استكمال مبنى أكاديمية الطبيعة في عجلون

المدينة نيوز- احتفلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة الاثنين، بمناسبة استكمال الأعمال الإنشائية لمبنى أكاديمية الطبيعة في عجلون التي تعد اول مركز للتدريب البيئي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال مدير برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية كريس جونسون في الاحتفال، إن تميز الأكاديمية الطبيعية لأنها تعتبر أول أكاديمية على مستوى الأردن لأنه لا يوجد مراكز تدريبية أو جامعات سواء في الاردن او بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمنح شهادات متخصصة في هذا المجال، مما يؤدي إلى وجود العديد من الصعاب لدى المؤسسات غير الحكومية لإيجاد موظفين مؤهلين في سوق العمل في الأردن، لذا فإن أكاديمية الطبيعة ستكون اول مركز تدريبي إقليمي يلبي تلك الاحتياجات .

وأضاف جونسون إن الاكاديمية التي تبلغ مساحتها 3 آلاف متر مربع بنيت على ارض كانت تستخدم سابقا كمقلع حجارة على مقربة من محمية غابات عجلون وقرية ام الينابيع، مشيرا إلى انه تم اختيار هذا الموقع حرصا على عدم إحداث ضرر للبيئة وعدم قطع أي شجرة ذلك في خطوة لإثبات إن الهندسة المعمارية إذا ما طبقت بطريقة سليمة ستضيف على المكان لمسة إبداعية دون أي تأثير سلبي على البيئة المحيطة كما تم الاعتماد على مجتمع عجلون المحلي في الحصول على المواد الخام والعاملين.

ونوه جونسون إلى ان دور الاكاديمية يسهم برفد السوق بالمؤهلات وبناء قدرات العاملين في السياحة البيئية وحماية الطبيعة وادارة البيئة، مثلما ستكون "المحرك" للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذه المنطقة الريفية الفقيرة من عجلون .

وبين أن المناهج الدراسية للدورات الاولى والتي ستطلق في الاكاديمية عند افتتاحها عام 2014 يتم تطويرها بالتعاون مع المؤسسات دولية تشمل جامعة مونتانا في اميركيا وأكاديمية الفريد تويبفر لحماية الطبيعة في المانيا وجمعية ادلاء السياحة البيئية في جنوب افريقيا بالإضافة الى مؤسسة هانس زايدل والوكالة الاميركية للتنمية الدولية وصندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني.

كما بين جونسون ان الاكاديمية تهدف الى تلبية عدة احتياجات منها زيادة فرص العمل في مجالات حماية الطبيعة، وادارة المحميات لفئة الشباب في الاردن وبلدان الشرق أوسط وشمال إفريقيا، وخاصة من فئات المجتمعات الفقيرة، مثلما تطمح لملء الفراغ في هذا المجال خاصة في مجالات السياحة البيئية والدلالة البيئية وخدمات التفتيش والحماية، لعدم توفر فرص تدريبية خاصة بهذه المجالات، لافتا إلى أن الأكاديمية ستكون مركزا تدريبيا متخصصا ومعني بالموضوعات البيئية ويمنح شهادات معترف بها مما يرفد السوق المحلية بأشخاص ذوي كفاءة .

ومن جهته اشاد وزير البيئة الاسبق رئيس مجلس ادارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بدعم برنامج الوكالة الاميركية للتنمية الدولية لإقامة مثل هذا الصرح العلمي المتخصص والنادر لإتاحة الفرصة لأبناء المنطقة لمواصلة تعليمهم وتوفير الفرص التشغيلية لهم .

وقال مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يحيى خالد ان المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية تأتي من باب تعظيم المنتج السياحي والبيئي ضمن مسيرة المحمية لخدمة وتنمية المجتمعات المحلية على مدى 45 عاما.

وبين خالد ان الجمعية لديها خطط مستقبلية للتوسع بالمحميات الطبيعية من اجل خدمة البيئة والمجتمعات المحلية، مشيرا الى ان تجربة المحميات اصبحت رائدة في مجال حماية البيئة واقامة المشروعات البيئية والتنموية التي تعود بالنفع والفائدة على الوطن.

وبين مدير الانشاءات لبرنامج الوكالة الاميركية للتنمية الدولية أسامة حسن ان بناء المشروع استغرق حوالي عامين بكلفة 9ر3مليون دولار أميركي وبتمويل من الأميركية للتنمية الدولية وصندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني .

وبدوره عرض مدير محمية عجلون المهندس ناصر العباسي ابرز البرامج والخطط التي تنفذها المحمية في ضوء افتتاح الاكاديمية الطبيعية التي ستسهم في اتاحة الفرص للطلبة من ابناء المنطقة للدراسة في تخصصات جديدة إضافة الى مساهمة المشروعات المتوفرة في المحمية السياحية والبيئية في زيادة عدد السياح وفرص العمل وتشجيع السياحة البيئية وزيادة الطاقة الاستيعابية وترويج المحافظة سياحيا.

واشار العباسي انه من خلال وزارة التنمية الاجتماعية تم تقديم منحه لإنشاء 8 "شاليهات" سياحية بيئية في المحمية بقيمة 250 ألف دينار بهدف زيادة المنفعة للاقتصاد الوطني وخدمة المجتمعات المحلية مثلما قدمت وزارة التخطيط والتعاون الدولي منحة بقيمة 78 ألف دينار لتطوير مطعم المحمية.

وبين ان مبنى الاكاديمية يحتوي على أربع من غرف التدريس في الهواء الطلق وقاعة مؤتمرات ومكتية وعيادة ومطعم يتسع لنحو 250 شخصا يقدم الاطعمة العضوية من المزارع المحلية ودكان الطبيعة ومرافق اخرى، مشيرا إلى أن الأكاديمية تطبق أنظمة بيئية تشمل التهوية الطبيعة والعزل باستخدام القش والتبريد والتدفئة باستخدام نظام الجيوثيرمال، وباستخدام حرارة الأرض الباطنية تجميع مياه الأمطار من سطح المبنى ومعالجة المياه الرمادية.

يذكر ان محمية غابات عجلون التي أنشئت عام 1987تغطي مساحة 12 كيلومترا مربعا وتقع ضمن مرتفعات عجلون شمال عمان وتتألف من جبال تشبه إلى حد كبير مناطق البحر الأبيض المتوسط ويتراوح ارتفاعها ما بين 600 - 1100 متر فوق سطح البحر وتحتوي على سلسلة من الأودية المتعرجة.

(بترا)