الاميرة منى: مأسسة انظمة التمريض يعتبر تحديا رئيسا في الاقليم

المدينة نيوز- اعتبرت سمو الاميرة منى الحسين راعية التمريض والقبالة في اقليم شرق المتوسط ان مأسسة انظمة التمريض والقبالة لتحسين جودة الرعاية التمريضية وحماية صحة الاشخاص لاتزال تشكل تحديا في معظم بلدان المنطقة.
وقالت سموها خلال افتتاحها في عمان الاحد فعاليات "الاجتماع التاسع للفريق الاستشاري الاقليمي المعني بالتمريض والمشاورة حول تعليم التمريض في اقليم شرق المتوسط" يعتبر التفاوت بين العرض والطلب على العاملين الصحيين بشكل عام والتمريض بشكل خاص تحديا رئيسا لصناع القرار في المنطقة.
واضافت لا تزال الممرضات والقابلات في منطقتنا يوفرن خدمة رغم الظروف الصعبة التي نمر بها اذ ان المنطقة بحاجة متزايدة الى ممرضات مؤهلات جيدا على مختلف المستويات وخصوصا التخصصات المتقدمة كما اننا بحاجة لتقوية برامج تعلمية خلاقة خاصة في الدول الي تعاني من نقص في الموارد البشرية فيما يتعلق بقضايا الازمات الصحية.
واكدت سموها التزامها شخصيا بتطوير التمريض والقبالة ليس في المنطقة وانما على الصعيد العالمي لإيمانها ان التمريض لديه مساهمة فاعلة في المضي قدما لتطوير الرعاية الصحية وخدماتها في الوقت المناسب خصوصا للأشخاص الاكثر حاجة لها من الفئات الاقل حظا في الحصول على الخدمة الصحية.
واوضحت سموها ان تطوير قوى عاملة متوازنة ومحفزة وموزعة بشكل جيد وتمتلك مهارات عالية تعد من الاولويات التي تم تحديدها لتقوية الانظمة الصحية في المنطقة.
ولفتت سموها الى ان الاهتمام بالتعليم في مجال التمريض يعتبر عالميا وان مؤسسات التعليم في المنطقة بحاجة ماسة الى تبني نهج مستقبلي لتطوير برامج التعليم الخاصة بالتمريض والقبالة المعتمدة على الكفاءة والتي تواكب الانماط المتغيرة للعناية الصحية.
واشارت سموها أن إقليم شرق المتوسط هو الإقليم الأول بين الأقاليم الأخرى من حيث إعداد معايير تعليم التمريض الأساسي، والتي تشمل المنهج التعليمي الأولي للمستويات المهنية والتقنية للتمريض.
وأثنت سموها على الجهود التي يبذلها الفريق التقني الاستشاري المعني بالتمريض، والذي أسس عام 1990، وهي جهود تتواصل بدون ملل أو كلل، وتستهدف في نهاية المطاف إعداد ممرضات وممرضين وقابلات أكفاء وبأعداد كافية ولديهم القدرة على تحسين الخدمات التمريضية وتلبية الاحتياجات الصحية ذات الأولوية، وتتاح لهم فرص الحصول على التعلم والتطوير المهني طيلة حياتهم.
من جهته عرض المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان ابرز التحديات التي تؤثر على اتاحة تعليم عالي الجودة في التمريض ومنها نقص الاستثمار في تعليم التمريض وغياب القدرات في مدارسه (البنية الاساسية والقائمين على التعليم والتدريب) والحاجة المتواصل لتحديث المنهج التعليمي لتقليص الفجوة بين التعليم وتقديم الخدمة ومحدودية القدرات المؤسسية لتقديم برامج تدريب تخصصية والقصور في برامج التطوير المهني المستمر.
وتعالج المعايير الاقليمية الراهنة لتعليم المريض متطلبات الالتحاق بمدراس التمريض ومؤهلات العاملين في التدريب والمصادر التعليمية والمنهاج الاساسية قبل دخول الخدمة واولويات التخصص حسب الدكتور العلوان الذي اشار حاجة تلك المعايير للمراجعة والدراسة والتحديث من اجل ضمان جودة الممرضات الممارسات في المستقبل.
