المشاركون في مؤتمر اكاديمية آل البيت يناقشون مشروع الدولة الاسلامية المعاصرة

المدينة نيوز- واصل المشاركون من العلماء والمفكرين الاسلاميين في أعمال المؤتمر العام السادس عشر لأكاديمية آل البيت الملكية، عصر اليوم الاثنين،مناقشتهم عددا من القضايا المتعلقة ببناء مشروع دولة اسلامية حديثة قابلة للاستمرار ومستدامة.
وقدم الداعية محمد أحمد حسين ورقة بعنوان: "حقوق وواجبات غير المسلمين في الدولة الاسلامية"، تناول فيها أحكام الذميين والمستأمنين وحقوقهم في الدولة الاسلامية وحمايتها الجزائية، مشيرا الى مفهوم من هم غير المسلمين في الدولة الاسلامية والقواعد والأسس العامة لمعاملتهم وحقوقهم العامة والخاصة والسياسية وما يترتب عليهم من واجبات.
وبين ان الاسلام جاء شموليا لجميع الناس وان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعث للناس كافة، دون النظر لجنسهم أو لونهم أو لغتهم او اقليمهم، وينقسم غير المسلمين إلى أهل كتاب غيرهم من الملل والنحل، موضحا مشروعية عقد الذمة بين الدولة الاسلامية وغير المسلمين.
ولفت الى ان من تعقد لهم الذمة هم اهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس، وأن هناك مسـألة خلافية على طائفة ثالثة ممن يعقد لهم الذمة من الملل الأخرى.
وأشار الى ان القاعدة في التعامل مع الذميين ان يعاملوا كالمسلمين في الحقوق والواجبات، مقدما تفصيلا لهذه الحقوق والواجبات سواء العامة او الخاصة كبناء المعابد والكنائس.
بدوره قدم الدكتور هشام نشابة من لبنان ورقة بعنوان: "نحن والديمقراطية"، أشار فيها الى ان الهاجس الاساسي في الكتابات السياسية في الغرب منذ القرن الثالث الميلادي انشغل بالديمقراطية التي نشأت في بيئة غربية ومارسها اليونان في عصر سقراط وافلاطون وارسطو، مبينا ان الديمقراطية نشأت في العالم العربي والاسلامي في بيئتين مختلفتين: بيئة غربية مستوردة وبيئة عربية اسلامية أصيلة، والحضارة العربية الاسلامية بيئة غنية بمادتها ولها سمات ديمقراطية واضحة.
واشار الى ان الاصلاح بدأ في العالم العربي والاسلامي في مصر بعهد محمد علي وكان النموذج هو الغرب ولم يشكل هذا حرجا في بادئ الامر بل رحب به حتى رجال الدين كالطهطاوي وجمال الدين الافغاني واحمد عرابي.
وراى نشابة ان النظام الغربي يشكو من عيوب كثيرة ويعترف بهذا اعلام مفكريها وحجتهم الرئيسة في الدفاع عن الديمقراطية ان انظمة الحكم الثانية ليست خيرا من الديمقراطية من حيث النظرية والممارسة.
واضاف ان للديمقراكية سمعة سيئة في الدول العربية والاسلامية، فعهدها في التاريخ الحديث هو الامبراطوريات الكولونيالية المستغلة للشعوب، مؤكدا ان ما تستهجنه الحضارة العربية الاسلامية في الديمقراطية هو نفسه ما يعتبره الغرب اهم مظاهر الممارسة الديمقراطية.
وأشار الدكتور عز الدين عمر موسى من السودان في ورقة حول منظمات المجتمع المدني والفكر الاسلامي، الى ان الثابت في الدولة الاسلامية يجب ان يكون مستوحى من القران والسنة، والمتغير هو فهم تلك الحقيقة الموحاة وطرائق تطبيقها.
واعتبر ان منظمات المجتمع المدني الغربية سياسية بامتياز وهي ثمرة من ثمرات الفكر الاوروبي الحديث ونتيجة لتجارب اهله وهي التي شكلت مفاهيم منظماته ووظائفها.
وأضاف ان الدارس لمنظمات المجتمع المدني الغربية يرى مراحل نموها في اوروبا، التي بدأت كمصطلح سياسي للمجتمع المدني ثم مع تطور مفاهيم جديدة في القرن التاسع عشر مثل الوطن والدولة والمجتمع المدني الذي نشأ كمفهوم خلال الصراع السياسي الاجتماعي، ومن ثم ظهرت الليبرالية والماركسية، فيما كانت المرحلة الثالثة هي مرحلة انفتحت فيها اوروبا على الخارج واستبدت وتحررت داخليا وانغلقت.
وختم موسى ورقته بالقول: "ان توظيف الدين في تحقيق الاهداف الانسانية وتنمية المجتمع فكريا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا يعبد الطريق الى وضع استراتيجية لمنظمات منسجمة مع الدولة الاسلامية الحديثة ويعطيها قوة روحية دافعة للانجاز في ميادين كثيرة لا تنحصر في المجال السياسي وحده، لتصبح قادرة على الاستمرار ويكون عطاؤها متسما بالاستدامة".
--(بترا)