دراسة في الهاشمية تكشف عن عوامل الخطر في مراكز التربية الخاصة

المدينة نيوز- قالت دراسة اجرتها الجامعة الهاشمية ان اجتماع ثلاثة عوامل خطرة يزيد فرص تعرض الأطفال ذوي الإعاقة إلى إساءة المعاملة.
وبينت الدراسة التي اجرتها الدكتورة صفاء العلي من قسم التربية الخاصة في كلية الملكة رانيا للطفولة، ان هذه العوامل حسب خطورتها تتمثل في بيئة الصف التعليمي، وخصائص الطفل ذي الإعاقة نفسه، والمعلم والعاملين في مراكز التربية الخاصة.
وقالت إن هناك علاقة قوية بين الأطفال ذوي الإعاقة وزيادة احتمالية تعرضهم للإساءة، فخصائص الأطفال ذوي الإعاقة ما يصاحبها من مشاكل سلوكية تزيد من فرص تعرضهم للإساءة، مشيرة إلى أن نتائج دراسات عديدة بينت أن احتمالية تعرضهم للإساءة تزيد ثلاث مرات عن الأطفال الآخرين, ومبينة أن وجود العجز والقصور لدى الطفل يزيد من عامل خطورة تعرضه للإساءة التي قد تأخذ شكل العقاب البدني، أو الإيذاء الجسدي والمعنوي واللفظي، أو التعدي الجنسي، أو التقييد لفترات زمنية، أو ضبط السلوك بطريقة خاطئة، أو الإهمال والتسيب وغيرها من الأشكال.
وأشارت انه استنادا إلى دراسات تبين وجود عدة احتمالات تفسر العلاقة بين الإساءة والإعاقة, فإما أن تكون الإساءة السبب الرئيسي لحدوث الإعاقة، وإما أن وجود الإعاقة تزيد خطورة تعرض الطفل للإساءة إضافة إلى عوامل أخرى.
وتمثلت مظاهر عامل الخطورة في البيئة التعليمية، وفق نتائج الدراسة، في الأعداد الكبيرة من الأطفال داخل الصف الواحد، مع صغر حجم الصف، وتباين أعمار الأطفال وإعاقاتهم، وتواجد الذكور والإناث في نفس الصف؛ مما يزيد عبء مقدم الخدمة التعليمية، ويزيد صعوبة التعامل مع الإعمار والإعاقات المتباينة ومما يفسح المجال واسعا إلى فرص حدوث الإساءات.
وأوضحت الدكتورة العلي في دراستها أن العامل المتعلق بالطفل وخصائصه تكمن خطورته بتوفيره بيئة مناسبة للمعتدي كي يمارس الإساءة وذلك بسبب القصور الجسمي أو العقلي أو اللغوي كعدم قدرة الطفل ذي الإعاقة على التواصل، وعدم فهمه الموقف، وعدم مقدرته على الهرب، والضعف في الدفاع عن نفسه مما يسهل فرصة حدوث الإساءة.
وأكدت الدراسة أن أكثر حالات الإعاقة لديها فرصة للتعرض للإساءة تتمثل في الإعاقة الشديدة، والأطفال الذين لديهم نشاط زائد أو تشتت انتباه، أو الذين يقومون بسلوكيات غير مرغوبة، خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد، والإعاقة العقلية، والكفيف، والأصم، ومستخدم الكرسي المتحرك.
وكشفت نتائج الدارسة أن العامل الثالث والمتعلق بالمعلم وخصائصه , وبالرغم من انتشار اعتقاد بأن معلمي ومقدمي الخدمة في مركز التربية الخاصة مصدر آمان مطلق, إلا أن نتائج الدراسة أظهرت أن المعلم قد يكون مصدر خطر خاصة إذا كان غير مؤهل أو لم يعد للخدمة بشكل صحيح، وكما تؤثر طول فترة بقاء المعلم داخل الصف، وضعف مهاراته في تعديل السلوك، وعدم معرفته الكافية بخصائص حالات الإعاقة في زيادة فرصة احتمالية حدوث الإساءة.
وتألفت عينة الدراسة من (50) عاملاً ومتطوعا في مراكز التربية الخاصة في الأردن، أجابوا على استبيان أعدته الباحثة للكشف عن عوامل الخطر ومظاهره، وتقدم هذه المراكز خدماتها لفئات الإعاقة العقلية والتوحد والإعاقات الجسمية والحركية والإعاقات السمعية والبصرية.
وأوصت الباحثة بالاعتماد على النتائج التي توصلت إليها اشتقاق معايير لمزاولة مهنة العمل في مراكز التربية الخاصة، وإعداد معايير الاعتماد والترخيص للمراكز، وتقييم المراكز بناء على عوامل الخطورة، والتدريب على البرامج المتعلقة بخصائص الإعاقات وآلية التعامل معها، والتدرب على مهارات تعديل السلوك والضبط المناسب للسلوكيات السلبية.
كما أوصت الدراسة بضرورة توافر نظام حماية ورقابة لمنع حدوث الإساءة أو الكشف عنها ومعالجتها، وتهيئة وتنظيم البيئة التعليمية الآمنة والمناسبة لطبيعة الإعاقات داخل مراكز التربية الخاصة كاتساع الغرفة الصفية وتوزيع الطلبة حسب إعاقاتهم وأعمارهم وجنسهم، وتخصيص فترات استراحة متقطعة لمعلمي التربية الخاصة وإخضاعهم لبرامج تدريبية.
(بترا)