الصراعات الاقليمية والدولية تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية

تم نشره الأربعاء 02nd أيلول / سبتمبر 2009 05:00 مساءً
الصراعات الاقليمية والدولية تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية
ا ف ب

المدينة نيوز- يرى محللون ان عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان التي دخلت شهرها الثالث، تواجه مأزقا ناتجا خصوصا عن تعثر العلاقات الاقليمية بعد انفراج، وقد لا تجد طريقها الى الحل في القريب العاجل.
وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت فواز طرابلسي لوكالة فرانس برس "اعتقدت سوريا والسعودية ان لبنان يشكل المساحة التي يمكنهما من خلالها ان تحققا تقاربا بينهما، انما يبدو انهما لم تتفقا على امور كثيرة".
واضاف "سارت الامور جيدا في فترة الانتخابات النيابية، انما يبدو ان ذلك لم ينطبق على تشكيل الحكومة".
وجرت انتخابات نيابية في لبنان في حزيران/يونيو اتسمت بالهدوء وباجماع المراقبين الدوليين على ديموقراطيتها واحترامها المعايير المطلوبة.

 وكلف سعد الحريري، ابرز اركان الاكثرية النيابية، في 27 حزيران/يونيو تشكيل حكومة، الا ان جهوده لم تفلح حتى الآن.
وتدعم السعودية والولايات المتحدة الاكثرية التي من ابرز اركانها الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط والزعيمان المسيحيان امين الجميل وسمير جعجع، بينما تساند دمشق وطهران الاقلية التي ابرز مكوناتها حزب الله وحركة امل الشيعيان والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون.
وشهدت الاتصالات السعودية السورية انفراجا في تموز/يوليو نتج عنه قرار باعادة السفير السعودي الى دمشق وتزامن مع تكليف الحريري تشكيل الحكومة.

 وبتأثير من هذا التقارب، تم التوصل الى اتفاق على صيغة للحكومة اللبنانية من ثلاثين وزيرا، 15  منهم للاكثرية و10 للاقلية وخمسة لرئيس الجمهورية التوافقي.
الا ان العلاقات السورية السعودية تجمدت منذ ذلك الحين. وكانت هذه العلاقات تدهورت بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، وتوجيه اصابع اتهام الى سوريا في الجريمة، الامر الذي تنفيه دمشق.
ويشير طرابلسي من جهة ثانية الى ان العلاقات السورية الاميركية التي اتسمت بالانفتاح خلال الاشهر الاخيرة، تأثرت بالتوتر الذي طرأ في الاسبوعين الاخيرين بين العراق وسوريا على خلفية التفجيرات التي وقعت في بغداد واتهام السلطات العراقية لسوريا بالوقوف وراءها.
ويؤكد مدير مركز كارنيغي للدراسات في الشرق الاوسط بول سالم ان التقارب الاقليمي ساعد على تهدئة التوتر في لبنان، الا ان الجمود الذي طرأ اخيرا انعكس سلبا على تشكيل الحكومة.
ويقول "ان تحسن العلاقات السورية مع لاعبين مهمين مثل الولايات المتحدة والسعودية اوجد توازنا مع فوز قوى 14 آذار (الاكثرية) في الانتخابات، ما ساهم في تعزيز موقع سوريا وتقوية حلفائها في لبنان".
الا انه يتحدث عن وجه سلبي مقابل في هذه العلاقات، قائلا "رغم هذا التقدم، وكما رأينا في الازمة بين سوريا والعراق، فان دمشق لا تزال تساوم بشدة، وتتسبب بالمشاكل، تساعد احيانا وتعرقل احيانا اخرى".
ويضيف "هذا جزء من اسلوب عملها، تحاول الحصول على المزيد من الولايات المتحدة ومن السعودية واذا امكن من لاعبين آخرين".
ومن الواضح ان مواقف العرابين الخارجيين تنعكس على مواقف الاطراف الداخلية.
وحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان مساء الثلاثاء الاطراف على تسريع تشكيل الحكومة، مشددا على ضرورة اتمام ذلك قبل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تنعقد في منتصف ايلول/سبتمبر، ومحذرا من انعكاس "كل تأخير سلبا" على البلاد.
الا ان المحللين لا يبدون متفائلين بحصول ذلك.
وجاء في تحليل لصحيفة "النهار" المقربة من الاكثرية والصادرة الاربعاء ان "العنوان العريض الذي يقر به الجميع ان لا حكومة في المدى الزمني المنظور لان الامر تجاوز قدرة اللاعبين المحليين الاكثريين والاقلويين".
واضاف صاحب المقال ابراهيم بيرم ان "الازمة الحكومية برمتها صارت معلقة على شماعة الصراعات والحسابات الاقليمية والدولية".
وكتب رئيس تحرير صحيفة "الانوار" رفيق خوري من جهته "من المفارقات ان يبدو تاليف الحكومة عملية بالغة الصعوبة تتجمع في عقدتها خيوط الازمة الداخلية والازمات الاقليمية والدولية"، مشبها عملية التاليف ب"عقدة غورديان الاسطورية التي لا مجال لقطعها بالسيف ولا سبيل لحلها حتى الان بالعقل والحكمة".
غير ان بول سالم يذكر بان الوقت الذي يستغرقه تاليف الحكومة ليس امرا غير عادي في لبنان حيث لا مهلة محددة قانونا للتاليف.
ويقول سالم "هذا امر مؤسف، لكنه ليس استثنائيا".
وقد استغرق تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة فؤاد السنيورة التي تقوم حاليا بتصريف الاعمال شهرين في صيف 2008، فيما شلت ازمة سياسية عمل حكومة سابقة كان يتراسها السنيورة لمدة سنة ونصف السنة في 2006-2007.
وتسببت الازمة كذلك بشغور المنصب الرئاسي لمدة سبعة اشهر قبل ان يتم انتخاب سليمان في ايار/مايو 2008 اثر معارك دامية بين انصار الاكثرية والاقلية اسفرت عن مقتل اكثر من مئة شخص.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات