حمى التأهل الى كاس العالم تشعل حرب " فتاوي دينية " تبيح للاعبين الافطار في رمضان

المدينة نيوز - يبدو ان حمى التاهل الى كاس العالم المقررة العام المقبل في جنوب افريقيا لم تقتصر على توتر العلاقات الشعبية بين الدول المتنافسة على بطاقة التاهل فقط، بل امتدت الى " علماء الدين" الذين اخذتهم الحماسة الى اصدار فتاوي تبيح للاعبي منتخبات بلادهم الافطار خلال المباريات التي تجري في النهار خلال شهر رمضان من اجل الوصول الى عالم الاضواء.
فبعد ان اصدرت دار الافتاء المصرية قبل ايام فتوى تبيح للاعبي المنتخب المصري الافطار في رمضان خلال مباراياتهم النهارية مع منافسيهم على بطاقة التاهل الى كاس العالم وتحديدا رواندا، فقد منح سوالح حابيمانا -مفتي رواندا- رخصة للاعبي رواندا المسلمين للإفطار أمام مصر في المباراة التي تقام بينهما بعد غد السبت ضمن مباريات الجولة الرابعة بالمجموعة الثالثة المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا، وذلك على غرار فتوى دار الإفتاء المصرية.
وذكرت صحيفة "التايمز" الرواندية أن مفتي رواندا أصدر فتواه نتيجة وجود 5 لاعبين أساسيين مسلمين بالفريق، هم: بوبكاري سادو، وهارونا نيونزيما، وعبيدي موليندا، وحمد نديكومانا، إضافة إلى مهاجم الفريق مقاصي.
ولم يوضح مفتي رواندا الأسباب التي قادته لاتخاذ فتواه بضرورة إفطار اللاعبين، خاصة وأن المباراة تقام على أرضهم، وليس كما هو الحال بالنسبة للاعبي مصر الذين سافروا من بلد إلى آخر، وأصدرت دار الإفتاء رخصة لهم بالإفطار.
وفي السياق ذاته فإن دار الإفتاء المصرية كانت قد أصدرت فتوى مشابهة تقضي بإفطار لاعبي المنتخب المصري في المباراة المقبلة أمام رواندا باعتبار أنهم في مهمة رسمية، ولكن رفضت منح رخصة للإفطار في التدريبات.
يذكر أن المنتخب المصري كان قد خاض مباراة في شهر رمضان من العام الماضي أمام منتخب الكونغو، والتي أفطر فيها عدد كبير من لاعبي المنتخب بسبب درجة الحرارة العالية، وكذلك الرطوبة.
وكانت الفتوى المصرية أثارت الكثير من الجدل بعدما أثارت احتجاجا شديدا من "جبهة علماء الأزهر" التي تمثل تيارا مستقلا خارج مؤسسة الأزهر.
ودانت جبهة علماء الأزهر في بيان أصدرته ونشرته على موقعها بشبكة الإنترنت هذه الفتوى. وقالت إن "اللعب هو اللعب على جميع أحواله، وهو ليس من ضرورات الحياة التي يرخص الفطر لها عند الحاجة في نهار رمضان".
وقالت صحيفة "روزاليوسف" المصرية التي نشرت نصّ الفتوى المصرية ، وجاء فيها أن اللاعب المرتبط بناديه بعقد عمل يجعله بمنزلة الأجير الملزم بأداء هذا العمل، فإذا كان هذا العمل الذي ارتبط به في العقد هو مصدر رزقه، ولم يكن له بد من المشاركة في المباريات في رمضان، وكان يغلب على الظن كون الصوم مؤثرًا على أدائه، فإن له الرخصة في الفطر في هذه الحالة.
وكشفت الفتوى نصّ العلماء على أنه يجوز الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصوم أو يضعفه عن عمله، كما نص في فقه الحنفية على أن من أجّر نفسه مدة معلومة -وهو متحقق هنا في عقود اللعب والاحتراف- ثم جاء رمضان، وكان يتضرر بالصوم في عمله، فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه، مؤكدة أن هذا الحكم يصير على المباريات التي لا مناص للاعب من أدائها.
وأضافت أنه بالنسبة للتدريبات، فإنه ما دام يمكن التحكم في وقتها، فيجب أن تكون أثناء الليل حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام، وإذا خالف المسؤولون ذلك مع قدرتهم على جعلها ليلًا فهم آثمون، لأنه لا يخفي أن ما جاز للضرورة أو الحاجة القائمة مقامها لا يجوز أن يتعداها، والضرورة تقدر بقدرها.
وكانت مجلة "الأزهر" التي تصدر عن الأزهر الشريف صرحت بالفتوى ذاتها في شهر إبريل الماضي وجاء فيها بالنص: