التكنولوجيا القابلة للارتداء.. التطوّر المقبل بعد الهواتف الذكية

المدينة نيوز- منذ أعلنت «غوغل» عن نظارتها الذكية «غوغل غلاس»، لفتت النظارة الاهتمام بفضل ميزاتها التي تتيح للمستخدم التقاط الصور، وإرسال الرسائل، والحصول على الاتجاهات، إضافة إلى كثير من الميزات الأخرى، ويُنظر إلى النظارة على أنها مثال واحد فقط على التقنيات القابلة للارتداء، التي من المتوقع أن تكون التطوّر التقني المقبل بعد الهواتف الذكية.
وعلى الرغم أن الكثير قيل وكُتب عن التكنولوجيا القابلة للارتداء، من حيث أنماط استخدامها بالنسبة للمستخدم العادي، إلا أن النقاش بدأ يظهر، أخيراً، حول مدى أهمية مثل هذه التقنيات الجديدة للشركات وعالم الأعمال.
وعلى الرغم من أن دراسة أخيرة أجرتها شركة «راك سبيس» الأميركية وجدت أن 6% فقط من الشركات في الولايات المتحدة زوّدت موظفيها بهذا النوع من الأجهزة، إلا أن رئيس قسم الهاتف المحمول في شركة «كوغنيزانت» للحلول التقنية، فيد سين، يعتقد أن هذا على وشك التغير قريباً، «لأن نوعية التطبيقات التي قد تظهر لنظارة (غوغل) أو التقنيات المشابهة لها، يمكن أن تترك تأثيراً كبيراً في مجالات مختلفة».
وقال: «تخيل رجلًا يصلح آلة ما مستلقياً تحتها، ويحتاج إلى استخدام كلتا يديه، لكنه مازال قادراً على استخدام بيئة حوسبية ما، أو تخيل موظف مبيعات يدخل إلى مكتب أحد الزبائن ويحصل مباشرةً على معلومات الزبون التي تظهر أمام عينيه، مثل آخر الطلبات التي أجراها، أو معدل رضاه عن التعامل مع الشركة، أو حتى موعد عيد ميلاده».
من جهته، قال مدير البحث في شركة «ديلويته»، دنكان ستيوارت، إن «التقنيات القابلة للارتداء ستكون ذات أهمية أكبر في مجالات العمل، إذ إنها تستبدل تقنيات ذات قدرات أقل»، موضحاً أن «التأثير الفعلي لها هو ليس باستبدالها للهواتف الذكية أو أجهزة الحاسب الشخصي، بل عندما تعطي الاتصال بالإنترنت لمن لا يمتلك اتصالاً على هاتفه أو حاسبه المحمول، فعلى سبيل المثال، فإن شخصاً يقود رافعة في مخزن لا يستطيع استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، لكن الأمر سيصبح أسهل لو توافرت التقنية اللازمة التي تساعد السائق على معرفة اتجاهه ومعرفة مكان الصناديق التي يريد نقلها».
ويعد القطاع الصحي من القطاعات التي بدأت تبني بعض التقنيات القابلة للارتداء، ومن أشهر هذه المنتجات سوار «نايك فيول باند»، الذي يراقب النشاط الصحي والبدني للمستخدمين.
أما بالنسبة لقطاع البيع بالتجزئة، فيمكن للتقنيات القابلة للارتداء مساعدة الزبائن على التجوّل في المتاجر لمقارنة المنتجات بشكل فوري، بطريقة مشابهة لما يمكن فعله عبر الإنترنت، لكن مع ميزة ظهور العروض الخاصة أمام أعينهم.
وتتيح هذه التقنيات للمستخدمين إمكانية التجوّل في المتاجر بحثاً عن أجهزة التلفاز، على سبيل المثال، إذ ستصل إليهم مقارنات الأسعار بشكل تلقائي ومعلومات حول الكفالات والتوافق مع الأجهة الأخرى بمجرد النظر إلى هذه الأجهزة.
ويعد الحصول على ثقة المستخدم بالتكنولوجيا القابلة للارتداء، واحداً من التحديات التي تواجهها هذه التقنية، إذ تجمع هذه الأجهزة الكثير من المعلومات الشخصية الدقيقة التي ليس من الممكن جمعها بالتقنيات المستخدمة حالياً، إذ يمكن أن تحصل هذه الأجهزة على معلومات تتعلق بجسم المستخدم وموقعه وأنشطته والبيئة المحيطة به، والأشياء التي ينظر إليها، إضافة إلى اهتماماته وأشياء كثيرة أخرى.
لكن طبيعة هذه الأجهزة التي تتيح جمع الكثير من المعلومات، تجعلها هدفاً لقراصنة الإنترنت، إذ قد يجدها المخترق هدفاً غنياً بالمعلومات الشخصية الخاصة بمستخدميها، يتيح التجسس على الأشخاص الآخرين ومعرفة أنشطتهم وتحركاتهم.
" الامارات اليوم "