وشدد على ضرورة اعتماد استراتيجيات متعددة لتطوير التمريض والقبالة في الاقليم على ان تتضمن تقوية اسهام الممرضات في اتخاذ القرارات وبناء قدراتهن في الادارة والقيادة وتنظيم مزاولة المهنة واعداد خطط استراتيجية وطنية في هذا الجانب وتحسين تعليم التمريض قبل دخول الخدمة وانشاء نضم للتطوير المهني المستمر وغيره.
وقال الدكتور العلوان من التحديات الرئيسية التي تواجه الاقليم ندرة الموارد البشرية المدربة في مجال الصحة النفسية وان التصدي لها لا يمكن ان ينجح دون تبني نهج متكامل يجمع بين القطاع الصحي والقطاعات الاخرى ذات الصلة لتعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات ومعالجتها واعادة التأهيل للمصابين بها مع احترام حقوق الانسان والحماية الاجتماعية.
واضاف في هذا المجال ان اعداد الكوادر التمريضية المؤهلة والمدربة في مجال الصحة النفسية وايجاد برامج تخصصية في التمريض النفسي هو احد الاولويات الرئيسية في الاقليم .
وقطع الاردن حسب امين عام وزارة الصحة الدكتور ضيف الله اللوزي شوطا كبيرا في مجال تطوير معايير الاعتماد الخاصة بالتعليم التمريضي بالتعاون مع هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي ليصبح من الدول الرائدة في هذا المجال.
وقال " يولي الاردن اهمية خاصة للتمريض العامل في مجال الصحة النفسية ونرى ضرورة زيادة الاهتمام في هذا المجال الحيوي اذ اصبحنا نحتاج الى اعداد اكبر من التمريض المتخصص بالصحة النفسية.
واشار الى الاستراتيجية الوطنية للتمريض والي تتضمن رؤية شاملة للأعوام 2011-2015 وتسعى لضمان جودة مخرجات التعليم ، ومواءمة مناهج التعليم التمريضي للمستجدات والمتغيرات الصحية الوطنية والعالمية وتعزيز الشراكة والتعاون بين كليات التمريض ومؤسسات الرعاية الصحية والمجتمعية .
ويهدف الاجتماع بحسب مديرة التمريض في المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة فاريبه الدرازي لمراجعة وتحديث المنهج التعليمي للتمريض والقبالة في إقليم شرق المتوسط، بحيث يأخذ المنهج التعليمي، بعد مراجعته وتحديثه، في اعتباره المعايير العالمية والاتجاهات الحالية في تعليم التمريض.
ويركز الاجتماع على مدى ثلاثة ايام على تحديث مسودة المعايير الاقليمية لتعليم التمريض والمنهج التعليمي الكلي للتمريض قبل دخول الخدمة واعداد اطار للتخصصات في التمريض ومنها الصحة النفسية.
وتعقد منظمة الصحة العالمية مشاورة أخرى حول إعداد برنامج للتمريض النفسي للبلدان التي تعاني من الأزمات في الموارد البشرية؛ اذ أظهرت مراجعةٍ مكونات الصحة النفسية في البرامج التدريبية الأساسية للكوادر التمريضية قبل تخرجهم في الإقليم أن 3 بالمئة من البرامج فقط مخصَّص للصحة النفسية.
واظهرت المكونات ايضا ان التدريب أثناء الخدمة في مجال الصحة النفسية يقدَّم لأكثر من 50 بالمئة من ممرضات الرعاية الأولية في 10بالمئة من البلدان، وأن المعدلات الوسطية للممرضات والممرضين الذين يساهمون في تقديم رعاية الصحة النفسية في بلدان الإقليم هي 6ر3 ممرض لكل 100 ألف من السكان.
ويشارك في الاجتماع أعضاء الفريق الاستشاري الإقليمي المعني بالتمريض ونخبة من عمداء كليات التمريض، وخبراء في التمريض والقبالة وتعليم التمريض النفسي، وممثلون من المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية في مجال التمريض والقبالة في الإقليم، والمجلس الدولي للتمريض.
ويمثل اعضاء الفريق الاستشاري دول الاردن ومصر والبحرين وايران والسودان وتونس والامارات واليمن وافغانستان وجيبوتي والعراق والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان باكستان وفلسطين وقطر والسعودية والصومال وجنوب السودان وسوريا.
(بترا)