مراد الشيشاني يحاضر عن القاعدة في مركز الدراسات الاستراتيجية
المدينة نيوز:- قدم الباحث مراد الشيشاني، اﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ، ﻣﺤﺎﺿﺮة في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ﺣﻮل دور "القاعدة" ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ.
وقال الشيشاني إن الثورة في سوريا بدأت سلمية وتعسكرت بعد ستة شهور، أما المجموعات الجهادية فبدأت بالظهور بعد سنة، وأضاف أن هناك نحو ألف مجموعة مسلحة في سوريا.
وأضاف أن صحيفة "جينز انتلجنس" قدرت أعداد مقاتلي المعارضة المسلحة بـ 100 ألف بمن فيهم المقاتلين الأجانب، حيث بلغ عدد الجهاديين حوالي 10 آلاف، أما الاسلاميين المتشددين المتحالفين مع القاعدة فبلغ عددهم حوالي30 الى 35 الف، كما بلغ عدد الإسلاميين المعتدلين بـ 40 ألف ما يترك الهامش صغيرا جدا للمعارضة الوطنية.
ونوه الشيشاني إلى أن المجموعات المسلحة في سوريا تنقسم إلى ثلاثة أقسام، أولها: الجيش السوري الحر، والمجموعات التي توصف بالعلمانية لكنها وطنية إسلامية. وثانيها: المجموعات الجهادية المحلية: والتي تهدف لإسقاط نظام الاسد وحاولت ربط نفسها بالمجموعات الجهادية العالمية عبر المنتديات، كما إنها لا تنفذ عمليات انتحارية، وقريبة في تكتيكاتها من الجيش السوري الحر، وتتبنى المقولات الأساسية للسلفيين الجهاديين كـ "الولاء والبراء" و"ألوية الجهاد" وغيرها. أما القسم الثالث فيتمثل بالمجموعات الجهادية العالمية والإقليمية الأقرب للقاعدة أو التي هي جزء منها.
وأشار الشيشاني إلى أن جبهة النصرة، والتي تأسست عام 2012، تعتبر الجماعة الأقوى، حيث إنها تحاول كسب المحليين عبر توزيع المواد الغذائية وعدم الدخول في مواجهات مع الأهليين، كما أن استراتيجيتها تتفق مع تنظيم القاعدة المركزية.
وقال الشيشاني إن القاعدة كانت تعاني الفشل في استقطاب المحليين دوما وهو السبب الرئيس في فشل الجهاديين في ايجاد ملاذات امنة في عدد من المناطق في العالم (كالسودان وأفغانستان قبل تسلم طالبان)، وكان هذا الفشل يرد إلى أن أعضاء التيارات الجهادية الذين كانوا يتعاملون دوماً كضيوف، وإلى طبيعة الايديولوجية السلفية الجهادية المتشددة ولذا عمدت القاعدة منذ العام 2008 إلى استراتيجية استقطاب المحليين وتقديم خطاب مختلف.
وأشار الشيشاني إلى أن جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) دخلت سوريا في نيسان الماضي، وبدأت ترفض أوامر الظواهري، واستخدمت العنف وأحدثت المشاكل مع المجموعات الجهادية الأخرى، كما أن عملياتها كانت أوسع في العراق حيث بلغت 1680 عملية مقابل 186 عملية في سوريا.
وخلص الباحث المتخصص في القاعدة والسلفية الجهادية إلى أنّ الهدف الاكبر لداعش يتمثل في السيطرة على ممرات آمنة استراتيجية على الشريط الحدودي ما بين العراق وسوريا وتركيا، من أجل تأمين المتطلبات اللوجستية والعسكرية المطلوبة، والحصول على مناطق آمنة في أكثر من دولة تمهيداً لإقامة طويلة المدى وصراع ممتد، مرجحاً أنّ العراق ما يزال هو الأكثر أهمية في تصور داعش، لما لها من حضور وتأثير فيه أكبر من سوريا التي ما تزال أرضاً جديدة للدولة الإسلامية في العراق والشام.
في نهاية المحاضرة تناقش الباحث مع عدد من الحضور المهتمين والمختصين والوزراء السابقين والسياسيين الأردنيين حول حضور القاعدة وتأثيرها في سوريا وأبعاد ذلك الإقليمية والمحلية.
من جهته أكد الدكتور موسى شتيوي أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة محاضرات المركز الدورية التي تركز على الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وأضاف أن موضوع القاعدة بدأ يحتل أهمية خاصة لما يحدث في سوريا ليس فقط لحجم القاعدة بل للتحولات التي حصلت في المنطقة، خاصة في ظل محاولات القاعدة لفرض سيطرتها من جهة ولدخولها في نزاع مسلح مع التنظيمات الأخرى كالجيش الحر أو جبهة النصرة من جهة أخرى.
يذكر بأن الباحث مراد الشيشاني يعمل حالياً محللاً متخصصاً في شؤون الجماعات الإسلامية، وله العديد من الأبحاث والكتب المتخصصة، باللغتين العربية والإنجليزية في حقل الحركات الإسلامية الراديكالية، القاعدة والسلفية الجهادية، في العراق وسورية والشيشان والسعودية.