الصرع والسرطان يشلّان حياة اسرة سعيد بمخيم الشهيد

المدينة نيوز- يلقي مرض الصرع بظلاله القاسية على حياة الاربعيني سعيد، وحياة ابنتيه: بيان وبيسان، فشلّ الاسرة كلها وجعلها تعيش في جحيم لا يطاق، وعذاب لا يمكن تصورأن يعيشه انسان.
ولا تتوقف مأساة سعيد عند هذا الحد؛ لان زوجته مصابة بسرطان القولون الذي وصل الى مرحلة متقدمة بحسب تقرير طبي من مستشفى الملك المؤسس الذي تتلقى العلاج فيه بناء على الاعفاء الذي حصلت عليه من الديوان الملكي الهاشمي العامر.
ويقول سعيد لوكالة الانباء الاردنية (بترا): عندما اصاب بحالة الصرع، أفقد الوعي بشكل كامل، وأتصرف بطريقة عنيفة ومتشنجة، يصعب وصفها لدرجة انني أدمر وأكسّر كل ما تطاله يدياي من مقتنيات وأدوات منزلية، وكذلك الحال بالنسبة لابنتي.
مرض الصرع وآثاره جعلت حاجته للادوية المهدئة والمسكنة اكثر منها للطعام والشراب ، لكن" السعيد" لا يستطيع شراء الادوية في كثير من الاحيان لارتفاع اسعارها، وضيق ذات اليد مما يضطره للبحث عن المحسنين وأهل الخير لتوفيرها له، والا فإن حالته النفسية وحالة ابنتيه تتفاقم وتتدهور، وتزداد خطورة المرض وتصبح الحياة امرّ من العلقم .
ويعتمد سعيد في حياته على راتب بسيط يتلقاه من صندوق المعونة الوطنية مقداره (180) دينارا شهريا، يدفع منها (60) دينارا أجرة للمنزل الذي يقطنه في مخيم الشهيد عزمي المفتي بمحافظة إربد، وهذا الراتب غير كاف، لتلبية الحد الادنى من متطلبات حياته وحياة اسرته، مع الاشارة الى ان التقارير الطبية المتعلقة بحالته الصحية وحالة ابنتيه، والصادرة عن مستشفيي الاميرة بسمة، والاميرة بديعة باربد، تؤكد عجزه الكامل عن العمل وحاجته الماسة للدواء والعلاج المستمر مع ابنتيه.
وإذا أتيحت لك فرصة مشاهدة سعيد فأنت تقف أمام شبح وليس أمام انسان سواء من حيث الهزال وضعف بنيته الجسدية، وضياع الملامح العامة واضطراب السلوك.
وأعتقد ان سعيدا، بناء على هذا الواقع، ربما يكون مؤهلا، للحصول جائزة نوبل للبؤس والشقاء والحرمان، إن كان هناك جائزة لمثل هكذا مواصفات.
ولا تقف معاناة سعيد عند عدم توافر ادوية الصرع في أغلب الاحيان، وعقبات صرفها من الصيدليات التي تتطلب وصفة طبية من طبيب اختصاص في كل مرة، ولكن ما يزيد من مرارة المعاناة حالة مسكنه البائسة، الذي لا يصلح أساسا للعيش الانساني اللائق، إذ انه يخلو من أية تجهيزات منزلية مناسبة، إضافة الى تردي مرافقه وبنيته الانشائية وتمديداته الصحية، والتي ازدادت نتيجة تعرضه لتصدعات وتشققات خطيرة في فصل الشتاء الماضي ولا تزال آثارها واضحة جدا للعيان.
يقول سعيد لدى زيارته في منزله الكائن الى الجهة الجنوبية من مسجد عباد الرحمن" انه تمكن بعد محاولات عديدة من الوصول الى الجهات المعنية، التي أوعزت الى دائرة الشؤون الفلسطينية المسؤولة عن المخيمات، لمنحه قطعة أرض في المخيم، لبناء وحدة سكنية له عليها." وبين انه حصل على قطعة ارض مساحتها 60 مترا مربعا، تقع في "بلوك 4 شمال شرقي مركز البرامج النسائية"، وتبرعت له جمعيات خيرية وأهل خير في المخيم ببعض المال لبناء غرفة ومطبخ وحمام له ولأسرته.. لكن البناء لم يكتمل بعد بسبب ضيق ذات اليد وعدم كفاية المساعدات التي حصل عليها لاستكمال عملية البناء.
وبالرغم من الحالة المأساوية لسعيد ، وصراعه واهل بيته مع المرض وظروفه المعيشية القاسية، الا ان اليأس والاحباط لم يتسلل الى نفسيته المرهقة ولم تدفعه هذه الظروف للتذلل والانكسار مؤكدا ان ما يدفعه للامل والتفاؤل وجود الخيرين الذين يبحثون عن الاجر والثواب ويحرصون على مساعدته لشراء الأدوية، وبخاصة حين تتأزم حالته النفسية والعصبية.
كما يؤكد بنفس راضية ان الفرج قادم لا محالة، وان مع العسر يسرا ان شاء الله تعال، منتظرا المساعدة لاقالة عثرته، وتوفيرحياة كريمة في ادنى الحدود له ولاسرته.
(بترا)