سحب "الرقم الوطني" يحرم الطفل أحمد من حقه في العلاج والتعليم

المدينة نيوز -: تحولت حياة أسرة المريض أحمد ناصر إلى معاناة دائمة، بعد أن سحبت وزارة الداخلية منها رقمها الوطني مؤخرا، ومنحتها جوازا مؤقتا، بعد إقامة دامت أكثر من 60 عاما على تراب الأردن الذي “توارثوا حباته أبا عن جد”، وفق ربة الأسرة.
وقال ربة الأسرة، لـ”الغد”، إن “سحب الجنسية المفاجئ، حرم أسرة ناصر من حقوقها الإنسانية والقانونية، ومن الصحة والتعليم المجاني، الأمر الذي بات يتهدد حياة طفل لم يتجاوز العشرة أعوام من عمره قضاها بين عيادات مستشفيات حكومية بحثا عن علاج لمرضه المزمن، والمتمثل بشحنات كهربائية زائدة وإعاقة بصرية دائمة”.
وأضافت إنه مما أثقل كاهل هذه الأسرة التي زودت “الغد” بوثائقها الرسمية، ورقم ملفها في وزارة الداخلية (5000)، أن تكاليف علاج احمد الشهرية تزيد على 350 دينارا شهريا، فضلا عن شراء طعام خاص خال من السكريات والنشويات والمواد الحافظة، ما يستنزف دخلهم الشهري، والذي لا يكاد يصل إلى نحو 300 دينار، ينفق منها 150 دينارا شهريا كإيجار على منزل متواضع في منطقة الوحدات شرقي العاصمة عمان.
لم تشفع دموع والدة أحمد وصرخاتها لدى دائرة المتابعة والتفتيش، لمنحها استثناء خاصا لابنها الوحيد “العاجز” لاستكمال علاجه الشهري من شحنات كهربائية زائدة تداهمه في أي وقت وزمان، وباتت السيطرة عليها مستحيلة، حيث باءت جميع محاولاتها، وفقا لقولها، بالفشل، لأن “قانون سحب الجنسية يطبق على جميع أفراد الأسرة بلا استثناء”. وحسب التقرير الطبي الحكومي، فان أحمد يعاني من تشنجات غير مسيطر عليها علاجيا بشكل تام، ولدية “رأرأة” مع طول نظر وانحراف بكلتا العينين، ما ادى الى اعاقة بصرية دائمة”، مؤكدا التقرير انه “بحاجة الى عناية طبية مستمرة خصوصا أخصائي الأعصاب والعيون”.
وعلى الرغم من أن التقرير الطبي ذاته، اكد ان “قدرات احمد العقلية والنطقية ضمن الحدود الطبيعية”، ونصح بإلحاقه بمدرسة عادية تستقبل مثل هذه الحالات، لكنه “فقد حقه بالتعليم وتحول الى إنسان أمّي، فالمدارس الحكومية رفضت تحمل مسؤوليته، على الرغم من حبه الشديد للمطالعة واللعب عبر شاشة الكمبيوتر الصغيرة”، حسبما اضافت والدته في حديثها لـ”الغد”.
ولم يتبق أمام أسرة أحمد، الذي فضل أن ينعزل عن عالم الطفولة بسبب مرضه، إلا أن تستنجد بوحدة شؤون المرضى في الديوان الملكي العامر، والجهات الرسمية والجمعيات الخيرية واصحاب القلوب البيضاء، لتقديم يد العون والمساعدة بغية منح ابنها تأمينا صحيا مجانيا وتنتشله من “براثن موت بطيء”.