تمارين تخفف متاعب العمل المكتبي
المدينة نيوز- عادةً ما يُعاني موظفو العمل المكتبي آلاماً في مؤخرة الرقبة أو الظهر بعد انتهاء يوم العمل. ويُعاني البعض أيضاً ما يُسمى «متلازمة الفأرة» الناتجة عن استخدام الحاسوب لفترات طويلة.
وأوضح رئيس الرابطة الألمانية لأطباء الشركات والمصانع بالعاصمة برلين، فولفغانغ بانتر، أنه غالباً ما يرجع سبب إصابة موظفي العمل المكتبي بهذه المتاعب إلى قلة الحركة أثناء العمل، لذا أوصي بممارسة بعض تمارين اللياقة البدنية في المكتب للتغلب على هذه المتاعب.
وعادةً ما يتسبب تصلب الرأس فوق الرقبة في وضعية واحدة لثماني ساعات متواصلة خلال العمل في إصابة كثير من الموظفين بالألم. ولعلاج ذلك أوصى فولفغانغ بانتر بممارسة ما يُسمى «تمارين الشد الإيزومترية».
وعن كيفية ممارسة هذه التمارين، أوضح الطبيب الألماني أنه يتم وضع اليد اليسري بشكل مسطح على الأذن اليسرى، على أن يتم الضغط بها على الرأس بقوة، لافتاً إلى أنه لا ينبغي أن يتحرك الرأس في هذا الوقت.
وبعد ذلك يتم تكرار هذه الخطوات مع اليد اليُمنى والأذن اليُمنى. وللحصول على أفضل تأثير من هذا التمرين، شددّ بانتر على ضرورة ممارسته مرة يومياً لدقيقتين إلى ثلاث دقائق، ومن ثمّ يُمكن التخفيف من تشنجات الرقبة.
احمرار العينين
أفاد بانتر بأنه غالباً ما ترجع إصابة العيون بالجفاف والاحمرار لدى موظفي العمل المكتبي إلى أنهم يُحملقون في شاشات الحاسوب لمدة طويلة.
وللتغلب على هذه المشكلة، أوصى الطبيب الألماني بأنه من الأفضل أن يجول الموظف بعينيه في أنحاء الغرفة لبضع دقائق مرة واحدة على الأقل يومياً خلال العمل، إذ يُساعد ذلك على استرخاء العين ويُزيد معدل الرَمش تلقائياً، ومن ثمّ يتم ترطيب العين بشكل طبيعي، ما يحميها من الجفاف والاحمرار.
وأردف الطبيب الألماني أن كثيراً من موظفي العمل المكتبي يعانون آلام الظهر أيضاً، إلى جانب آلام مؤخرة الرقبة، وأكدّ أنه بإمكان الموظفين تجنب هذه الآلام من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة، لافتاً إلى أن دورات اليوغا تتناسب بشكل كبير مع حماية العمود الفقري من هذه الآلام.
وأضاف الطبيب الألماني أن إدراج الأنشطة الحركية داخل الحياة اليومية، لاسيما أثناء فترات العمل، يتمتع بتأثير إيجابي في الحد من هذه المتاعب.
ولممارسة بعض تمارين اللياقة البدنية أثناء العمل، أضاف بانتر أنه «يجب ألا يضع الموظف كل شيء في متناول يده على المكتب، إذ ينبغي عليه مثلاً أن يضع الهاتف بعيداً عن المكتب، بحيث يتوجب عليه المشي لبضع خطوات، كي يتسنى له استقبال المكالمة».
وانطلاقاً من هذا المبدأ أوصى الطبيب الألماني بأنه من الأفضل أيضاً أن يتم وضع الطابعة وماكينة التصوير وخزانات حفظ الملفات بعيداً عن متناول يديه، كي يضطر للتحرك بضع خطوات، كي يصل إليها ويستخدمها.
في الإطار ذاته، قالت جمعية «الظهر السليم» بمدينة سيلسينغن الألمانية، انه ينبغي على موظفي العمل المكتبي الجلوس على المقعد بحيث يُشكل الفخذ والساق زاوية قائمة، مع استغلال سطح الجلوس بالكامل، على أن تظل هناك مسافة بين ثنية الركبة وبين الحافة الأمامية للمقعد تقدر بإصبعين إلى ثلاثة أصابع.
وأكدت أهمية أن يستقر ظهر الموظف على المسند الخلفي للمقعد، مشيرةً إلى ضرورة ضبط المسند بحيث يدعم أعلى الجزء الخلفي من الحوض بشكل فعال، فبذلك فقط يتخذ الظهر وضعية منتصبة أثناء الجلوس.
وكي لا تُصاب عضلات الكتفين والذراعين بالتقلصات عند الجلوس لفترات طويلة على مقعد المكتب، توصي الجمعية بضبط مساند الأذرع بحيث تنشأ زاوية قائمة بين الجزء العلوي من الذراع والساعد.
وأشارت جمعية «الظهر السليم» إلى أن أخصائيي جراحة العظام وخبراء الصحة المهنية ينصحون الموظفين بـ«الجلوس الديناميكي»، أي التبديل بين وضعية الجلوس المائلة إلى الأمام والقائمة والمستندة إلى الخلف بشكل متكرر قدر الإمكان، لافتةً إلى أن مساند الظهر المتحركة تُعد مثالية لهذا الغرض.
" د ب أ "
