عبارات الأذان تبرز معاني الشهادة لله تعالى بالعلو والكبرياء

المدينة نيوز- الأذان هو دعوة لإقامة الصلاة ، ويعرف في الاصطلاح الفقهي بانه الإعلام بدخول وقت الصلاة ، وهو فرض كفاية .

وتتضمن عبارات الأذان على قلة كلماتها وإيجازها معاني مثل : الشهادة لله تعالى بالعلو والكبرياء ، والشهادة بوحدانيته تعالى وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهما جوهر دين الإسلام ، والدعوة إلى الصلاة، وهي ثاني أركان الإسلام وعموده ، والتنبيه إلى معنى الفلاح ، وهو الفوز بخيري الدنيا والآخرة.

وتعتبر عائلة القارئ الشيخ محمد رشاد الشريف الذي كان مقرئا ومؤذنا للمسجد الاقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف من الذين وهبهم الله الصوت الجميل والأداء الحسن في الأذان وقراءة القرآن الكريم حيث ورث الشيخ معروف , واخوه الشهيد امام الذي استشهد في الخليل العام 2001 على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي أسلوبا خاصا تميزت به العائلة في قراءة القرآن الكريم وفي رفع الأذان .

يقول الشيخ معروف لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان تجربته في رفع الأذان الموحد في عمان كانت مع بدايات تطبيقه قبل 23 عاما حين كان طالبا في كلية الدعوة وأصول الدين التابعة لوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية العام 1990 عندما كلف برفع الأذان وهو طالب في السنة الاولى لمعرفة القائمين على هذا المشروع بالإمكانات الصوتية التي يمتلكها والتي ورثها عن والده الشيخ محمد رشاد الشريف .

ويضيف انه وبفضل الله عز وجل ما زال مستمرا في رفع أذان المغرب والعشاء والفجر بشكل مباشر حتى بعد حصوله على درجة الماجستير التي كان موضوعها ( التغني بالقرآن الكريم وعلاقته بالانغام) ، مبينا ان الفضل في ذلك يعود الى والده الذي لاحظ موهبة صوته الجميل في عمر مبكر لم يتجاوز 6 سنوات .

ويبين الشيخ معروف الذي يحفظ القرآن كاملا ان الصوت الجميل يحتاج الى أسلوب يظهر من خلاله ، مشيرا الى تأثره بطريقة رفع الآذان بمدرسة الشيخ محمد رفعت والشيخ على جمعة ووالده الذي يجمعه بالشيخ محمد رفعت ما يقال عنه (بتشابه الحناجر بين الاصوات) ومحاكاة بالصوت.

ويرى ان رفع الأذان بحد ذاته يعتمد على قواعد وأصول منها معرفة المقامات التي تأتي في خدمة المعنى الذي يظهر جليا من خلالها ، بالإضافة الى ان المؤذن يجب ان يكون صاحب صوت وحنجرة , وان مدرسة الشيخ محمد رفعت تفضل الإحاطة ايضا بعلوم تفسير القرآن الكريم .

ويشير الشيخ معروف إمام ومؤذن مسجد الملك المؤسس في منطقة العبدلي في عمّان ، الحاصل على شهادة تفوق وشهادة تميز في الالقاء اثناء مشاركته في مسابقة القرآن الكريم العالمية عام 1996 الى ان الأذان واحد , لكن الاسلوب الصوتي يختلف بحسب المقام .

ويتقن الشيخ معروف رفع الأذان بخمسة مقامات مختلفة ويؤديها بكل إتقان وأريحية وبدون تكلف ، وهذا ما ميزه عن غيره من المؤذنين , وهو من المؤذنين القلائل من غير المصريين الذي رفع الاذان عبر أثير اذاعة القاهرة . استاذ الفقه الاسلامي في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور محمد حسن القضاة يقول ان الأذان سنة في شريعتنا الاسلامية .

ويضيف ان المسلمين كانوا في بداية البعثة يعلمون بعضهم البعض بالقول حي على الصلاة، وقوموا الى صلاتكم ، وقد كان للنصارى علامة معينة لدخول وقت الصلاة وكان لليهود علامة كذلك , وكان المسلمون يشتاقون لان تكون لهم اشارة تميزهم عن غيرهم .

ويشير الدكتور القضاة الى ان الصحابي الجليل عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما رأيا رؤيا نداء العلامة المميزة للنداء للصلاة وقد أقرهما النبي عليه الصلاة والسلام عليها، وبالتالي فهي سنة تقريرية , وانه منذ تلك اللحظة كان ينادى بها لإعلام المسلمين بدخول وقت الصلاة , وندب النبي صلى الله عليه وسلم (بلال ) رضي الله عنه لإعلام المسلمين بدخول وقت الصلاة وكان صوته ندياً.

ويقول انه ما دام هناك أوقات للصلاة فان الأذان يتكرر كل صلاة ، مضيفا ان المسلم عندما يسمعه يشعر بهيبة وروعة خاصة وان كلماته قد اختصرت النداء بالتوحيد والاقبال على فعل الخيرات حتى ان غير المسلمين يشعرون بالبهجة والبركة عندما يسمعون النداء الى الصلاة لانه يريح النفس ويجلب الفأل الحسن. وتعود قصة الأذان في الاسلام لرؤيا الصحابي عبد الله بن زيد الذي رأى رؤية في منامه تتعلق بكلمات الأذان ، وعندما طلع الصباح أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي طلب منه أن يخبر (بلال) رضي الله عنه بهذه الكلمات ليؤذن بها .. ففعل .

وعندما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته ، أذان بلال خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :يا نبي الله , والذي بعثك بالحق، لقد رأيت مثل الذي رأى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : فلله الحمد على ذلك.

والأذان من خير الأعمال وأفضلها وقد جاء في فضله أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا , وقوله صلى الله عليه و سلم " المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة " .

( بترا )