بسبب مشاركة البوليزاريو..المغرب ينسحب من احتفالات "ثورة الفاتح" بليبيا وبوادر أزمة بين الرباط وطرابلس

المدينة نيوز- تسببت مشاركة جبهة البوليزاريو في احتفالات الفاتح من أيلول (سبتمبر) في ليبيا بانسحاب الوفد الرسمي المغربي من الاحتفالات وظهور بوادر ازمة علاقات بين ليبيا والمغرب.
وقالت وكالة الانباء المغربية الرسمية ان الوفد المغربي الذي مثل الملك محمد السادس، بدعوة من قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي، في الاحتفالات المقامة تخليدا للذكرى الأربعين لثورة الفاتح من أيلول (سبتمبر)، غادر مكان التظاهرة عندما لاحظ ضمن المدعوين حضور رئيس ما يسمى بـ'الجمهورية الصحراوية' 'المزعومة'.
واضافت الوكالة ان تجريدة القوات المسلحة الملكية، التي كان من المنتظر أن تشارك في الاستعراض العسكري المنظم بالمناسبة، ألغت على الفور مشاركتها وقامت بالانسحاب.'
ووصل وفد مغربي كبير ضم بالاضافة الى الوزير الاول عباس الفاسي رئيس الوفد كلا من وزير الدولة (نائب رئيس الحكومة) محند العنصر ووزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري الى ليبيا لتمثيل العاهل المغربي الملك محمد السادس في الاحتفالات الليبية بالذكرى الاربعين لثورة الفاتح من ايلول (سبتمبر).
وارسل المغرب للمشاركة في هذه الاحتفالات تجريدة عسكرية تتألف، حسب بلاغ سابق لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة المغربية، من علم القوات المسلحة الملكية، ووحدة من اللواء الأول للمشاة المظليين للقوات المسلحة الملكية.
وقال المغرب ان مشاركة التجريدة العسكرية 'المحاطة بالرعاية المولوية (الملكية) السامية، تتوخى 'تعزيز التطلعات المشتركة وتطوير العلاقات بين البلدين، وترسيخ الهوية العربية المغاربية للمملكة المغربية'.
كما شارك المغرب الى جانب مصر وتونس وكرواتيا بملحمة موسيقية راقصة بعنوان 'فارس ورجال' قدمت قبل انسحاب الوفد المغربي.
وبثت وكالة الانباء المغربية قبيل اعلان مغادرة الوفد المغربي للاحتفالات الليبية عدة قصاصات حول هذه الاحتفالات، ولا تزال صفحتها الاولى على موقعها على شبكة الانترنت تحمل هذه القصاصات.
واعتبر الوفد المغربي ان حضور محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزاريو ورئيس الجمهورية الصحراوية التي اعلنتها من طرف واحد في ساحة الاحتفالات الى جانب رؤساء دول عربية وافريقية واوروبية تصرف مسيء للمغرب ولمشاعر المغاربة.
ويرفض المغرب الاعتراف بجبهة البوليزاريو او الجمهورية التي تشكلها طرفا في النزاع حول الصحراء الغربية ويعتبر ان الطرف الرئيسي بالنزاع هو الجزائر.
وقالت وكالة الانباء المغربية ان الحكومة المغربية عبرت عن احتجاجها الشديد إزاء هذا الموقف المفاجئ خاصة وأنه قد سبق تقديم كل الضمانات وطلبت من السلطات الليبية تقديم التوضيحات الضرورية والمناسبة بخصوص هذا التصرف غير الودي إزاء مشاعر الشعب المغربي.
وقالت مصادر مغربية مسؤولة ان المغرب ابدى تفهما لوجود محمد عبد العزيز في ليبيا للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي التي عقدت بطرابلس يوم الاثنين الماضي، بحكم عضوية 'الجمهورية الصحراوية' في الاتحاد الذي يعتبر امتدادا لمنظمة الوحدة الافريقية التي انسحب منها المغرب 1984 بعد قبول المنظمة لعضوية الجمهورية الصحراوية، الا ان المغرب صدم بحضور عبد العزيز لاحتفالات الفاتح من أيلول (سبتمبر) خاصة وان ليبيا نحت ومنذ 1984 وبعد سنوات من دعمها لجبهة البوليزاريو نحو الحياد بالنزاع الذي يميل احيانا باتجاه المغرب.
ورفض المصدر الربط بين غياب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن الاحتفالات الليبية ودعوة محمد عبد العزيز وقال ان العقيد معمر القذافي يعرف ان الملك اصيب بوعكة صحية منذ عدة ايام وان الاطباء نصحوه بالنقاهة والراحة وعدم الاجهاد.
وأتى انسحاب الوفد المغربي من احتفالات الفاتح من أيلول (سبتمبر) بعد يوم من تأكيد الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي خلال القمة الإفريقية 'أن حل نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزاريو لا يمكن أن يتم إلا عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير بإشراف من الامم المتحدة.'
وقالت جبهة البوليزاريو ان القذافي قال في تعقيب له على خطاب محمد عبد العزيز أمام رؤساء دول المنظمة الإفريقية، 'أن حل هذا النزاع يمكن فقط عبر ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في إطار استفتاء عادل وشفاف بإشراف دولي.'
ويرفض المغرب مطالب جبهة البوليزاريو بإجراء الامم المتحدة لاستفتاء للصحراويين لتقرير مصيرهم في دولة مستقلة او الاندماج بالمغرب ويقترح منح الصحراويين حكما ذاتيا يتمتع بصلاحيات واسعة تحت السيادة المغربية كحل نهائي ودائم للنزاع.
ويتوقع ان تبدأ الصحف المغربية اليوم الخميس بشن هجومات مكثفة على نظام حكم الرئيس الليبي معمر القذافي على ارضية الازمة الحالية لما بين النظام الليبي والصحف المغربية من حساسية منذ رفع الرئيس معمر القذافي لدعوى قضائية ضد صحف مغربية والحكم على ثلاث منها بغرامات مالية باهظة تتجاوز الـ 350 الف دولار.