفلونزا خلال الاشهر القليلة المقبلة،ويتوقع التوصل الى انتاج اللقاحات الجديدة في الفترة بين سبتمبر/ايلول وديسمبر/كانون الاول .
يذكر ان آخر موجة وباء واسعة للانفلونزا حدثت في هونغ كونغ في ،1968 حيث قضى نحو مليون نسمة حتفهم جراء الاصابة .
يذكر أن الانفلونزا الموسمية تتسبب في وفاة ما بين 250 الفا و500 الف شخص سنويا . واعلنت لجنة ادارة ومتابعة فيروس انفلونزا الخنازير في السلطنة ان عمانيين قضيا بسبب اصابتهما بالفيروس، وأشارت الى ان الاول (39 عاما) كان يعاني من ضعف شديد في عضلة القلب، والثاني (60 عاما) وكان يعاني من الضغط السكري والالتهاب الكبدي الوبائي وجديري الماء .
وقال مسؤول مصري إن حكومة بلاده تبحث إلغاء سفر الحجاج خوفا من انتشار إنفلونزا ايه “إتش1 إن1” بشكل وبائي بعد عودتهم من الاراضي المقدسة . ويؤدي فريضة الحج كل عام نحو 70 ألف مصري، كما يسافر ما يصل إلى نصف مليون مصري إلى السعودية سنويا لأداء العمرة . لكن يتوقع أن ينخفض عدد المعتمرين إلى نحو النصف بعد أن قررت الحكومة الأسبوع الماضي منع من تقل أعمارهم عن 25 عاما أو تتجاوز 65 عاما من السفر .
وقال وكيل وزارة الصحة المصرية للشؤون الوقائية عمرو قنديل ل (رويترز) إن ثلاثة اجتماعات لممثلي خمس وزارات عقدت في الفترة الماضية “لتحديد الموقف النهائي” بشأن الحج . أضاف “نتوقع اكتشاف الآلاف من حالات الإصابة بين العائدين من أداء العمرة تنهك قوى النظم الصحية والوقائية والعلاجية في مصر” . وأردف “في هذه الحالة لن نكون مستعدين للتعامل مع أي إصابات للعائدين من الحج” . وتابع أن ممثلي وزارات الصحة والسياحة والداخلية والأوقاف والشؤون الاجتماعية حضروا الاجتماعات .
وقال مساعد وزير الصحة للشؤون الوقائية والرعاية الأولية نصر السيد إن 19 في المائة من حالات الاصابة التي اكتشفت في مصر حتى الان هي لعائدين وقادمين من السعودية، و14 في المائة لعائدين وقادمين من بريطانيا، مقابل 5 .8 في المائة للقادمين من الولايات المتحدة .أضاف أن المتوقع أن تكون هناك حالات كثيرة غير مكتشفة في البلاد . وأرجع ذلك إلى وجود 36 حالة إصابة لأشخاص غير مرتبطين وبائيا بحالات إصابة معروفة في الداخل أو الخارج . وشدد على أن الخطر على مصر ما زال ماثلا بالأساس في القادمين والعائدين من الخارج .
وإلى اليوم أعلنت مصر عن اكتشاف 535 إصابة بإنفلونزا الخنازير وقد يصبح المرض فتاكا بحلول الخريف والشتاء بحسب توقعات خبراء .
ويأتي موسم الحج هذا العام في أواخر نوفمبر تشرين الثاني . وفي معظم الأعوام يؤدي نحو ثلاثة ملايين حاج من أكثر من 160 دولة شعائر الحج .
وأعلنت وزارة الصحة السعودية حتى الآن عن 14 حالة وفاة مرتبطة بإنفلونزا ايه “اتش1 ان1” . كما ذكرت الوزارة أن نحو ألفي شخص تأكدت إصابتهم بالفيروس في المملكة شفي منهم 95 في المائة .
وأعلنت السلطات الصحية في “اسرائيل” امس عن وفاة طفلة في العاشرة جراء الاصابة ليرتفع العدد الى ،12 وأشارت الى ان الطفلة كانت تعاني من امراض اخرى .
واعلن في ماليزيا عن وفاة حامل جراء الاصابة بفيروس انفلونزا الخنازير في جنوب البلاد، وارتفع عدد الوفيات إلى 68 حالة . وسجلت 380 حالة جديدة .
من جهة اخرى قال باحثون فرنسيون ان نحو نصف الاشخاص الذين توفوا من جراء الاصابة بإنفلونزا الخنازير كانوا اما من النساء الحوامل أو اشخاص لديهم ظروف صحية اخرى وخاصة مرض البول السكري وحالات مرتبطة بالبدانة .
وقال فريق الباحثين بالمعهد الفرنسي لمراقبة الصحة العامة في سان موريس انه على الرغم من ان الاشخاص الطاعنين في السن اقل احتمالا من الاخرين للاصابة، الا انهم إذا اصيبوا يكونون اكثر احتمالا للوفاة .
وكتب الباحثون في دورية يوروسيرفيلانس ان معظم الوفيات (51 في المائة) حدثت في الفئة العمرية من 20- 49 عاما، لكن هناك تفاوتا كبيرا وفقا للبلد او القارة” . واضافوا “كان هناك مرض اساسي موثق في 49 في المائة على الاقل من الحالات المميتة الموثقة في كل انحاء العالم حتى الآن . هناك عاملا خطورة جديران بالملاحظة وهما: الحمل والبدانة” .
كما اشارت الدراسة الى ان الاطفال ليسوا متأثرين بشدة كما يخشى . وكتبوا “بالرغم من ان تقارير سابقة اشارت الى ان حالات انفلونزا إيه “اتش1 ان1” الوبائية لعام 2009 حدثت بشكل رئيسي بين الاطفال، الا ان العمر المعتاد و المتوسط لعدد 343 حالة قاتلة في تحليلنا كان 37 عاما” .
وكانت اعمار 12 في المائة من الاشخاص الذين توفوا 60 عاما او اكثر . وعلى النقيض، كان اكثر من 90 في المائة من وفيات الانفلونزا الموسمية بين أشخاص تزيد اعمارهم على 65 عاما .
وأضاف الفريق الفرنسي “نسبة كبيرة من الاطفال الصغار (27 في المائة من عمر 0-9 أعوام) والشباب (22 في المائة من البالغ اعمارهم 20-29 عاما) لم يكن لديهم مرض رئيسي موثق، بينما كان 60 في المائة من الاشخاص اكبر من عمر 60 عاما لديهم مرض بالقلب او تنفسي . البول السكري والبدانة هما اكثر الحالات الرئيسية المعروفة تكرارا ووجدا لدى حالات مميتة فوق عمر 20 عاما” . واشارت تقارير عدة الى صلة مع البدانة لكن الباحثين ليسوا على يقين مما اذا كانت البدانة نفسها ترفع من مخاطر المضاعفات الشديدة من مرض انفلونزا الخنازير إيه “اتش1 ان1” او ما اذا كان البدناء لديهم ظروف أخرى لم تشخص .